اتصل بنا
 

درر ملكية عززت العلاقات الأردنية - البريطانية

نيسان ـ نشر في 2022-09-11 الساعة 07:17

نيسان ـ بين عمان ولندن، تلألأت عديد الدرر الملكية عززت العلاقات الأردنية مع المملكة المتحدة، ملوكها وشعبها وحضارتها وثقافتها المميزة.
قبل أقل من عام، من الآن، في 18 تشرين الثاني 2021، أشار أمير ويلز،(الملك تشارلز الثالث، اليوم)، إبان زيارته للمملكة الأردنية الهاشمية إلى: «مواصلة النظر للأردن بعد 22 عاما، على أنه ليس «صديقا فحسب»، تحت قيادة الملك عبدالله الثاني وإنما، وعلى غرار ما كان عليه الحال في عهد والده، صوتاً دائماً للاعتدال والتفاهم والتسامح. وفي هذا الصدد، فإن دور جلالة الملك وصياً على الأماكن المقدسة في القدس يشكل عنصراً حيوياً في السعي إلى السلام في المنطقة».
.. درة صاغها قلم الملك النبيل المفكر عبدالله الثاني، في كتاب «فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر»؛ الذي صدر عام 2011 عن دار الساقي، وجاءت مذكرات جلالته لتبرز، صورة من صور العلاقات الأردنية مع المملكة المتحدة ومع الملكة إليزابيث، الملكة الكونية التي رحلت بسلام وحب:جاءت زيارتها بعد يومين فقط من تفجيرات إرهابية، طاولت أحد فنادق عمّان.. وكلفني والدي بأن أكون مرافقاً عسكرياً وحارساً شخصياً للملكة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب طوال فترة مكوثها في الأردن.
.. الزيارة المهمة، تاريخيا، التي يتذكرها الملك عبدالله الثاني، كانت قبل 38 عاما، وفيها ندرة عززت قوة العلاقات وأهميتها وكينونة الأسرة المالكة في الأردن وبريطانيا وعموم التاج البريطاني، وهو ما جعل زيارة الملكة الراحلة إلى الأردن عام 1984، حدثا دوليا، وعربيا وأمميا بكل دلالات الجيوسياسية وفي طبيعة العلاقة التاريخية في المجالات كافة.
.. لأهمية الدرة الثانية، تابع الملك عبدالله الثاني مذكراته: «كنت قد تخرجت للتو من كلية ساندهيرست العسكرية، وطلب مني والدي حماية الملكة إليزابيث حتى لو كان الثمن حياتي، وقال: لا تتردد لحظة واحدة؛ لأنك إذا فعلت سأطلق عليك النار بنفسي».
.. شهدت المملكة الأردنية الهاشمية، إحدى أهم واندر معالم العلاقات الأردنية مع المملكة المتحدة، عندما توجت الملكة إليزابيث جولة في العالم والمنطقة، عام 1955، هي الزيارة الأولى» الرسمية»،التي أطلت بها الملكة الراحلة إلى دولة عربية، وتوجهت أمام أنظار الإعلام العالمي برفقة زوجها الأمير فيليب إلى الأردن، بعد ثلاث سنوات من تسلم الملك الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، سلطاته الدستورية 1952.
في السادس من تشرين الثاني 2001، زار الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا زيارة دولة تاريخية للمملكة المتحدة بدعوة من الملكة الراحلة اليزابيث ملكة بريطانيا.
ووسط مظاهر احتفالية تجسد متانة العلاقات الأردنية البريطانية جرى لجلالتيهما استقبال رسمي كبير في باحة قلعة ونسور الشهيرة التي شيدت قبل 900 عام.
وكانت جلالة الملكة اليزابيث والأمير فيليب على رأس مستقبلي جلالتيهما لدى وصول الموكب الملكي موقع الاحتفال.
درة تاريخية، أكد الملك أن الأردن بما يمتلك من ثروة بشرية مبدعة يخطو الآن خطوات مهمة للانطلاق نحو القرن الواحد والعشرين.
خلال مأدبة العشاء التي أقامتها الملكة اليزابيث تكريما لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا في قلعة ونسور بحضور الأمير فيليب: «أننا نرى المستقبل في تمكين شبابنا وشاباتنا الذين يشكلون أكثر من نصف المجتمع من امتلاك أدوات العلم والمعرفة، ولفت جلالته إلى انه لا يمكن تصور المستقبل الذي نسعى إليه بدون معالجة جذور الصراعات في منطقتنا والعالم مشيراً إلى أهمية إيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي يقوم على أساس إعادة الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للاستمرار».
جوهر درر العلاقات، يلمح إلى أن للذاكرة التاريخية مساحة مشتركة لتوطيد علاقات التعاون والصداقة والتبادل السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري، وفي مناحي مختلفة.. عندما احتفلت الملكة الكونية الراحلة إليزابيث الثانية بيوبيلها البلاتينيوم، كانت ذكرياته وزيارتها للأردن من أبرز ألبوماتها، وهي المرة الأولى التي دشنت بها أفراح المملكة المتحدة، مع دول العالم، اهتمام وتكريم ملكة حكمت فيها بلادها تحت التاج البريطاني، لمدة 70 عامًا،وفي غمرة تجهيز الاحتفالات، فقدت إليزابيث، حب حياتها، الأمير فيليب–الذي توفي العام الماضي عن عمر يناهز 99 عامًا–وبدأت صحتها في التراجع الظاهر، والتدهور، اجتماعيا وطبيا؛ قالت، في عدة مرات، إنها شعرت «بالتعب الشديد والإرهاق» بعد إصابتها بـ COVID-19.
.. وتحتاج دول المنطقة والشرق الأوسط، من الملك تشارلز، ان يبدأ بوضع بريطانيا في سكة التغيير لصالح الشعوب، وقد يكون قادرا على إحداث البنية في موقع وجيوسياسية المملكة المتحدة، وعلاقاتها الغنية مع العالم.
.. ليس سرا، انه كانت كلمة السر لإعلان موت الملكة إليزابيث الثانية، عبارة «سقط جسر لندن»، بدأ العالم، ينتظر طبيعة ما ستكون عليه بريطانيا العظمي، يستنبطون كلمة السر لإعلان حيوية العلاقة مع العالم، والإخلاص من تداعيات الأزمات والحروب، والملك تشارلز، يمتلك كاريزما معينة، فيها من ذكاء الأعمال مثلما ما فيها من نظرة سياسية لبلاده، التي تمتلك سر وعي طبيعة ديمومة العلاقات بكل تواصل وتشاركية ودعم القضايا المركزية، وتاريخها.
في لحظة فارقة، مؤثرة قال الملك عبدالله الثاني: «الأردن ينعى وفاة زعيمة مبدعة، كانت جلالة الملكة إليزابيث الثانية منارة للحكمة والقيادة القائمة على المبادئ لمدة سبعة عقود،كانت شريكة للأردن وصديقة عزيزة للعائلة.
..الملك الهاشمي، صاحب الرؤية الملكية الناظمة لمملكتنا النموذج في الأمن والأمان ومصداقية العلاقات وديتها مع المملكة المتحدة، أكد بنبل ملكي، هاشمي:"نحن نقف مع شعب وقيادة المملكة المتحدة في هذا الوقت الصعب».
.. القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني، يعلي في تعازيه من دور الملكة إليزابيث الثانية، في تعزيز العلاقات الوطيدة بين العائلتين الملكيتين والشعبين في المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المتحدة.
الأردن، الدولة التي دخلت مئويتها الثانية، ما زالت تتمسك بالتحول والتغيير الديمقراطي، والاقتصادي والإداري، وليس قلة من الشعب الأردني، على قيد الحياة، يتذكر شكل العالم قبل أن تتولى الملكة الراحلة إليزابيث العرش؛ ذلك ما عزز العلاقات الأردنية البريطانية والتاج البريطاني، منذ ونستون تشرشل(1940 اول وزارة)، إلى الرئيس ليز تروس في 10 داونينج ستريت، المقر الحكومي، شاغل كل العلاقات بين المملكة المتحدة والعالم.
أردنيا، يحرص الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا وسمو ولي العهد الأمير الحسين، والدولة الأردنية، بسلطاتها الدستورية الثلاث، على جدية الالتزام الأردني بالمحافظة على قوة «العلاقة الثنائية، ذات الخصوصية السياسية والاقتصادية والثقافية، بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المتحدة، لأن في فواصل التاريخ والحاضر والمستقبل، دررا لها قيمتها وأثرها الإنساني والسياسي والثقافي.
.. الملك عبدالله والملك تشارلز والأمير تشارلز، لطالما أكدا عن اعتزازهما بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجية بين الأردن والمملكة المتحدة، ومتانتها في مختلف المجالات، بما في ذلك الاهتمام المشترك بتوطيد العلاقات بين الأردن ومؤسسة تشارلز الخيرية، وبما يحقق المصالح المشتركة ويوسع مجالات التعاون، ويتدارس مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا الجهود المبذولة لمكافحة خطر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، التي تهدد الأمن والسلم العالميين.
ما يعبر عن صلة ملك المملكة المتحدة، انه في آخر زيارة إلى الأردن، وفي ذروة درة لقاء هاشمي، مع الملك الأمير تشارلز–وقتئذ-الذي استشهد ببيت من الشعر متأنيا في قراءته ومبتسما «حَسْبُ بلادي أنَّها قد تأسست على الحب، والإنسان فيها هو الخير»، وهو من إحدى قصائد الشاعر الأردني حيدر محمود الوطنية، وسط تصفيق الحضور وتوقفه عند كلمة «الحب».
وقتها أعلنت السفارة البريطانية في عمان، نقلا عن تشارلز قوله في كلمته خلال احتفال خاص بمرور الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الأردن، «كانت المرّة الأولى التي زرتُ فيها هذا البلد الذي يحتل مكانة خاصة في نفسي من بين كل البلدان قبل حوالي 36 عاماً، وعدت لزيارته مرة تلو أخرى منذئذ، يجذبني إليه ما عُرف به الأردن من حفاوة ورقيّ في التعامل وكرم ضيافة مشهود.
كما استذكر الأمير تشارلز، سيرة الملك الراحل الحسين بن طلال، مضيفا: «إنني ألمَس هذه الصداقة على نحو شخصي تماماً، ذلك لأن الأردن شكّل دائماً جزءاً من حياتي. فقد اعتلى جلالة الملك حسين العرش في عام 1952، وهو العام ذاته الذي اعتلت فيه العرش والدتي العزيزة، الملكة. وأصبحا سنَداً قوياً لبعضهما البعض خلال ما تلا ذاك من عقود. وفي عام 1999، تأثرت كثيراً حين طُلِب مني إلقاء كلمة في حفل تأبين الملك حسين في كاتيدرائية سانت بوول في لندن».
وأشار أمير ويلز، إلى مواصلة النظر للأردن بعد 22 عاما، على أنه ليس «صديقا فحسب»، تحت قيادة الملك عبدالله الثاني وإنما، وعلى غرار ما كان عليه الحال في عهد والده، صوت دائم للاعتدال والتفاهم والتسامح. وفي هذا الصدد، فإن دور جلالة الملك وصي على الأماكن المقدسة في القدس يشكل عنصراً حيوياً في السعي إلى السلام في المنطقة.
.. هنا بعض من درر العلاقات الأردنية المختلفة عن غيرها، مع المملكة المتحدة.
الرأي

نيسان ـ نشر في 2022-09-11 الساعة 07:17


رأي: حسين دعسة

الكلمات الأكثر بحثاً