اتصل بنا
 

ثورة السكاكين

نيسان ـ نشر في 2015-10-14 الساعة 08:59

نيسان ـ

منذ انطلاقة الاحداث في الضفة الغربية، والجميع يترقب بحذر الى ما ستؤول اليه الأحداث، وهل نحن مقبلون فعليا على انتفاضة ثالثة.
أعادت أحداث الطعن وما أسفرت عنه من قتلى وجرحى بين صفوف اليهود الى الأذهان الدور الحيوي للضفة الغربية، بعد غياب دام اكثر من عشر سنوات، حيث تصدرت غزة وحماس المشهد العام واعتقدنا لوهلة ان اهل الضفة الغربية قد سئموا حمل السلاح وانهم امتثلوا لإرادة الكيان الغاصب، فمستوطنات اليهود المنتشرة على اراضي الضفة جعلتنا لا نرى اهل الضفة ولا نسمع أصواتهم .
ثورة السكاكين او ثورة الطعن أعادت الروح لفتح ولدور المقاومة التي تخلت عنه لأكثر من عقد، وظهر واضحا لدينا ما هي الفجوة بين القيادة الفلسطينية والشعب، ففي تعليق على الأحداث قدم عباس مداخلة مخجلة بحق فتح والفلسطينيين، وتكشف لدى المراقبين للقضية ان دور فتح تحجم بوجود عباس على رأس السلطة، وأن القرارات الكارثية التي اتخذها عباس لم تنفع الشعب الفلسطيني ولم تخدم القضية، وأن ما يحدث الأن من أحداث هو أمر صحي وتصحيحي لمسار القضية الفلسطينية، فبناء المستوطنات العشوائي والتعدي على المقدسات في ظل غياب أي ردة فعل شعبوية ما هو الا إذعان وتسليم لما تقوم به إسرائيل من تهويد للضفة .
مع تسارع وتيرة الاحداث استذكر الجميع دور الهاشميين ووصايتهم على الأقصى مطالبين بتدخل أردني لوقف الأحداث ووقف الاعتداء اليهودي على الأقصى وعلى الشعب الأعزل.
انتهج الموقف الرسمي سياسة كظم الغيظ رغم صدور إشارات ودلالات واضحة من الملك بأن هنالك خيارات مفتوحة ستتخذ ضد أسرائيل وذهب الكثير الى أن معاهدة السلام ستتأثر جراء الاحداث القائمة، وان أحد مؤشرات غضب الملك ما تناقلته وسائل أعلام عن لسان نواب عرب داخل الكنيست أن الملك رفض استقبال ثلاث مكالمات هاتفية لنتنياهو حتى لا يسمع مبررات الاعتداء على الاقصى، رغم أن الأردن في حقبة باسم عوض الله قد عمد الى حل كانت تطالب به جماهير الضفة الغربية، وذلك بأن تكون الضفة تحت حكم أردني كما السابق وانتهاء حكم السلطة الذي عانى منه اهل الضفة مؤخرا، الا أن الملف سوف يفهم على أنه وطن بديل، وهو ما رفضه النظام الاردني جملة وتفصيلا.
اما الموقف الشعبي الأردني فطالبت الجماهير بالتصعيد لنصرة الأقصى وشعب فلسطين، وأبدى الشعب الأردني استعداده لنصرة أهلهم في الضفة، رغم ظهور الكثير من الاصوات التي نادت بضرورة عقلنة الخطاب الشعبي، الذي عليه ان يدرك بأن الوضع لا يسمح بفتح جبهة على حدوده تضاف الى جبهتي الشمال والشرق .
في ظل غياب الدعم العربي وانشغال دول الجوار بمحاربة الارهاب، فسنبقى نعيش ظروف التواطؤ مع إسرائيل، وهو ما ضيع قرارات الشرعية الدولية، التي لا نطالب بأكثر من استحضارها في كل أزمة تمر على الأهل في فلسطين.
تزايد وتيرة الأحداث وانفجارها سيسارع بجدية الوصول الى حلول سريعة لتجنب تفاقم الأزمة؛ ما يحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه القضية بعد فترة الفتور الأخيرة جراء الأحداث المصاحبة للربيع العربي، على ان يبقى الفلسطينيون رافضين لأي حل او تسويات لا تلبي مصالحهم، فثورة السكاكين ان وظفت بشكل مدروس ستحقق مكاسب تخدم القضية الفلسطينة، وستتفوق على المحادثات التي أجريت بين الجانبين.

نيسان ـ نشر في 2015-10-14 الساعة 08:59

الكلمات الأكثر بحثاً