كتب بلا مشترين

نيسان ـ أسدل الستار على معرض عمان الدولي للكتاب في تظاهرة ثقافية أعطت رونقا آخر للعاصمة الأردنية بعيدا عن ضجيج شوارعها وأزماتها المرورية .
حضور عائلي لافت للمعرض في آخر أيامه ، لكن المبيعات بدت متواضعة ودور النشر لم تكن سعيدة كثيرا في اقتناص هذه التظاهرة للتخلص من مخزونها من الكتب وانعكست ايجارات الأجنحة على أسعار الكتب التي كانت مرتفعة نسبيا مقارنة مع تكاليف طباعتها ونوعية الورق البائسة لبعضها .
جولة قصيرة في المعرض تعطيك مؤشرا على حال الثقافة في البلاد وغياب القارىء النوعي وكذلك الكتب النوعية التي تلبي اهتمامات القراء على اختلاف شرائحهم .
هذه الدورة من معرض عمان الدولى للكتاب 2022، بحسب المنظمين شهدت مشاركة 400 دار نشر محلية وعربية ودولية من 22 دولة، وصاحبها برنامج ثقافى متنوع اشتمل على ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية وقصصية، ونشاطات ترفيهية، وقراءات قصصية ، إضافة إلى برنامج ثقافي خاص بضيف شرف المعرض لهذا العام دولة الكويت .
احتفت هذه الدورة من المعرض بالأديب والكاتب الفلسطيني وليد سيف، الذى تم اختياره كشخصية المعرض الثقافية لما قدمه من أعمال أدبية ودرامية متميزة، وكان لافتا شعار هذه الدورة أيضا "القدس عاصمة فلسطين".
يرجع مراقبون تدني المبيعات لأسباب مختلفة تبدأ من ارتفاع أسعار الكتب المعروضة وخصوصا للاطفال رغم تخصيص أجنحة كثيرة تهتم بشؤون الطفل ، فيما فسر ناشرون ارتفاع الاسعار الى ارتفاع تكلفة الورق بعد الحرب الروسية الاوكرانية ، وكذلك تردي الاوضاع الاقتصادية للأسر الأردنية مع تزامن المعرض مع انطلاق الموسم الدراسي وتكاليف التعليم الباهظة في الأردن ، حيث أثرت على انفاق الأسر وقدراتهم الشرائية ، فيما لاحظ آخرون اقبالا على الكتب الدينية والاجتماعية ، على حساب الروايات والدواوين الشعرية والمحتوى الأدبي الجاد، وتحدث البعض عن تدخل رسمي في محتوى المعروضات وسقف الحريات ، الذي أثر بحسب رأيهم على اختيار الضيوف والأنشطة المصاحبة للمعرض.
وعلى الرغم من الملاحظات الكثيرة على المعرض ، إلا أنه شكل فرصة للمهتمين للاطلاع على الجديد في عالم النشر ، وكان حريا بالمنظمين هنا الزام دور النشر بتخصيص زوايا خاصة للانتاج الجديد من القديم للتسهيل على الزوار في اختياراتهم .
أخيرا يبدو أن أجهزة المحمول الذكية ألقت بظلالها على المحتوى الورقي ومبيعات الكتب ، فالقراءة الرقمية فرضت واقعا جديدا على دور النشر التعامل معه وتغيير أسالبيها في العرض والتسويق حتى لا تتحول صناعتهم إلى أنشطة راكدة .