السعودية .. عدالة ثقافية

نيسان ـ تحقيق العدالة الثقافية، مصطلح وصف به رئيس هيئة المسرح السعدوي سلطان البازعي، في وصفه لواقع الحركة الثقافية والفنية التي تعيشها المملكة العربية السعودية منذ سنين، وتوزيع الفعاليات لتشمل كافة المناطق والمدن وحتى القرى في المملكة وعدم اقتصارها على المدن الكبيرة أو على المدن التي اعتاد الجمهور على اقتصار الفعاليات عليها.
وصف رأيت به وزملائي الصحفيين حالة ثقافية وفنية هامة، كونها تعمم الثقافة وتجعلها بطابع بعيد عن المركزية، وربما الأهم أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية بهذا الشأن يستهدف كافة مناطق المملكة، بما فيها مناطق «الأطراف» ولو كانت كثافة سكانها قليلة، سعيا منها لجعل الثقافة حاضرة بالمشهد السعودي الثقافي بشكل واسع وعام، وفي ذلك رؤى هامة، ومن المفيد أن تكون نموذجا يحتذى.
البازعي الذي يستذكر مهنته الأساسية في حديثه وهي الصحافة، يجد في الحالة الثقافية التي أدخلها ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان لمكان رحب من التميّز والانجاز، يرى أنها واقع يجب أن يعيشه العالم بكافة تفاصيله، ففي الفن ثقافة والأكلات الشعبية ثقافة وفي الترجمة ثقافة، وفي الأزياء ثقافة، والمسرح والدراما والرسم، في كل هذا وأكثر ثقافة، بالتالي يجب أن تحضر كل هذه التفاصيل في المشهد الثقافي، بصورة لا مركزية، لتكون معممة للجميع وعلى الجميع، وفي ذلك أيضا نقلة ثقافية سياحية تضع الدول بكافة مدنها وقراها تحت مجهر الاهتمام عربيا ودوليا.
مصطلح استخدمه البازعي، في عدالة الثقافة في بلاده، وهو في ضيافة رئيس تحرير جريدة الدستور أمس وأسرة الدستور، استوقفني، كونه لخّص خططا كثيرة تسعى لتعزيز الثقافة والفن لكنها تواجه في بعض الأحيان بعقبات، ربما في توزيع مكتسباتها على كافة المدن والقرى والمحافظات خطوة نحو الأمام في الدعم والتمكين لهذا القطاع الذي ما يزال يحتاج لدعم وتحركات عديدة في عدد من الدول، ورغم أنه أكد أنه مصطلح كان قد سمعه أيضا من شخص آخر، لكن في استخدامه فائدة وإشارات واضحة أن السعودية وجدت وصفة حقيقية وفعّالة لجعل الثقافة والفن حالة تعيشها المملكة العربية السعودية بصورة واسعة، وهامة ونموذجية.
العدالة الثقافية، خطوة جادة نحو تقدّم ثقافي حقيقي وعملي، جسده الأردن أيضا بعدد من خططه، ففي أن تكون اربد عاصمة الثقافة العربية هذا العام، تأكيد على عدم مركزية الفعاليات الثقافية في العاصمة، وكذلك في الاهتمام بباقي مدن المملكة ثقافيا خطوات عملية لتعزيز الثقافة على مستوى واسع، هي دون أدنى شك صيغة عملية في تطبيقها يمكن أن نصل إلى مشهد ثقافي فني بقاعدة واسعة وزخم محتوى وأداء.
(الدستور)