اتصل بنا
 

جزاع مناور.. (ماركة) مسجلة برتب عسكرية تلمع ذهباً

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2022-09-15 الساعة 11:15

جزاع مناور.. (ماركة) مسجلة برتب عسكرية
نيسان ـ إبراهيم قبيلات....
لا تزال عمارة اللويبدة وتداعياتها ترسل إلينا شظايا الوجع، نعدّ الوفيات، ونطلب لها الرحمة، ثم نرقب الإصابات وعيوننا إلى السماء تطلب الشفاء. نريد إسدال الستارة على نزيف اللويبدة وبأقل الخسائر، نريد أن نصحو على شمس أمنة، بلا وفيات ولا إصابات.
نحن الأردنيين نعيش الابتلاءات والرزايا المتكررة، وكأن أرضنا أعدت للاختبارات والمحن، أما إدارتها فلا تسأل، وفي الذهن محطات كثيرة من محن.
من نسي فاجعة البحر الميت، وكارثة العقبة، ومستشفى السلط، وصوامع العقبة، وحريق حاوية الالعاب النارية، وانهيار عمارة سكنية بالزرقاء، وحادثة الفيضانات والسيول؟ واليوم ها نحن نعيش في غرفة مظلمة اسمها (عمارة اللويبدة).
ندرك أن المصائب تحل على الجميع ولا تستثني أحدا، لكنا نصر على إدارة أزمتنا بالفزعة، أقصد البعض من مسؤولي الصدفة، سوى أن العسكر بكامل رتبهم يواصلون الحفر في ذاكرة الناس، بنماذج من تضحية ووفاء.
نقلت لنا عدسات الزملاء المصورين مئات الصور لضباط وعسكر يعملون بسواعد وقلوب لا تتعب، ونقلت لنا ذات العدسات صوراً لمسؤولين يكتفون بالفرجة.
لا شك أن الفرق شاسع وكبير بين من يبحث عنك وعن أبنائك وجيرانك وأطفالهم تحت الانقاض، ويواصل النبش و(الصبر) وبين من يعتلي الشرفة ليرى الأشياء من علٍ، ثم يحدثك عن الأيام الجميلة المعلقة.
نحن الآن في حضرة رجل من وطنية اسمه جزاع مناور.
هذا الجزاع قطعاّ لا يبحث عن طفل أخذته عتمة الانقاض، فيما تنتظر أمه بلهفة خروجه من بين الأنقاض، إنه يبحث عن قطعة منه، هو يبحث عن روحه وشيئاً من رائحة أمه.
هذا الجزاع قطعاً لا يجامل، ولا يبحث عن مجرد مجدٍ زائف توثقه صورة عشوائية، هو يمارس حبه الأزلي للناس وللأردن دون قيود ودون أتعاب.
ثمة جزاع وخلف ومحمد وعقاب وهزاع يقفون للرزايا بأكتاف متراصة، وبتيجان عالية، ورتب مهيبة، تزينها قلوبهم الصافية وأفعالهم الصادقة.
ثمة جنود يتحركون وفق (باروميتر) قلوب الامهات، يتحركون وفي ضمائرهم صوت أنين الأردنيين وأوجاع السنين، ويصرون على انتشالهم من المحن بسواعد عسكرية.
نعم، ونحن نرى همة هؤلاء العسكر وسط كل هذا الخوف الجاثم على صدورنا، نتابعهم وهم يتخلون بكامل إرادتهم عن قيافة ملابسهم، لأجل إنقاذ روح، فتكتشف من فورك أنهم وحدهم من يلمعون ذهباً في الظروف القاهرة ولسعات البرد.

نيسان ـ نشر في 2022-09-15 الساعة 11:15


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً