اتصل بنا
 

الشباب والإسعافات النفسية

نيسان ـ نشر في 2022-09-19 الساعة 23:58

نيسان ـ لطالما تحدثنا عن الإسعافات الأولية في برامجنا وخططنا التي تستهدف التعامل مع المصابين في حالات الحوادث المختلفة، ولكن برامجنا إقتصرت على نوع واحد وهو الإسعاف الجسدي إلا أن هناك مواقف مختلفة وحوادث متعددة تحدث يستوجب منا التدخل السريع وهو ما نسميه التدخل في حالات الصدمات النفسية في مراحلها الأولية.
حيث أن كثرة الأزمات والمشاكل في حياتنا لها تأثير كبير على العديد منا، على نحو مفاجئ مما يزيد الحاجة إلى وجود وسائل حماية تحمي الأفراد عموما و الشباب خصوصا من إصابات نفسية ناجمة عن تجربة صادمة؛ إذ لا تختلف هذه الوسائل عن إسعاف الإصابات الجسدية التي يتعرض لها الفرد، ومن هنا ظهر ما يسمى الإسعاف النفسي الأولي.

والإسعاف النفسي الأولي هو استجابة إنسانية داعمة لأي شاب يحتاج أو يطلب المساعدة ؛ والتدخل هنا يعد استجابة لاحتياجات الشباب المتضررين من الأزمات والمشاكل النفسية؛ وتعد آلية الإسعاف النفسي في بداية الحدث الصادم بالحد والتخفيف من الحدث ومساعدة الشباب على التكيف مع المواقف المستجدة على مدى طويل الأمد.

ويهدف الإسعاف النفسي الأولي للشباب بشكل عام إلى التهدئة والتخفيف المباشر من شدة التوتر والخوف، الناجم عن الحدث الصادم، إضافة إلى توفير بيئة داعمة وآمنة نفسيًّا وجسديًّا تُمكِّن الشباب من التعافي بأسرع وقت ممكن من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية.

كما أن هناك عناصر أساسية يجب توفيرها للشباب لتجاوز المشاكل والأزمات ومنها :
-الشعور بالأمان من خلال إزالة عوامل الخطر أو تخفيفه، ومساعدتهم على تحديد احتياجاتهم الأساسية
وتقديم التدخل الطبي إذا لزم الأمر.
- محاولة التهدئة وتتمثل بإبعادهم عن أي مصدر قد يذكرهم بالحدث الصادم، إضافة إلى الإستماع لهم دون إجبارهم على الكلام .
ويجب أن يتذكر مقدم الإسعاف النفسي الأولي أنه مستمع جيد لمعاناة الشباب واحتياجاتهم دون تقديم أي رأي يتوافق مع رأيهم أو يتعارض معه.
- مساعدة الشباب على الإتصال والتواصل مع الأصدقاء والمقربين لهم وخصوصًا أفراد العائلة، فغالبا هذا الاجراء يساهم في سرعة التعافي .
- تسهيل الدعم الذاتي يجب على مقدم الدعم النفسي أن يدعم الشباب ويحفزهم على الاعتماد على أنفسهم بتأمين احتياجاتهم الخاصة، إضافة إلى إشراكهم في عملية صنع القرار المتعلق بهم وتحديد أولوياتهم.
- التشجيع والأمل وهو اليقين بأن الشباب سيتعافى بشكل كامل، إضافة إلى جعلهم يشعرون برغبتك بمساعدتهم وأن ما يمروا به من مشاعر ومعاناة هو أمر طبيعي لا يجب الخجل منه.

وهناك مجموعة من الإجراءات التي يجب على المختص في مجال الإسعاف النفسي الأولي مراعاتها بشكل دقيق في حالات التدخل السريع وهي :
-التواصل مع الشباب بشكل مباشر ومن ثم التأكد من أنهم يشعرون بالراحة والأمان والإستماع إلى ما يدور بذهنهم ، ومعرفة المخاوف والإحتياجات وتأمين ما يلزمهم من أساسيات.
- تحديد عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى تدهور ااحالة النفسية، وتأمين ربطم مع العائلة والمقربين.
-الاستعانة بالأخصائيين النفسيين بعد تأمين جميع احتياجات الشباب في حال تعذر تحسن الحالة العامة لهم، والوصول إلى الاستقرار النفسي.
وهناك مجموعه من الأعراض التي قد يعانيها الشباب في حال وجود الأزمات والمشاكل النفسية من أهمها :
-الشعور بالفشل وعدم القدرة على التركيز.
-الشعور بالعجز و صعوبة تأدية أي عمل مهما كان بسيطًا.
-الشعور بالضعف والوهن .
- الصداع والأرق ونوبات القلق .
- سد الشهية .
-عدم القدرة على التركيز والشعور بالتعب والآلام الجسدية.

وهنا يجب أن نعي تماما أن الإسعاف النفسي الأولي يعتمد على مبدأ الدعم والمساعدة بهدف تسريع تعافي الشباب وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية دون أن تتطور حالاتهم بشكل يصعب السيطرة علية ويمكن لغير المختصين تقديم الدعم النفسي والرعاية النفسية أيضا في هذا المجال؛ وذلك عن طريق الإستماع لهم فهذه الخطوة مهمه جدا .
وعلينا أن نعرف أيضا أن درجة الاستجابة النفسية للمشاكل والأزمات تختلف بحسب العمر والجنس والمستوى التعليمي ومن الممكن أن يؤثر اختلاف الثقافات والأديان في درجة تأثر الشباب واستجابتهم ومن ثم سرعة تعافيهم .

نيسان ـ نشر في 2022-09-19 الساعة 23:58


رأي: الدكتوره ثروت المعاقبة

الكلمات الأكثر بحثاً