اتصل بنا
 

تطبيقات ذكية للباعة الجوالين

رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

نيسان ـ نشر في 2022-09-20 الساعة 07:30

نيسان ـ قبل أيامٍ كنتُ في سهرة عند صديق في شرق عمان، لم ينغصها إلا صوت بائع جوال، ينادي على البصل (الموّاني) والثوم البلدي. ضحكت من قهري وغيظي، فيبدو أن الباعة الجوالين في شوارعنا يواظبون على تعذيبنا، ليس فقط من الصباح إلى المغرب، بل باتوا يوصلون الليل بالنهار.
بلغ السيل الزبى، وطفح كأس الصبر. لم يعد لنا حيلة مع من يحزون أرواحنا. نحن رهائنهم وهم ينكلون بنا متى شاءوا. عمان غدت مدينة للباعة الجوالين بكل الأشكال والألوان. نحن نعيش أكبر عملية تلوث ضوضائي: باعة البطيخ والشمام والأقمشة والحليب والأحذية، وسيارات تجوب المكان مرارا وتكرارا وهي تلح على شراء الخردة والثلاجات المستعملة وشبابيك الحديد والألمنيوم. وأظن المشكلة ليست عمانية، بل وطنية بامتياز.
حياتنا القديمة كانت تتطلب أن يكون فيها باعة جوالون. ولكنهم كانوا ظرفاء خفيفي دم، ينادون على بضائعهم بأصوات خافتة مترنمة لا نشاز فيها ولا صريخ. والأهم لم يكونوا لحوحين كذباب الخيل.
فمن يوقفهم عند حدهم اليوم؟. من يحمينا منهم. من يرحمنا من جعيرهم؟ من يبلغهم أن في البيوت طلاباً تدرس، ومرضى يحتاجون للراحة والسكينة، وأطفالا يفزعهم هذا النشاز العميم.
قبل فترة أوقفت سيارة تشتري الخردة، وطلبت من السائق أن يخفض صوت النداءات؛ كي أستحلفه إن كان في السنتين الماضيتين قد باعه أحد في الحي شيئاً؛ فقال لا. فقلت له: اتق الله فينا. لماذا إذن هذا الاجتياح اليومي بواقع مرتين أو ثلاثة في الساعة؟.
سيقول قائل دع الناس تترزق. الفقر يضرب أطنابه فينا. وأنا أقول لا بأس أن يترزقوا، ولكن كل شيء في أصوله، وعلى مبدأ لا ضرر أو ضرار. نحن لم نعد نعيش في حارة (كل من يده إله).
مشكلتنا ليست مشكلة قوانين. فالحمد لله لدينا منظومة قانونية تستطيع أن تحمي الجميع من كل أذى، وبضمنه الأذى من هذه الضوضاء، التي تجعلنا متوترين، سريعي الغضب، قلقين، وكأننا فوهات براكين. لدينا القوانين الرادعة، ولكنها لا تطبق أو تفعل. ولهذا يستبيحنا هؤلاء ليل نهار، دون أن يجدوا من يردعهم.
قبل 11 سنة كانت سيارات توزيع الغاز مصدر ازعاج مخيف. كانوا ينادون على البضاعة بالضرب المزعج على الاسطوانات، حتى اعتمدت موسيقى جميلة أظنها لبيتهوفن؛ تعلن عن مرورهم.
ربما سيطالب البعض منا أن يكون للباعة الجوالين نداءات موسيقية خفيفة مماثلة أو تطبيقات ذكية تنظم عملهم. ولكن هذا الأمر قد يكون نافذا بعد أن يحصلوا على تراخيص خاصة. الأمر لم يعد محتملا. وعلى وزارة الداخلية أن تحمينا.الدستور

نيسان ـ نشر في 2022-09-20 الساعة 07:30


رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

الكلمات الأكثر بحثاً