قراءة في كتاب التكليف السامي وحكومة الدكتور بشر الخصاونة

نيسان ـ يعتبر كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور بشر الخصاونة المنارة الأهم للأداء الحكومي والإنجازات الحكومية، والكتاب السامي أيضا يعتر مرجعية مهمة لتقييم الأداء الحكومي من خلال قياس الأداء وربطه مع الزمن، والان بعد سنتين تقريبا من تشكيل وزارة الدكتور بشر الخصاونة ولتفعيل مبدأ التغذية الراجعة والمكاشفة وتفعيل وتعزيز الأداء يجب ان تخرج الحكومة اليوم الينا بالإنجازات التي تمت وربط هذه الانجازات مع فقرات كتاب التكليف السامي.
لفد كان كتاب التكليف السامي غني جدا بالأفكار والتوجهات والتوجيهات التي تسعى للارتقاء بواقع الحال وتعزيز البيئة التنافسية على جميع الصعد فقد كان خريطة طريق للنهوض بالوطن والمواطن وتعزيز المنجز وتصويب الخلل هنا وهناك.
لقد وجه الكتاب السامي بشكل واضح وصريح النهوض بالقطاع الصحي من حيث الاستعداد لأي جائحة والتعامل معها، كذلك ركز على الكفاءة والجودة والقدرة على توفير كل متطلبات المرضى من الفحوص الطبية والأدوية وما يتبعها من احتياجات طبية وصحية، كذلك شمولية التامين الصحي، وعدالة توزيع المراكز الصحية الشاملة، فهل للحكومة الكريمة ان توضح لنا الإنجازات في القطاع الصحي بالأرقام والوقائع وخاصة واقع الحال في المستشفيات المركزية ومستشفيات المحافظات وتوفر الاختصاصات الطبية؟
وجه كتاب التكليف السامي برؤية ثاقبة الى اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة للتعافي من تداعيات وباء كرونا وخاصة التعافي الاقتصادي، من خلال برامج واضحة مرتبطة بمدد زمانية محدده، فهل للحكومة الكريمة اطلاعنا على هذه البرامج بالوثائق والإنجازات المتحصلة وخاصة انه مضى سنتين على هذا التكليف؟
وجه الكتاب السامي بوضوح العبارة الى تطوير القوى البشرية الأردنية لزيادة الاعتماد على الذات، فهل للحكومة الكريمة ان تخبرنا ماذا فعلت من اجل تحقيق هذه الرؤية الملكية الرائعة الحكيمة، وأين دور وزارة العمل؟ وهل ميزان الاستيراد والتصدير تغير؟ ننتظر الإجابة بالأرقام والإنجازات على ارض الواقع؟
في الكتاب السامي تم ذكر التالي حرفيا (تطوير منظومة الأمان الاجتماعي لضمان حياة كريمة لكل الأردنيين، وربطها بمنظومة التعليم والصحة والعمل والسعي للوصول بآثارها الإيجابية لكل فئات المجتمع) فما هو كان دور الحكومة الكريمة على مدى سنتين من هذا الهدف السامي؟
نتطلع بكل شغف لنرى ونسمع منجزات في وزارة الزراعة والسياحة كما وجه جلالة الملك عبدالله الثاني في كتابه السامي خلال سنتين من العمل.
اما فيما يخص الطاقة والنقل وتقليل الكلف وإيجاد مصادر بديلة فقد كان أحد البنود الأساسية في كتاب التكليف السامي، فهل قلت الكلف وقلت أسعار الطاقة بما ينعكس على القطاعات الإنتاجية وعلى حياة المواطن؟ نرجو من الحكومة ان تطلعنا على الإنجازات في هذا القطاع المهم.
اما فيما بخص المؤسسات الصفيرة والمتوسطة والتي تعتبر المحرك الأساسي للسوق وحاضنة اعمال وتذليل العقبات امام الاستثمار المحلي والاجنبي والتي ذكرت في كتاب التكليف السامي، فهل للحكومة الكريمة ان تطلعنا على البرامج الداعمة وتوضح لنا إنجازاتها بهذا الخصوص وتعرفنا بالمنهجية التي اتبعتها في هذا البند الحيوي؟ رفع كفاءة الجهاز الإداري وزيادة الرقابة والتقييم وتعزيز الثقة والعدالة والمساواة بين المواطنين فقد كانت كلها نقاط وقيم سعى الخطاب السامي لتعزيزها من خلال ترسيخ القانون وتفعيله بالصور المناسبة.
قوانين الانتخابات وتعزيز الحياة الديمقراطية فقد كانت حاضرة في الكتاب السامي، بالإضافة الى الاهتمام بمنتسبي القوات الأمنية والقوات المسلحة عاملين ومتقاعدين وهم من اهم الأركان في هذا الوطن، فهل للحكومة ان تطلعنا على الإنجازات التي تمت في هذا الركن المهم؟
القضية الفلسطينية حاضرة دائما في كتب التكليف السامي، فقد وجه الكتاب السامي الحكومة لاتخاذ كافة الإجراءات محليا ودوليا لدعم القضية الفلسطينية وحماية المقدسات.
الكتاب السامي كان غني جدا بالتوجيهات المهمة العملية والأفكار الريادية التي صعب حصرها بمقال واحد ولكن حاول الكاتب تسليط الضوء على بعض النقاط كدراسة مرجعية مهمة هدفها التقييم.
حكومة الدكتور بشر الخصاونة جاءت في ظرف استثنائي ومهم، دائما هنالك انجاز او عدم اكتمال منجز، ولكن يجب دائما تعزيز المنجز والفخر به والإشارة الى الأركان التي تحتاج الى دعم او تقويم لتحسن الإنجاز ولتستمر مسيرة وطن نفخر به.