إيجابية
نيسان ـ نشر في 2022-09-25 الساعة 04:44
نيسان ـ «سعداء هم الرحماء فإنهم يُرحمون» (إنجيل متّى 7:5).
هذه الأيام تغرق الناس في السلبية، فقرٌ وتضخم وحروب وقلق وتغير مناخي ومستقبل غامض، نتسمر أمام شاشات التلفاز لعلنا «نتعثر» في خبر مفرح يعطينا شيئًا من الأمل، ويُدخل قليلًا من السعادة إلى قلوبنا التعِسَة.
سألقي عليك قولًا ثقيلًا:
تأكد بأننا لا نستطيع تغيير العالم، فما نحن إلا ذرة تذروها الرياح، ولكن ما نستطيع فعله أن نتعلم لنغير نظرتنا للحياة؛ فنرى النصف المملوء من الكأس.
أولى الخطوات أن نتوقف عن جرينا وراء المال والبحث عن شريك العمر الكامل، وصورة الأولاد المبدعين الجميلين الطيّعين، وأيقونات الإعجاب، وعدد المتابعين... فكل هذا يزيد من التوتر والقلق والاكتئاب.
نسعى لنكون بشهرة محمد الوكيل، وبذكاء معن القطامين، وبمال صبيح المصري، وبصوت عمر العبدلات، وبشخصية سلامة حماد، وفياعة وسام قطب، في مكتب طلال أبو غزالة، ومنزل زياد المناصير.
تأكد أن فرصة ذلك تكاد تكون شبه معدومة!
وثاني هذه الخطوات أن نتعايش مع الواقع بعيدًا عن الصورة المثالية التي رسمناها بعقولنا.
من أكثر الكتب مبيعًا هذه الأيام والتي تعمل على بناء الإيجابية، وتحثك على تقبل الحياة كما هي كأساس للسعادة، «وابي سابي wabi sabi» وهي فلسفة يابانية موغلة في القِدَم، تقوم على مبدأ رؤية الجمال في كل شيء حتى في البشاعة والنقص، وتقبل الأشياء كما هي بروعتها ودمامتها، وتُعلِي من قيم كالبساطة والتقشف والتواضع وتَقَبُّل الآخر.
وهنالك أيضًا فلسفة إسكندنافية تُعرَف بهيوجا Hygge، وأقرب كلمة لها بالعامية «الكنكنة»، التي ترى السعادة في أبسط الأشياء؛ كقراءة كتاب أو إشعال موقد أو المشي في الغابات.
هذه الفلسفات ترى أن السعادة الرأسمالية الغربية التي نحاول تقليدها مثل امرأة جميلة وجسم مفتول وسيارة رياضية وإجازة في المالديف... تراها قشورًا ووهمًا ومتعًا مادية بعيدة كل البعد عن ملامسة روح السعادة الحقيقية للإنسان.
من أجمل الأفلام التي حضرتها فيلم «Fight Club نادي القتال»، الذي يصف تناقضات الحياة الغربية؛ حيث يقول بطل الفيلم: «كآبتنا سببها حياتنا، تربينا على التلفاز الذي جعلنا نعمل كالعبيد حيث أقنعنا أننا سنصبح أثرياء، ولكن هذا لن يحدث مطلقًا».
وصلني منشور على واتس آب عن اتصال هاتفي لأحد الشباب مع إذاعة محلية، في معرض إجابات المستمعين عن سؤال: هل المال يجلب السعادة، فأجاب بعفوية جميلة: إن المال لا يجلب السعادة، فقد قضى آخر جمعتين مع أصدقائه وكانت سعادة لا توصف. ثم اتصل صديق آخر ليضيف أن سعادة صديقه كانت على حسابهم، فقد تكفلوا بجميع المصاريف.
ونحن نحلم بالسفر خارج الوطن، هنالك أردنيون يطوفون جبال وأودية الأردن ويستمتعون بطبيعتها، ويَسبَحون في جداولها بسعادة لا توصف وبأقل التكاليف.
سألت ابنتيّ: ما أجمل ذكرياتكما، أجابت الكبرى: حين كنا ننام على «البرندة» في الليالي الحارة. والصغرى أجابت: حين كنا نذهب مشيًا لشراء «البوظة». وهذا ما يؤكد أن كثيرًا من السعادة تأتي من الأشياء البسيطة للغاية.
في موعظة سيدنا المسيح على الجبل وصف بعض السعداء كالنائحين والجياع والرحماء وأتقياء القلب والمسالمين والمضطهدين والودعاء، ورسولنا الكريم بيّن أن السعيد من أصبح آمنا في سربه، معافى في جسده، وعنده قوت يومه.
أغلق هاتفك واخرج في نزهة، وبعدها ادعُ لي أو عليّ!الدستور
هذه الأيام تغرق الناس في السلبية، فقرٌ وتضخم وحروب وقلق وتغير مناخي ومستقبل غامض، نتسمر أمام شاشات التلفاز لعلنا «نتعثر» في خبر مفرح يعطينا شيئًا من الأمل، ويُدخل قليلًا من السعادة إلى قلوبنا التعِسَة.
سألقي عليك قولًا ثقيلًا:
تأكد بأننا لا نستطيع تغيير العالم، فما نحن إلا ذرة تذروها الرياح، ولكن ما نستطيع فعله أن نتعلم لنغير نظرتنا للحياة؛ فنرى النصف المملوء من الكأس.
أولى الخطوات أن نتوقف عن جرينا وراء المال والبحث عن شريك العمر الكامل، وصورة الأولاد المبدعين الجميلين الطيّعين، وأيقونات الإعجاب، وعدد المتابعين... فكل هذا يزيد من التوتر والقلق والاكتئاب.
نسعى لنكون بشهرة محمد الوكيل، وبذكاء معن القطامين، وبمال صبيح المصري، وبصوت عمر العبدلات، وبشخصية سلامة حماد، وفياعة وسام قطب، في مكتب طلال أبو غزالة، ومنزل زياد المناصير.
تأكد أن فرصة ذلك تكاد تكون شبه معدومة!
وثاني هذه الخطوات أن نتعايش مع الواقع بعيدًا عن الصورة المثالية التي رسمناها بعقولنا.
من أكثر الكتب مبيعًا هذه الأيام والتي تعمل على بناء الإيجابية، وتحثك على تقبل الحياة كما هي كأساس للسعادة، «وابي سابي wabi sabi» وهي فلسفة يابانية موغلة في القِدَم، تقوم على مبدأ رؤية الجمال في كل شيء حتى في البشاعة والنقص، وتقبل الأشياء كما هي بروعتها ودمامتها، وتُعلِي من قيم كالبساطة والتقشف والتواضع وتَقَبُّل الآخر.
وهنالك أيضًا فلسفة إسكندنافية تُعرَف بهيوجا Hygge، وأقرب كلمة لها بالعامية «الكنكنة»، التي ترى السعادة في أبسط الأشياء؛ كقراءة كتاب أو إشعال موقد أو المشي في الغابات.
هذه الفلسفات ترى أن السعادة الرأسمالية الغربية التي نحاول تقليدها مثل امرأة جميلة وجسم مفتول وسيارة رياضية وإجازة في المالديف... تراها قشورًا ووهمًا ومتعًا مادية بعيدة كل البعد عن ملامسة روح السعادة الحقيقية للإنسان.
من أجمل الأفلام التي حضرتها فيلم «Fight Club نادي القتال»، الذي يصف تناقضات الحياة الغربية؛ حيث يقول بطل الفيلم: «كآبتنا سببها حياتنا، تربينا على التلفاز الذي جعلنا نعمل كالعبيد حيث أقنعنا أننا سنصبح أثرياء، ولكن هذا لن يحدث مطلقًا».
وصلني منشور على واتس آب عن اتصال هاتفي لأحد الشباب مع إذاعة محلية، في معرض إجابات المستمعين عن سؤال: هل المال يجلب السعادة، فأجاب بعفوية جميلة: إن المال لا يجلب السعادة، فقد قضى آخر جمعتين مع أصدقائه وكانت سعادة لا توصف. ثم اتصل صديق آخر ليضيف أن سعادة صديقه كانت على حسابهم، فقد تكفلوا بجميع المصاريف.
ونحن نحلم بالسفر خارج الوطن، هنالك أردنيون يطوفون جبال وأودية الأردن ويستمتعون بطبيعتها، ويَسبَحون في جداولها بسعادة لا توصف وبأقل التكاليف.
سألت ابنتيّ: ما أجمل ذكرياتكما، أجابت الكبرى: حين كنا ننام على «البرندة» في الليالي الحارة. والصغرى أجابت: حين كنا نذهب مشيًا لشراء «البوظة». وهذا ما يؤكد أن كثيرًا من السعادة تأتي من الأشياء البسيطة للغاية.
في موعظة سيدنا المسيح على الجبل وصف بعض السعداء كالنائحين والجياع والرحماء وأتقياء القلب والمسالمين والمضطهدين والودعاء، ورسولنا الكريم بيّن أن السعيد من أصبح آمنا في سربه، معافى في جسده، وعنده قوت يومه.
أغلق هاتفك واخرج في نزهة، وبعدها ادعُ لي أو عليّ!الدستور
نيسان ـ نشر في 2022-09-25 الساعة 04:44
رأي: اسماعيل الشريف