اتصل بنا
 

مكالمة الحواتمة.. تركنا إنجاز الميدان والتفتنا للثرثرة!

نيسان ـ نشر في 2022-09-26 الساعة 10:36

مكالمة الحواتمة.. تركنا إنجاز الميدان والتفتنا
نيسان ـ حين غادر الحواتمة موقعه في الأمن العام, كنت أتمنى أن أقرأ مقالا عن الرجل يتحدث فيه الكاتب عن مساوئ الهيكلة وحسناتها, كنت اتمنى أن أقرأ مقالا عن فريق الانقاذ الذي عمل على عمارة اللويبدة, وكيف تم تأسيسه وما هي الدول التي عانت من الكوارث وتم ارسالهم اليها..
كنت اتمنى أن اقرأ مقالا عن شغب الملاعب, وكيف تم تعزيز قوة الدرك وتغيير لباسهم إلى لباس يتناسب والملعب, وما هو شكل تدريبهم.. وهل سنرسل لقطر منهم في كأس العالم, وما هي الخبرات التي وصلنا إليها..
كنت اتمنى أن نقرأ أيضا, عن الكلفة المالية للدمج.. وكم وفر الجهاز, وما هي الميزانية الجديدة بعد دمج الميزانيات المستقلة... وما حجم النفقات, وحجم ما يصرف على التدريب وحجم ما ينفق على ديمومة الاستعداد... كنت اتمنى أن اقرأ عن غرفة السيطرة التي تعد الأحدث والأكبر في العالم العربي, وكيف تدار... وكيف تفاجأت بها وفود الشرطة العربية, وحجم ما بلغنا من تقنية وتطور.
كنت أتمنى أن أقرأ عن الشرطة النسائية, وكيف نجحت في مجال السير.. وكم بنتاً من بناتنا تلتحق بالخدمة سنويا, وكيف توزع المهام.. وهل ستقتصر خدمة النساء على السير, أم أن دخولها مجال البحث الجنائي ومجال حماية الأسرة ساهم في تعزيز وجودها في الجهاز.. وأضاف للقدرات البشرية.
كنت أتمنى أن نحاكم الحواتمة في اطار الإخفاقات إن وجدت, وفي اطار الحسنات إن كثرت وتعاظمت.. ولكن تركنا كل ذلك تركنا الميدان... والنفقات, تركنا حجم استعداد الجهاز.. حجم ما تعامل به من قضايا المخدرات, حجم الجرائم التي اكتشفها... تركنا كل الأمور الخطرة وانتبهنا لمكالمة عابرة وللقليل من الثرثرة.
مكالمات الحواتمة ليست ادانة له, ولكنها ادانة لكل من يتناقلها ويروجها... لأن الثرثرة في النهاية تفنى وتذهب ادراج الريح لكن ما يبقى على الأرض هو الانجاز, ولأن المؤسسات الأمنية لها وقارها وحصانتها وحضورها.. والزج برجالها في دوائر الشك والاتهام, حتما سينعكس سلبا على أداء الجهاز كاملا..
تركنا سنوات من خدمة الرجل سنوات طويلة تجاوزت الـ (30) عاما, واختصرنا كل حياته بمكالمة مدتها (3) دقائق..
على كل حال... وددت القول للباشا: لا تعنيني الـ (3) دقائق, لأني اقدر لك عمرا امضيته في الخدمة العسكرية تجاوز الـ (30) عاما..

نيسان ـ نشر في 2022-09-26 الساعة 10:36


رأي: عبدالهادي راجي

الكلمات الأكثر بحثاً