اتصل بنا
 

بربيطة الطفيلة.. غرباء في وطنهم

نيسان ـ نشر في 2022-10-04 الساعة 12:04

بربيطة الطفيلة.. غرباء في وطنهم ـ
نيسان ـ بقلم رئيسة التحرير فلحة بريزات
لِمَ سيهتم فقير في قرية البربيطة في الطفيلة بأحاديث التشيكل الحكومي أو التغيير؟ فالضجة السياسية المفتعلة لم تعد تهم سوى النخب وبطانتهم ممن ينتظرون أدوارهم في (الرابع)، أما أولئك القابعون في بئر العوز بقرانا النائمة، ممن تعطلت أحلامهم وتحنطت مشاريعهم فلديهم ما يشغلهم عن كل هذا.
لماذا نتحدث عن بربيطة وهي القرية الوادعة في جبال الطفيلة؟
لأنه وفي الوقت الذي تنشغل به عمان السياسية (بموديل) الرئيس القادم كانت (كاميرا) الجزيرة (تحوس) في قرانا؛ فتكشف بتقرير متلفز يوم أمس عورة الحكومة وتعري تنميتها المزعومة، رغم بريق الدولارات المنهالة على البلاد وزيف إنفاقها.
كان الُمستهل موجعاً ( غرباء في وطنهم) عبارة تلخص التفاصيل التي طافت العالم من قرية البربيطة، على لسان الزميل تامر الصمادي، ولا علم لنا إن لفت هذا المشهد كبار القوم، وسط هذا الجو المحموم والمنشغل بتدوير النخب وتوزيرهم .
من منا لا يعرف معاناة هذه البلدة الوادعة؟ والتي أوجزها الزميل محمد القرالة بعدسة ثاقبة ذات طابور صباحي، لطالب تحايل بخجل على أصابعَ قدميه الغضة ليبعدهم عن الأنظار.
هل نحن الأن على مفترق طرق ؟ ولماذا اقتربت لحظة التغيير؟
نعم ... قبلتم بهذا أو القيتموه أرضاً، فلا يعني فقير حال في القرى التائهة ( لحين) أو وجع يقف على أمل انتظار في إحدى المستشفيات، أو طالب يجلس ورفيقته الأفعى على مقاعد الدرس، من سيجلس مكان الرئيس الذي سينقطع أجله الرئاسي بإرادة تنظر فقط حسن التوقيت.
تعالوا لكلمة سواء ...حكومة الدكتور الخصاونة تحمل الرقم (43 ) في تاريخ الحكومات الأردنية ( غيرالرشيقة) وبحمل تشغيلي قوامه (28) وزيراً، بعضهم خيال، ستحتفل في الثاني عشر من الشهر الحالي بعامها الثالث.
ورغم مساحة التعديلات الأربعة التي حظيت بها، لكنها لم تحدث شيئاً لافتاً يكتب في سجلها، سوى مجموعة عموميات تطوف شمالاً وجنوباً.
إذن، المنطق يقول : سيخرج الرئيس من السباق وميدان القصر، لثابت لا يمكن طمسه تحت السجادة، ثابت في هشاشة سياسية رافقت حكومته منذ الولادة، بالرغم من حجم وكلفة العلميات التجميلية.
وعودة إلى المولود الجديد، هل سيُحدث اختراقاً في معادلة الجوع والبطالة؟ ومتلازمة العدالة والفرص؟ وهل سنرى حكومة رشيقة ذهنياً؟ تضع حلولاُ، لا تبنى إلا على واقع حقيقي لا افتراضي لبلد أوثقت قرارته الديون .
الإجابة لا...لأن سردية التشكيل أو التعديل ميزة أردنية تتناقلها الأخبار فيها: يستبدل القديم بالجديد، ويحل الجديد محل القديم، بأسماء (مفرزة ) ومعدلة جينياً تحضر كلما دعت ضرورة غير وطنية، ونصيحة دولية .
فعلى امتداد عقود لم تعبر القرارات زوايا النخب، ولم تقفز الأسماء عن المعازيب والمحاسيب، وبقيت سيرورة التشكيل تحكمها توازنات الجغرافيا والديموغرافيا.
ستفشل الحكومات أيا كان مبرر تشكيلها، وشخص رئيسها المزيون، إذا لم تختر وسماً منذ ولادتها، يخضع لمقاييس وطنية لا غير .
أخيراً هل سيدخل الرئيس عامه الجديد في الرابع؟ الأيام القادمة ستجيب .

نيسان ـ نشر في 2022-10-04 الساعة 12:04

الكلمات الأكثر بحثاً