اتصل بنا
 

زهرة جلجامش والمغناطيس

رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

نيسان ـ نشر في 2022-10-05 الساعة 06:13

نيسان ـ بعثتُ اقتراحا لمسؤول حكومي لاعتماد «السياحة الغنائية» كمسار جديد من مسارات السياحة الأردنية، إلى جانب سياحة الآثار والعلاج والبحر والجبل وغيرها. فالجمعة الماضية شهدت مدينة العقبة البحرية نسبة إشغال لفنادقها وصلت حسب ما أعلنت سلطتها الخاصة إلى 99 %، وانتعشت أسواقها بشكل لافت. عمرو دياب، الفنان المصري المعروف، كان الحدث الذي فرض هذا الوضع تحضيرا لحفل خاص تفاعل معه أكثر من 4000 معجب أو محب، بسعر تذكرة ناف عن 250 ديناراً.
قبل اقتراحي طالب البعض الحكومة بضرورة التعاقد مع الفنان أسبوعيا، أو شهريا على الأقل، لا لينعش العقبة وفنادقها وشواطئها وأسواقها فحسب، إنما على أمل أن يخفف الضغط عن شوارع العاصمة والمدن الكبرى الأخرى.
بعيداً عن الموجة السياحية وسبل تخصيبها أو دعمها، وعن الفكرة التنفيسية لشوارع عمان المصابة بالزحام؛ فإن غير المطل على المسيرة الخاصة لهذا الفنان؛ سيستهجن الحشود الكبيرة التي تؤم حفلاته أينما كانت وفي أي وقت تكون. فهذا الحشد شاهدناه قبل أسابيع قليلة في مدينة العلمين المصرية، وسنشهده في الصحراء الكبرى إن فكر يوما أن يغني لرملها أو يرقص لسرابها. هو ظاهرة تستحق الوقوف بإزائها.
لا أنكر أنني كنتُ حريصاً على متابعة أغانيه الأولى، وحينها كنت في الصف الخامس الأساسي على ما أذكر، وازداد ولعا بسماعه في مفتتح الشباب؛ لأننا ببساطة شديدة شعرنا أنه يغني لكل واحد منا منفردا. وبعد إذ كبرنا لم نهرب منه كما هي العادة مع فنانين يضمرون في أدراج النسيان. وحتى ولو لم تعد تعجبني كثير من أغنيه، فيبدو لي أن لديه قدرة عجيبة على ركوب موجة الأجيال المتعاقبة وفهمها. ربما هو مغناطيس يمتلئ بقوة استقطاب مدهشة.
بعد أيام سيحتفل بذكرى ميلاده 61، وهذا العمر في حياة شعوب العالم الثالث مدعاة أن يركن الواحد منهم «ربابته» وينتظر خانسا على دكة الرحيل واضعا يده على خده متفقدا تجاعيده ناسيا مواعيده. لكنَّ الستين بالنسبة لدياب عشرون أو ثلاثون، إذ لا تبدو بوادر شيخوخة عليه، وكأنه قضم زهرة جلجامش الأسطورية التي تحفظ ديمومة الشاب.
كثيرا ما يعاني الأجداد أو الآباء في إيجاد قاسم مشترك مع أحفادهم أو أبنائهم سيما في تذوق أغنية ما، أو متابعة فنان. هذا القاسم يتحقّق كثيرا مع دياب وأغانيه، فأنا أعرف أجدادا وآباء وأحفادا تجمعهم أغنية له بكل معنى الكلمة، والسّر يكمن في عصرنته لأدائه وكلماته وألحانه؛ ولهذا بقي رقماً صعبا في الساحة مستوعبا متغيراتها المتسارعة ومتطلباتها.
يلقب نفسه بالهضبة، وهو لقب فيه من الإيحاء والرمزية الكثير. اللقب يشعرني أن على الفنان أو الكاتب أو الروائي أو الصانع أو المنتج لأي إبداع، مهما كان نوعه وجمهوره، أن يبقى متسلقا هضبة نفسه ونجاحه بكل شغفه وروحه، عاملا لأجل هذا بجد طوال الوقت ودون فتور، وبلا أن يعتقد للحظة أنه وصل إلى قمتها مهما نال من شهرة وحضور.
كما في سيرة أي نجاح، أرى أنه لا يظهر للناس سوى القليل منها، تماما كما في الجبل الجليدي العائم في أعالي البحار، إذ يختفي الجد والعمل المتواصل المثابر، ويظهر النجاح كقمة فقط، وكأنه بلا أساس أو جذور. لهذا فدياب سواء أعجبتنا شخصيته أو أغانيه، أو لم تعجبنا يظل حالة مثيرة عابرة للتساؤلات والتباينات.الدستور

نيسان ـ نشر في 2022-10-05 الساعة 06:13


رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

الكلمات الأكثر بحثاً