اتصل بنا
 

كانت الدنيا بخير

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2022-10-05 الساعة 08:44

نيسان ـ الحضور باكرا ،القفز فوق السور ،انتظار الجرس ، الانتظام في طابور الصباح ،تحية العلم ،الرياضة الصباحية ،التفتيش على الأظافر والشعر ،الدخول إلى الصفوف بانتظام ، هدير المناوب ،حصص الرياضة والفن، اشغال حصص الغائبين ،رصد الحضور والغياب ، تفقد زوايا المدخنين ،والبحث عن المتسربين .
كانت هذه المهمات الروتينية للمعلّم والطالب ،كانت المنافسة والشغب ،جزءا من البرنامج لليومي ،لا انكفاء على الأجهزة الغبية ،ولا حالات توحّد قيد الدراسة ،ولا أم تراجع الإدارة بفيوضات عطورها، ولا أبٌ يراجع الإدارة لان مشاعر ولده المدلل مسّها المعلم بكلمة ستؤثر على مستقبله، وليس بين المعلمين متربص بطالب يصطاده لمجموعته التي يعلمها عصرا ومساء، ولا تاجر مذكرات يروج لها بين الطلبة .
كانت الدنيا بخير ،
فشعبة نعمان تمتاز بحبها للشعر وإبداعها في الإلقاء في حين تتميز شعبة عثمان بامتلاكها ناصية الإعراب وتحليل الكلام ،أما شعبة إسماعيل ففيها يتنافس أوائل المطالعين ،ومن لم يحضر عند بسام درس الفيزياء وعند ماجد تحليل التاريخ لن يتعلّم ،والذي لم يعلّمه عايد الفقة فلن يعرف من الدين شيئا ، كانوا رسلا وكنّا أتباعا ، كانوا معلمين ،وكنّا طلابا ، كانوا حرّاسا وكنّا بين أيديهم أمانات .
كان المعلم أبعد الناس عن خوارم المروءة ،يخشى على سمعته خشية البكر على عفافها ،ويحرص على طلابه حرص البخيل على نادر أمواله ، كان المعلّم أول المتبرعين لأسرة الصف الذي يربيه ،وكان هو من يكمل النقص ويدفع عن غير المقتدرين دون ان يشعِر زملاءهم بذلك .
كانت الدنيا بخير
سلام على معلميَّ وعلى كل معلم ترك أثرا طيبا ...كل عام والمعلم بخير .

نيسان ـ نشر في 2022-10-05 الساعة 08:44


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً