قلعة الأردنيين الأخيرة
حسين الرواشدة
كاتب صحافي
نيسان ـ نشر في 2022-10-09 الساعة 05:01
نيسان ـ لا يوجد قضية أمام الأردنيين، أهم من الحفاظ على مجتمعهم، ذلك أن الهجمة التي يتعرض لها، لتفكيكه وتجريده من عناصر قوته وتماسكه، تبدو مفزعة، وبالتالي ليس أمامهم خيار سوى النهوض لمواجهة ذلك بأنفسهم، سواء على صعيد الأسرة أو العشيرة، أو المؤسسات التي ما تزال تعمل في إطار القيم والأخلاق، انتبهوا لابنائكم، واحرصوا على تربيتهم وتحصينهم، هذه الرسالة يجب أن تصل إلينا جميعا.
حملة العبث بأمننا الديني والاجتماعي، وأخلاقياتنا العامة، لم تعد مجرد هواجس يمكن أن تثير نقاشاتنا، واختلافاتنا، لقد تحولت فعلا إلى واقع نعيشه، وأرقام تصدمنا بما تحمله من مؤشرات، سواء في مجال ترويج الشذوذ، أو المخدرات، او تصاعد الجرائم غير المألوفة، أو تشجيع الإلحاد، أو تصدير التفاهة والرذيلة والفساد الأخلاقي، أو تقويض الأسرة وتفتيت عناصرها.
أعرف، تماما، أن من واجب مؤسسات الدولة أن تتدخل، لتقويض محاولات الهدم الاجتماعي، وردع الجهات التي تعمل في مجال «السمسرة» لحساب أجندات اجنبية، وأعرف، أيضا، أن مؤسسات التوجيه الرسمية، تقع عليها مسؤولية كبح جماح التفاهة التي تسللت إلينا عبر الفضاء المفتوح، لكن يبدو أن المسألة تجاوزت قدرات او رغبات هذه الجهات لأسباب متعددة اصبحت معروفة، ولا مجال للخوض فيها، الآن لم يبق أمام المجتمع، بما تبقى فيه من قوى خير، إلا أن يتحرك للاعتماد على نفسه، واستنفار كل ما لديه من طاقات، لاستعادة حيويته وعافيته، وحماية ابنائه من هذا الجنون.
لا أريد أن اغرق القارئ الكريم بجردة حسابات الرذيلة التي ضربت عصب المجتمع، يكفي أن ندقق بموجة تعاطي المخدرات التي اغرقت اكثر من 25 % من شبابنا، او سلسلة الجرائم التي سجلت داخل الأسرة الواحدة، حيث يقتل الابن أمه أو والده، ويحرق الأب ابناءه، وغيرها من القصص التي اقشعرت لها أبداننا، يكفي، أيضا، ان نتذكر ما جرى على صعيد تفكيك روابطنا الاجتماعية، من الأسرة للعشيرة للنوادي الرياضية..الخ وما جرى في مجالنا الديني من عبث لإثارة المذهبية، وتعكير صفو المزاج الديني الذي كان معتدلا، ثم اصبح مضطربا وقابلا للاشتعال في أي وقت.
لقد انشغلنا، على مدى سنوات طويلة، بمعاركنا السياسية، النتيجة كانت ضمور المعارضة الوطنية، وانسحاب ثلثي الأردنيين من العمل العام، وإشاعة حالة اليأس والسوداوية، وفقدان الثقة بكل شيء، بمعنى ان ما فعلناه على جبهة السياسة، كان متتالية من الخيبات، الآن يجب أن نفتح عيوننا على جبهتنا الاجتماعية، هنا لا يجوز الانسحاب أو التراخي أو الاعتذار، لأن المستهدف هو قلعتنا الاخيرة : الذات العربية الأردنية، الأجيال الراهنة و القادمة، القيم والمبادئ والأخلاق، التي ساعدتنا على الصمود والصبر ومواجهة كل المحن.
الأردنيون مطالبون بحماية هذه القلعة بأنفسهم، ومطالبون باستعادة الفضيلة في مداراتها الدينية والاجتماعية والوطنية، هذه معركتهم، وإلا فإن الخسارة ستكون افدح، لأن ما يخشونه سيتحول الى واقع مؤلم، لا حيلة لهم عندئذ على رده، ولا مجال أمامهم لاستدراكه.الدستور
حملة العبث بأمننا الديني والاجتماعي، وأخلاقياتنا العامة، لم تعد مجرد هواجس يمكن أن تثير نقاشاتنا، واختلافاتنا، لقد تحولت فعلا إلى واقع نعيشه، وأرقام تصدمنا بما تحمله من مؤشرات، سواء في مجال ترويج الشذوذ، أو المخدرات، او تصاعد الجرائم غير المألوفة، أو تشجيع الإلحاد، أو تصدير التفاهة والرذيلة والفساد الأخلاقي، أو تقويض الأسرة وتفتيت عناصرها.
أعرف، تماما، أن من واجب مؤسسات الدولة أن تتدخل، لتقويض محاولات الهدم الاجتماعي، وردع الجهات التي تعمل في مجال «السمسرة» لحساب أجندات اجنبية، وأعرف، أيضا، أن مؤسسات التوجيه الرسمية، تقع عليها مسؤولية كبح جماح التفاهة التي تسللت إلينا عبر الفضاء المفتوح، لكن يبدو أن المسألة تجاوزت قدرات او رغبات هذه الجهات لأسباب متعددة اصبحت معروفة، ولا مجال للخوض فيها، الآن لم يبق أمام المجتمع، بما تبقى فيه من قوى خير، إلا أن يتحرك للاعتماد على نفسه، واستنفار كل ما لديه من طاقات، لاستعادة حيويته وعافيته، وحماية ابنائه من هذا الجنون.
لا أريد أن اغرق القارئ الكريم بجردة حسابات الرذيلة التي ضربت عصب المجتمع، يكفي أن ندقق بموجة تعاطي المخدرات التي اغرقت اكثر من 25 % من شبابنا، او سلسلة الجرائم التي سجلت داخل الأسرة الواحدة، حيث يقتل الابن أمه أو والده، ويحرق الأب ابناءه، وغيرها من القصص التي اقشعرت لها أبداننا، يكفي، أيضا، ان نتذكر ما جرى على صعيد تفكيك روابطنا الاجتماعية، من الأسرة للعشيرة للنوادي الرياضية..الخ وما جرى في مجالنا الديني من عبث لإثارة المذهبية، وتعكير صفو المزاج الديني الذي كان معتدلا، ثم اصبح مضطربا وقابلا للاشتعال في أي وقت.
لقد انشغلنا، على مدى سنوات طويلة، بمعاركنا السياسية، النتيجة كانت ضمور المعارضة الوطنية، وانسحاب ثلثي الأردنيين من العمل العام، وإشاعة حالة اليأس والسوداوية، وفقدان الثقة بكل شيء، بمعنى ان ما فعلناه على جبهة السياسة، كان متتالية من الخيبات، الآن يجب أن نفتح عيوننا على جبهتنا الاجتماعية، هنا لا يجوز الانسحاب أو التراخي أو الاعتذار، لأن المستهدف هو قلعتنا الاخيرة : الذات العربية الأردنية، الأجيال الراهنة و القادمة، القيم والمبادئ والأخلاق، التي ساعدتنا على الصمود والصبر ومواجهة كل المحن.
الأردنيون مطالبون بحماية هذه القلعة بأنفسهم، ومطالبون باستعادة الفضيلة في مداراتها الدينية والاجتماعية والوطنية، هذه معركتهم، وإلا فإن الخسارة ستكون افدح، لأن ما يخشونه سيتحول الى واقع مؤلم، لا حيلة لهم عندئذ على رده، ولا مجال أمامهم لاستدراكه.الدستور
نيسان ـ نشر في 2022-10-09 الساعة 05:01
رأي: حسين الرواشدة كاتب صحافي