اتصل بنا
 

الذين لا يقابلون الملك !

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2022-10-14 الساعة 11:01

نيسان ـ يحدث أن يزور جلالة الملك منطقة أو محافظة أو تجمعا قبليا ،أو أن يلتقي أفرادا في الديوان الملكي ، وبحكم العادة يتولى موظفون تنظيم دعوات لأفراد من المجتمع المحلّي منتقين وفق أمزجة موظفي الديوان أو المحافظين ومتصرفي الألوية ومكاتب المخابرات، وموزعي الوطنية ، أو حتّى صغار الموظفين وطاقم السكرتيرات وكتبة البريد اليومي ، ويحدث ان يستثنى أشخاص بعينهم ،أو يستبعد أفراد لأنّ موظفا بائسا قرر حذف أسمائهم ، أو لأنهم يقولون كلاما يحرص كثير من المسؤولين أن لا يصل إلى مسامع الملك ، أما أن يقول موظف إن فلانا مستبعد من مقابلة الملك "بأوامر من فوق" فتلك ثالثة الأثافي ، فمن قرر أن الملك لفلان وفلان ؟ ومن قرر أن الملك لا يريد أن يسمع من الناس ؟ ومن قرر أن الملك فقط لزمرة المحافظين وأطقم الطاولة ومسامير الصحن وحملة المناشف ؟
نؤمن أن مئة عام من عمر الدولة قد أنبتت على السلالم الكثير من الطُفيليات التي شكلت طبقة عازلة وهي تتضخم كلما اقتربنا من الدرجات العليا من السلّم الذي يمثل طرفه الآخر منزلقا وهاوية سحيقة .
بعض الزيارات تزيد الاحتقان وتستهلك رصيد الولاء وتعزز التنافر المجتمعي لأن موظفا رديئا قرر ان يقسّم الناس مقامات فيطفو على السطح كل خفيف الوزن رديء السيرة والسريرة و يظل الكبار في مواطنهم ثقالا ،لا يضيرهم الغياب ، ولا يزعزع ثقتهم بوطنهم وشعبهم موزعو الوطنية و ديوك سباق التتابع . في هذه اللقاءات لا تتجاوز أهمية الدعوة "كرتا" يتفاخر به بعض السّذج أمام زوجاتهم ،بعد أن تكون وجوههم قد سفعها رمل القيظ واختلط بعرق وجوههم الذي أريق من التدافع أملا بالحصول على صورة ما.

نيسان ـ نشر في 2022-10-14 الساعة 11:01


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً