اتصل بنا
 

مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني يعزز موقع شي جينبينغ.. وإخراج الرئيس الصيني السابق 'هو جينتاو' رغما عنه من القاعة

نيسان ـ نشر في 2022-10-23 الساعة 07:19

x
نيسان ـ أفادت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس الصيني السابق "هو جينتاو" "لم يكن بخير" حين غادر بشكل غير متوقع حفل اختتام مؤتمر الحزب الشيوعي السبت.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة عبر تويتر "أصر هو جينتاو على حضور حفل الختام.. رغم أنه احتاج إلى وقت ليتعافى أخيرا"، مضيفة "حين شعر بأنه ليس بخير خلال الجلسة، رافقه فريقه إلى قاعة محاذية ليستريح. إنه في حال أفضل بكثير الآن".
وكانت وسائل إعلام تحدثت أمس السبت عما وصفته بـ "حادثة غير عادية في اجتماع أعد بدقة"، عندما تم اصطحاب الرئيس السابق هو جينتاو إلى الخارج.
وكان من الواضح أن الرجل البالغ من العمر 79 عامًا وتولى قيادة الصين من 2003 إلى 2013 خضع لضغوط موظفين للنهوض من مقعده بجوار شي جينبينغ، وتتم مرافقته إلى الخارج رغما عنه كما كان واضحا.
وقبل مغادرته غير المتوقعة للقاعة، ظهر الرئيس الصيني السابق وهو يتحدث بإيجاز مع موظفين في القاعة، قبل أن يقتاده رجلان إلى الخارج، بحسب ما ظهر في الفيديو الذي تناقلته وسائل الإعلام.
وظهر "هو" بينما كان يربت على كتفي شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة (رئيس الوزراء) لي كه تشيانغ، وهو يغادر القاعة بينما هز الرجلان برأسيهما إليه، إشارة منهما بأن يمضي قدماً ويخرج من القاعة على مرأى من الحضور وكاميرات الإعلام المحلي والعالمي.
ضمن الرئيس الصيني شي جينبينغ لنفسه السبت سيطرة كاملة على الحزب الشيوعي الصيني، عشية فوزه رسميا بولاية ثالثة باتت شبه مؤكدة على رأس البلاد.
ونص قرار تم تبنّيه بإجماع المندوبين قبيل اختتام المؤتمر في بكين، وتضمن تعديلات لميثاق الحزب، على “الموقع المحوري للرفيق شي جينبينغ داخل اللجنة المركزية للحزب والحزب بمجمله”.
وبذلك بات من المؤكد أن شي سيفوز الأحد بولاية ثالثة على رأس الحزب وبالتالي الصين، بعد انعقاد أول اجتماع للجنة المركزية الجديدة.
ودعا شي المندوبين في ختام المراسم التي جرت في قصر الشعب إلى التحلي بـ”جرأة النضال من أجل النصر” معلنا “اعملوا بجدّ وكونوا عازمين على المضي قدما”.
وأعلنت في ختام المؤتمر الذي يعقده الحزب كل خمس سنوات التشكيلة الجديدة للجنة المركزية التي هي بمثابة “برلمان” داخلي للحزب.
ولا تتضمن قائمة الأعضاء التي نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة، أربعة من كبار وجوه الحزب الشيوعي بينهم رئيس الوزراء الحالي لي كه تشيانغ الذي سيغادر مهامه في آذار/مارس المقبل.
كذلك، سيغيب عن اللجنة المركزية المسؤول الثالث الصيني لي زانشو ونائب رئيس الوزراء هان تشينغ ووانغ يانغ رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهي جمعية لا تملك سلطة القرار.
وكان وانغ يانغ الذي يعتبر من الأصوات الأكثر ليبرالية في الحزب، أحد الأسماء المرجحة لتولي رئاسة الحكومة المقبلة.
وبحسب تقديرات وكالة فرانس برس، تم تعديل أعضاء اللجنة المركزية الجديدة بنسبة 65% عن التشكيلة السابقة التي تعود إلى العام 2017.
وتعقد اللجنة الجديدة المؤلفة من 205 أعضاء، بينهم 11 امرأة فقط، أول اجتماع لها الأحد، تقوم خلاله بتعيين الأعضاء الـ25 في المكتب السياسي الجديد، هيئة القرار في الحزب الشيوعي، وأعضاء لجنته الدائمة.
وتمسك هذه الهيئة الواسعة النفوذ المؤلفة حاليا من سبعة أعضاء بزمام السلطة الفعلية في الصين.
– ثغرة في السيناريو المحكم –
اعتبر نيس غرونبرغ من معهد ميركاتور للدراسات الصينية في برلين أن اللجنة الدائمة الجديدة ستضم بعد التعديلات “غالبية من الشخصيات الوفية لشي جينبينغ”.
ولا يتوقع العديد من خبراء الشؤون الصينية أن يبرز أي خلف محتمل للرئيس.
ومن شبه المؤكد أن يتم تجديد ولاية شي جينبينغ كأمين عام للحزب الشيوعي، ما سيسمح له في آذار/مارس بالحصول على ولاية رئاسية جديدة غير مسبوقة من خمس سنوات.
ورأى نيل توماس المحلل في مكتب “أوراسيا غروب” أن “هذه الولاية الثالثة ستضع حدا لثلاثة عقود من التناوب على السلطة” في الصين ولو بشكل مضبوط.
ومن أجل البقاء في السلطة، ألغى شي جينبينغ من الدستور عام 2017 حد الولايتين الذي كان ينص عليه، ما يمكنه من البقاء على رأس البلد مدى الحياة نظريا.
وإن كانت المراسم جرت وفق سيناريو محكم الإعداد، إلا أن حدثا غير متوقع طرأ عليها إذ تم اقتياد الرئيس السابق هو جينتاو الذي ظهر في وضع صحيّ ضعيف خارج القاعة، على ما أفاد صحافيو فرانس برس.
وقام أحد الموظفين بحض الرئيس السابق وهو البالغ 79 عاما والذي ترأس الصين بين 2003 و2014 على النهوض من مقعده المجاور لمقعد شي جينبينغ وإخراجه من القاعة رغم إرادته بشكل واضح.
علق المحلل البريطاني أليكس وايت الذي سبق أن أقام في الصين في تغريدة “سواء كان الأمر متعمدا أم أنه كان يعاني وعكة، النتيجة هي ذاتها. إهانة كبرى للجيل الأخير من القادة ما قبل شي”.
– تسليط الضوء على تايوان –
وعقد هذا المؤتمر العشرون منذ إنشاء الحزب الشيوعي عام 1921 في ظل ظروف دقيقة بالنسبة للصين إذ تواجه تباطؤا في نموها الاقتصادي بسبب تدابير الإغلاق والحجر المتواصلة، وتوترا دبلوماسيا مع الغرب في عدد من الملفات.
وفي سياقه، أجرى المندوبون الـ2300 تقريبا الذين اختارتهم مختلف هيئات الحزب اجتماعات مغلقة على مدى أسبوع بهدف تعديل الفريق القيادي للحزب والبلد، ورسم التوجهات المقبلة لثاني قوة اقتصادية في العالم.
وعمد شي جينبينغ منذ وصوله إلى الرئاسة أواخر 2012 إلى تركيز السلطات في يده وطبق سياسة تقضي بتعزيز سلطة النظام.
وفي خطاب افتتح به المؤتمر، دعا شي جينبينغ الذي يعتبر رئيس الدولة ورئيس القوات المسلحة ورئيس الحزب، إلى استمرارية سياساته.
ومن المتوقع بالتالي المضي في سياسة “صفر كوفيد” رغم عواقبها الوخيمة على الاقتصاد وما تثيره من استياء شعبي متزايد.
وبعيدا عن الحذر الذي طبع دبلوماسية أسلافه، من المتوقع أن يستمر شي في رفع صوت الصين، مجازفا بتصعيد التوتر مع الخصم الأميركي وخصوصا حول مسألة تايوان.
وقرر الحزب الشيوعي بهذا الصدد أن يدرج للمرة الأولى إشارة في ميثاقه تؤكد “معارضة” بكين لاستقلال الجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.
وفي حادث غير مألوف في مؤتمر للحزب الشيوعي الصيني، اقتيد الرئيس الصيني السابق هو جينتاو إلى خارج القاعة رغما عنه.
ولم توضح وسائل الإعلام الحكومية ما حدث في هذا المشهد الذي تابعه وصوره صحافيو وكالة فرانس برس.
ويبدو أن أي إشارة في الفترة الأخيرة إلى اسم الرئيس السابق على الانترنت تخضع للرقابة.
وطلب موظفون من هو جينتاو الذي ترأس الصين من 2003 إلى 2013 ويعد إصلاحيا، أن ينهض من مقعده المجاور لمقعد الرئيس شي جينبينغ في الصف الأول في قاعة قصر الشعب.
وحاول موظف اقتياد الرئيس السابق البالغ من العمر 79 عاما من ذراعه، لكنه رفض. وحاول الموظف رفعه من مقعده، لكن الرئيس السابق أصر على المقاومة.
وحاول هو جينتاو أن يأخذ معه وثائق كانت على طاولته وتعود على ما يبدو إلى الرئيس، لكن شي جينبينغ تمسك بها.
– حضور جامد –
تلت ذلك محادثة استغرقت دقيقة بين هو جينتاو والموظف.
واقتنع هو بالرحيل رغما عنه على ما يبدو. وقد واكبه الموظف ممسكا بذراعه حتى المخرج، تاركا مقعدا شاغرا بالقرب من شي جينبينغ.
ولم يصدر أي تفسير رسمي بينما لم ترد السلطات الصينية على أسئلة وكالة فرانس برس في هذا الشأن.
وعندما كان واقفا، أجرى هو جينتاو حوارا قصيرا مع شي جينبينغ الذي رد من دون أن ينظر إليه، ومع رئيس الوزراء لي كه تشيانغ ، الذي ربت بطريقة ودية على كتفه.
ولم يحرك الحضور ساكنا.
كان هو جينتاو لفت الانظار في افتتاح المؤتمر الأحد الماضي بظهوره وقد بدت عليه علامات التقدم بالسن فيما شعره أبيض بالكامل.
وجرت الوقائع بعيد دخول الصحافيين إلى قصر الشعب في بكين لتغطية المراسم الختامية لمؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، لكن قبل التصويت بالإجماع من قبل نحو 2300 مندوب من الحزب الشيوعي الصيني على إدراج “الدور المركزي” لشي جينبينغ في ميثاق الحزب.
– “إذلال” –
قال نيل توماس المحلل في مركز “يوريجا غروب” إنه “في غياب معلومات إضافية يصعب استخلاص نتائج حول العلاقة بين هذا الحادث والسياسة الصينية”. أما أليكس وايت المحلل البريطاني الذي عاش في الصين فكتب على تويتر “سواء كان الأمر متعمدًا أو أن الرجل مريض، التأثير هو نفسه: إذلال كامل للجيل الأخير من القادة في مرحلة ما قبل شي”.
وبعد ظهر السبت بدا أن رقابة فرضت على اسم “هو جينتاو” على شبكة ويبو للتواصل الاجتماعي.
ولا يمكن الحصول سوى على معلومات من اليوم السابق أو حسابات رسمية.
ويفترض أن يحصل شي (69 عاما) على ولاية ثالثة كأمين عام للحزب الأحد، مما يضمن له فترة رئاسية ثالثة في آذار/مارس المقبل.
وتولى شي جينبينغ قيادة الصين في 2012 وأصبح تدريجاً أقوى زعيم منذ مؤسس نظام ماو تسي تونغ (1949-1976).
من خلال إظهار الحزم الكبير ضد جميع أشكال المعارضة قاد شي أيضًا حملة هائلة لمكافحة الفساد مكنته من التخلص من منافسيه.
واستبعد الحزب الشيوعي الصيني، السبت، رئيس الوزراء لي كه تشيانغ و3 مسؤولين بارزين من قيادة الحزب، وذلك في ختام مؤتمره الـ20.
ولي كي تشيانغ هو المسؤول رقم 2 في الصين ويعد من كبار المؤيدين للإصلاحات الاقتصادية في البلاد، وهو إلى جانب ثلاثة آخرين من بين سبعة أعضاء في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي لن يتم تجديد الثقة فيهم في تعديلات القيادة غدا، الأحد.
وتغيب لي كه تشيانغ والمسؤولون الثلاثة عن جلسة اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي المؤلفة من 205 أعضاء والتي تم انتخابها رسميا في الجلسة الختامية لمؤتمر الحزب الذي استمر أسبوعا، وحدد القيادة وجدول الأعمال للسنوات الخمس المقبلة.
ووافق الحزب اليوم على إجراء تعديلات على ميثاقه تهدف إلى ترسيخ المكانة الجوهرية للرئيس شي جين بينغ والدور الإرشادي لفكره السياسي داخل الحزب، وذلك في ختام مؤتمره الذي يعقد مرتين كل 10 سنوات.
وستختار اللجنة المركزية الجديدة غدا الأحد اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، وسط توقعات واسعة النطاق بأن يضمن شي (69 عاما) الفوز بفترة رئاسية ثالثة.
والفوز بفترة ثالثة مدتها 5 سنوات من شأنه أن يعزز مكانة شي بوصفه أقوى حاكم للصين منذ ماو تسي تونغ الزعيم المؤسس لجمهورية الصين الشعبية.
ومن بين التعديلات التي أُدخلت على ميثاق الحزب: النص على أن شي هو الزعيم “الجوهري” للحزب، وترسيخ أفكاره كمبادئ توجيهية للتنمية المستقبلية للصين، وتأكيد “الموقع المحوري” لشي داخل الحزب وسلطة الحزب المركزية في الصين.
ويشير مصطلح “فكر شي جين بينغ” إلى أيديولوجيته التي تم تكريسها في ميثاق الحزب في المؤتمر السابق عام 2017.
المسؤولون الثلاثة الآخرون الذين تم استبعادهم من اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي هم “هان تشنغ” أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لبلدية شانغهاي، ووانغ يانغ، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، ولي تشان شو، الحليف القديم لشي ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.
ومن المقرر أن يبقى لي كه تشيانغ في منصب رئيس الوزراء لنحو ستة أشهر أخرى لحين تسمية قائمة جديدة لوزراء الحكومة.

نيسان ـ نشر في 2022-10-23 الساعة 07:19

الكلمات الأكثر بحثاً