نوفمبر فاتحة الأقدار
مريم عرجون
كاتبة جزائرية
نيسان ـ نشر في 2022-10-24 الساعة 11:37
نيسان ـ هبت مستبشرة بثورة الثوار وبرصاصة الغضب التي عانقت القلوب الثائرة فلبت خير مقام وكانت للموت جائرة. أبانت الحرب من أجل الحرب. وهب الشعب للموت قائما مشرئبا نحو العزائم ،ما ارتضى إلى المكارم ليكتب التاريخ عن أرض الملاحم برصاصة هاجها الإعصار كما يثور التيار، فتفجر صوتها في أقاصي الدّروب تقرعه الريح قرْعا ،يشق الأرض والقبور وصاحت البنادق يسمع لها الصدى في المفاصل والعروق، تكُبُّ الموت الأحمر و تُريق من الدم ما تريق، ببنادق هيمن الصمت عليها وعَجّ صوتها و هَمّ فـي ليلةِ تحدٍ فأبصر الكون رهبة مُنَاضِل هائجا، قادماً يعابث الموت يطعن التراب ويقتاد الغبار في مَرْجٍ فتفر منه القبور و يتهاوى له الوطن المخمور بنشيج رصاصة تعاظم صداها. يتمطى لها دَوِيّ غاضبين جَلْجلَ من الأوراس يدوي بالجهاد الذي قد سطعا يجَابِهُ صدور الأحرار لما ثاروا ليُوصِدوا أسطورة نار حتى المَقْصُورَة من النِّساء شدت الزُّنَّار وتوسدت البنادق البيارق فخفقت الأرض من الشعب المرّوع الذي اشتعلت فيه زفرة لَهَب يبترون الكَتائِبَ ويجرفون تحت دجاهم كل مُرْتَعِب ،جَعَلوا لِمَهْلِكِ فرنسا ومن تبعا مَّوْعِدًا ما لَم يَكُن في حِسابِهِ مُرتقب ،فكانت شِهابَ حَربِ ضمدت الوطن المكسور و روت بها ظمأ الأرواح التي أريقت منها السنين بما يكفي لكفكفة الدموع بحرب قادها ثوَّار ذُوو سَطْوَةٍ فوقهم الرماح شهود و المجد رايات ولدوا لِلهُلكِ أسود غاب و صرخة رعدٍ تَدَلوا كالجحيم من جِيدِ لَيل شَدُوا الوثاق كبنيانٍ مرصوصٍ، أذابوا الجليد و صهروا الحديد فاِضطـربت الأرض و صهلت من تحت أقدامهم الطاهرة وصمتت القوانين لولادة ثورة سياسة ساخنة صانعة القرار، دَّوَنَ أريج رصاصها بكل نفيس كبرياء الحرية و دماؤهم دَبَّجَت التاريخ زَبارِجُ فاضت من السماءِ ومن قمم الأوراس و على ربوع أرضنا حتى ترى الزبانية والدم جاري في السواقي عَلى عَجَلٍ، أطبق على فرنسا بغَمَرَاتِ الموت وترنحت رعبا و زاغت لها الأبصار فآلت خَرَابا ضَمّه دمارا ،دمار لفاتحة فاضت من الأجساد لها دما لم يقوى الجلاد لنار سمومها إخمادا وسيفها الذي نادى لبيك يا وطن فإِسْتَجَابَ الشعب و السنين السهاد حتى شَيّدَ الأمجادُ للحرية أوتادا التهمت فرنسي متطاول غاشم و صبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ حقيقتهم الهشة الكسيحة فبقي مَهْزَلَة سرمدية لم تُتَحْ له الفرصة حتى على تذوق مأساته المتبرجة أُوغِلَتْ لتعريته برصاصة الثوار التي جزمت الحرية وبلا تَرَدَّد و اِنسجاماً مع المبادئ الثورية أنارت الأرض المحتلة برجال لم يخذلوا تاريخ أمة بل سحقوا الموت سحقاً هَطّال وكانت السماء والأرض شهود لفرسان بَاروا الشهادة لهفةً لجنة الرحمان لها يعرجون، وأتموا إلينا العهد حين سُرِّجَت خيولهم بالعزة والكرامة وتحت سرية الصمود تَلَهَّبَ الدم المَهْروق على الثرى وعُبقه فَرضَ ضَريبة نُسِجَتْ بدماء مليون ونصف المليون شهيد، نهايةّ رصاصةٍ لاقت ببَهاء اِسْتِهْلالها.
نوفمبر الوثيقة السرِّية المسكونة بالكبرياء التي دونتها حنايا الجبال وشغاف شعب مناضل حين اِحتفوا بالحلم وقدسوه كونه الرمز الذي استند عليه الشوق العارم للحرية التي أنشدت مجدها حين اِسترجعت زَعَامَة سيدة البَحْرَ الشَّامِي، و في كل منعطف وعبر الطرقات والأزقة والدروب تلك الجماجم لشعبي العملاق بثغرها المبتسم تبوأت مكانتها في القمم لازالت تتلوا صلاة النصر لوطن ليس له سوق وسعر بل تتلوا فقط حياة البعث والنشر ونحن شواهد العصر حملنا أمانة الدم والروح ثناءً لثورة الأحرار التي بقيت فينا شامَة و دامت على درْب الخلود شعار تعلمنا كيف يغدوا المجد دائم في الأوطان نَذكُرُهُ و نُذَكِّر به فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤمِنِين ،نذكر السيف الذي نادى و شيد الحرية التي نَقُشَت ببلور الدم فوق الأنهار و الحجر والأسوار وشهدت لنا سرايا القصور أننا أمة لا ننحني لا نُهزم ولا نَرحم ولن نتولى مُدْبِرِينَ نعشق الوطن بهُتْرٍ و تهورٍ ،نَهتُكَ كل غدارٍ بأرضنا لا يؤوب ولا خوفا من زَجَر ولا من أجلٍ يَعُوق، و لن يوقف طوفاننا الرّاعِف حتى الطَّوْد الْعَظِيمِ ،لازلنا لأرضنا المَوْت وَ الحَيَاة وَ النُشُور و نشور نوفمبر مبعث فخرٍ هزّ الجبال وضَرَج بالدماءِ لوناً يحمي الديار ولديار ترخص الأعمار.
نوفمبر الوثيقة السرِّية المسكونة بالكبرياء التي دونتها حنايا الجبال وشغاف شعب مناضل حين اِحتفوا بالحلم وقدسوه كونه الرمز الذي استند عليه الشوق العارم للحرية التي أنشدت مجدها حين اِسترجعت زَعَامَة سيدة البَحْرَ الشَّامِي، و في كل منعطف وعبر الطرقات والأزقة والدروب تلك الجماجم لشعبي العملاق بثغرها المبتسم تبوأت مكانتها في القمم لازالت تتلوا صلاة النصر لوطن ليس له سوق وسعر بل تتلوا فقط حياة البعث والنشر ونحن شواهد العصر حملنا أمانة الدم والروح ثناءً لثورة الأحرار التي بقيت فينا شامَة و دامت على درْب الخلود شعار تعلمنا كيف يغدوا المجد دائم في الأوطان نَذكُرُهُ و نُذَكِّر به فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤمِنِين ،نذكر السيف الذي نادى و شيد الحرية التي نَقُشَت ببلور الدم فوق الأنهار و الحجر والأسوار وشهدت لنا سرايا القصور أننا أمة لا ننحني لا نُهزم ولا نَرحم ولن نتولى مُدْبِرِينَ نعشق الوطن بهُتْرٍ و تهورٍ ،نَهتُكَ كل غدارٍ بأرضنا لا يؤوب ولا خوفا من زَجَر ولا من أجلٍ يَعُوق، و لن يوقف طوفاننا الرّاعِف حتى الطَّوْد الْعَظِيمِ ،لازلنا لأرضنا المَوْت وَ الحَيَاة وَ النُشُور و نشور نوفمبر مبعث فخرٍ هزّ الجبال وضَرَج بالدماءِ لوناً يحمي الديار ولديار ترخص الأعمار.
نيسان ـ نشر في 2022-10-24 الساعة 11:37
رأي: مريم عرجون كاتبة جزائرية