اتصل بنا
 

هل تلجأ بريطانيا إلى صندوق النقد لإنقاذها؟

نيسان ـ نشر في 2022-10-24 الساعة 18:47

x
نيسان ـ انتقد أحد أكبر الاقتصاديين البريطانيين والداعم لحزب المحافظين خطة "بريكست" وقال إنّ "المحافظين غير مؤهلين لحكم بلاد"، واصفاً بريطانيا بـ"رجل أوروبا المريض".
قال غي هاندز، رئيس "تيرا فيرما"، وهو أحد أكبر الصناديق الاستثمارية وشركات الأسهم في بريطانيا، إنّ "المملكة المتحدة قد تحتاج إلى خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي"، واصفاً إياها بأنها الآن "رجل أوروبا المريض".
وتوقع رئيس الصندوق الاستثماري و الخبير ي البارز، بحسب مقال اليوم الإثنين في موقع "سيتي. آي. إم." البريطاني، أنّ المملكة المتحدة "قد تحتاج وضع خطة بالاشتراك مع صندوق النقد الدولي لإنقاذها"، وهي الآن "رجل أوروبا المريض بسبب الطريقة التي تمّ بها التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وفي حديث له على إذاعة "بي بي سي 4" صباح الإثنين، قال هاندز إنّ بريطانيا "يجب أن تتخلّص من حروبها الداخلية"، مشيراً إلى أنّ "المشهد الاستثماري في المملكة المتحدة قاتم"، وأنّ "المحافظين غير مناسبين لإدارة البلاد".
قرارات السنوات الماضية
وأضاف الداعم القديم لحزب المحافظين أنّ "القضية ليست مرتبطة بالأسابيع الـ6 الماضية فحسب، بل الأسباب تكمن في القرارات التي اتخذت في السنوات الـ6 الماضية، والتي وضعت البلاد على طريق أن تكون رجل أوروبا المريض".
وانتقد هاندز خطة "بريكست"، التي يعدّها المحافظون البريطانيون إحدى "أبرز إنجازاتهم التاريخية"، والتي قضت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتوجه نحو إنهاء مظاهر الارتباط العضوي بين المملكة المتحدة وأوروبا على المستويات الاقتصادية والسياسية وحتى على المستوى الثقافي.
وقال: "عندما أنجزوا "بريكست" كان لدى المحافظين أحلاماً باقتصاد منخفض الضرائب ومنخفض الفائدة"، موضحاً أنّ "(رئيسة الوزراء السابقة ليز) تراس، ولكي أكون منصفاً معها، جربت هذا النموذج، ومن الواضح أنه شيء غير مقبول لدى الشعب البريطاني".
واعتبر هاندز أنّ "الرؤية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي تتطلب نزعة تاتشرية متطرفة، غير قابلة للتحقيق".
وأضاف أنّ "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالشكل الذي حصل هو أمرٌ ميؤوس منه تماماً، ولن يؤدي إلّا إلى دخول بريطانيا في حالة اقتصادية كارثية".
اقرأ أيضاً: آليات الرأسمالية أسقطت تراس وكوارتنغ .. هل يكونان آخر "التاتشريين"؟
وأكّد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "تيرا فيرما" أنّ "على حزب المحافظين الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه في التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووضع شخص لديه القدرة الفكرية على إعادة التفاوض بشأن الخطة والقرار"، معتبراً أنّه بذلك سيكون "هناك احتمال بحصول تغير في الوضع الاقتصادي في البلاد".
الحاجة إلى إنقاذ من صندوق النقد الدولي
وحذّر هاندز من أنه "بدون ذلك، فإنّ الاقتصاد، بكل صراحة، محكوم عليه بالفشل"، مبيناً أنّ "نتيجة الوضع الحالي ستؤدي إلى زيادة الضرائب بشكل مطّرد، وتقليل المزايا والخدمات الاجتماعية، ورفع معدلات الفائدة، وفي النهاية الحاجة إلى إنقاذ من صندوق النقد الدولي".
وأردف: "سيمتدّ الأمر لفترة طويلة.. المشهد الاستثماري سيءٌ للغاية"، وفي حين أنّه من منظور تجاري فإنّ الحديث عن المشكلة الحالية من الطبيعي أن يتّصف بالإيجابية، ولكن من "منظور الصدق" مع الناس فإنّ المشهد الحالي "قاتم، وتهيمن عليه مستويات الفقر التي سنشهدها في المملكة المتحدة".
من جهتها، أشارت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية إلى أنّه على رئيس مجلس الوزراء الجديد في المملكة "الاعتراف بأنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان خطأً".
وقالت الكاتبة الدورية في الصحيفة كلير فوجز، إنّه "على الرئيس الجديد الاعتراف بأنّ "بريكست" أضرّ بالاقتصاد البريطاني وسمّم العملية السياسية في البلاد وعلاقاتها بمحيطها الأوروبي"، مؤكدة أنّه يجب أن "يمتلك الجرأة لمراجعة قرار حزبه بالخروج من الاتحاد".
دولة استقرارها متزعزع تماماً
وفي سياق متصل، قال عضو بارز في المفوضية الأوروبية نهاية الأسبوع إنّ "البريطانيين الذين صوّتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قاموا بذلك لأنه تمّ بيعهم ’سراباً‘، ومن الواضح أنّ مستقبل المملكة المتحدة يكمن بقوة في أوروبا".
وقال السياسي الفرنسي تييري بريتون، المسؤول عن السوق الداخلية داخل المفوضية الأوروبية، لراديو "آر تي إل" في فرنسا، إنّ "البريطانيين بيعوا مجموعة من الأكاذيب قبل استفتاء عام 2016"، وأضاف بريتون: "لدينا دولة استقرارها متزعزع تماماً، وحزب سياسي يعاني نفس الأمر".
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، انتخب السياسي ووزير الخزانة البريطاني الأسبق، ريشي سوناك، زعيماً لحزب المحافظين، وبذلك تقرّر أن يصبح رئيساً للوزراء، بعدما فشلت منافسته بيني موردونت في تأمين 100 صوت من زملائها في البرلمان، والضرورية لترشيحها أمامه.
وفاز سوناك بالتزكية بزعامة حزب المحافظين البريطاني بعد انسحاب منافسته موردنت من السباق سبقها أمس إعلان رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، أنه لن يترشح لزعامة حزب المحافظين في بريطانيا.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس أعلنت استقالتها من زعامة حزب المحافظين، بعد أقلّ من شهرين في منصبها، وقالت إنّ "سبب استقالتها هو عجزها عن تنفيذ التفويض الذي تم انتخابها على أساسه كزعيم لحزب المحافظين"، وذلك عقب ضجة كبيرة تلت إعلانها خطة اقتصادية تضمنت خفض الضرائب وخططاً للاقتراض، وأدّت إلى انخفاض تاريخي في سعر العملة البريطانية ومخاوف كبيرة من تضخم الاقتصاد بشكل غير مسبوق.

نيسان ـ نشر في 2022-10-24 الساعة 18:47

الكلمات الأكثر بحثاً