اتصل بنا
 

رصاصة قاتلة وليست طائشة

رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

نيسان ـ نشر في 2022-10-25 الساعة 06:48

نيسان ـ من قبلُ ومن بعد دعونا نسمي الأشياء بأسمائها. الرصاصة التي تُطلق في الأعراس والأفراح والمناسبات وتقتل طفلة ترضع في حضن أمها في باحة بيتهم، أو فتى عائدا من مدرسته، أو شابا متحمسا يهم بركب الباص باتجاه خطيبته. هذه رصاصات ليست طائشة أيها العالم. هي رصاصات قاتلة وقاتلة، ومطلقوها قاتلون عمدا.
أمس سرني أن فريق التحقيق الخاص في مديرية شرطة جرش المشكل لمتابعة التحقيقات في حادثة مقتل فتى بعمر 12 سنة برصاصة ما زالوا يقولون أنها «طائشة» قبل أيام تمكن بعد جهود كبيرة من تحديد هوية مطلق النار من إحدى الأعراس وإلقاء القبض عليه، وضبط السلاح المستخدم.
هذا الفتى ينضم إلى عشرات من الأبرياء الذين قتلناهم بعنجهيتنا. فقبل شهرين فقدنا شابا في منطقة أبو نصير لأنه صدف أن كان في موضع سقطت فيه رصاصة شخص أشهر مسدسه في الهواء وأطلق رصاصاته فرحاً، غير آبه أنه صنع ترحا ووجعا وحزنا في جبل قريب منه.
في هذه الحوادث الموجعة سنتذكر مآسي كبرى عشناها جراء هذا التخلف الذي ما زال مسيطرا على عقول بعضنا، دون أدنى اتعاظ أو مخافة قانون، أو رجاحة منطق. سنتذكر الطفلة جود مثلا التي اغتيلت قبل سنوات برصاصة قاتلة وهي تلعب في باحة منزلها، الطفلة سلمى ابنة السنتين حين دهمتها رصاصة قاتلة وهي في أكثر الأماكن أمانا: حضن أمها. وسنتذكر غيرهم وغيرهم ونترحم عليهم.
لو أن القانون لدينا طبّق بشكل حقيقي صارم على كل من يجرؤ على إطلاق النار في المناسبات لما ظل البعض منا يشهرون أسلحتهم، ويطلقون رصاصاً يسقط فوق الرؤوس موتاً متعمداً. لماذا لم تتوقف هذه العادة؟.
نحن للاسف لا نتضامن اجتماعيا وعاطفيا مع هؤلاء الضحايا. بل ننساهم بسرعة. فيوم مقتل الطفلة جود تمنيت لو أن نخرج بشموع نجوب ليل المدينة منددين بالمجرم الذي أطلق طرطرات فرحه لثقب رؤوسنا. ويومها قلنا إنه قاتل متعمد؛ نعم متعمد؛ لأنه يعرف أن رصاصته ستعود إلى الأرض بذات سرعتها، وحتما ستقتل من يكون في موضع سقودها.
نحن قتلنا العشرات ممن استقرت رصاصات الأفراح في رؤوسهم ونحورهم. لأننا لم نقضِ على هذه الظاهرة البغيضة من جذورها. تهاونا وتساهلنا مع من لا يستطيعون أن يقيموا أفراحهم ونجاحاتهم إلا بإطلاق الرصاص القاتل. حياة إنسان تعدل في ميزان الخالق حياة الناس جميعا. ولكنها في عرفنا لا تعدل إلا فنجان قهوة.
أطالب بعدم استخدام مصطلح (رصاصة طائشة) واستخدام مصطلح (رصاصة قاتلة) بدلا منه، فهي لم تخرج من سبطانة المسدس؛ إلا لتقتل وتصنع الترح.الدستور

نيسان ـ نشر في 2022-10-25 الساعة 06:48


رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

الكلمات الأكثر بحثاً