اتصل بنا
 

المحاصصة في مجلس الأعيان

مجالسات الأردنيين بعد”تشكيلة الأعيان”:
“تململ وإنزعاج” من “صيغة المحاصصة”
غياب “تمثيل مكونات “عريضة وإقصاء “اللون الإسلامي بشقيه الأخواني والمنشق عنه”
تراكم”ممثلي اليسار” وتساؤلات عن “إنتاجية” مناقلات
مجموعة حزب الميثاق في “الأحضان”

نيسان ـ نشر في 2022-11-02 الساعة 06:38

x
نيسان ـ يمكن ببساطة ملاحظة أوساط الرقابة والمتابعة التي ترصد حالة من التململ والإنزعاج وزيادة في اعداد الغاضبين بعد الإعلان عن تشكيلة مجلس الأعيان الاردني الجديدة والتي إعتمدت على المحاصصة المناطقية والعشائرية كالعادةز
لكن مع تطعيم الفريق الجديد في مجلس الاعيان الذي يمثل غرفة التشريع الثانية بنشطاء سياسيين او بعناصر نشطة محسوبة على مسار تحديث المنظومة السياسية الحزبي بالإضافة الى الحفاظ على مواقع المتقاعدين العسكريين والأمنيين وارضاء العديد من رموز التيار المحافظ في البلاد وبنسبة أقل.
حالة الإنزعاج تلك يمكن تلمسها من أوساط مجالسات الاردنيين خصوصا وان تركيبة المجلس الجديد اخرجت نحو 32 عضوا من المجلس السابق واستبدلتهم ب33 عضوا جديدا في عملية لا تبدو سياسية بالكامل وخالية عمليا من الاعتبارات والمقاييس التي يمكن فهمها وهضمها خصوصا وان عددا كبيرا من أعضاء مجلس الاعيان غادر مقعده وموقعه عمليا بعد عامين فقط في هذا المجلس.
وهو مجلس يتميز بصلاحيات دستورية وتشريعية وتنطوي العضوية فيه على موقع اعتباري واجتماعي مما يجعله هدفا للكثير من المتقاعدين ورجالات الدولة وقادة العشائر والمشايخ مع أن المجلس غير معروف عنه ممارسة مستمرة لواجباته في الرقابة ومتابعة الأداء الحكومي والرغبة أساسها محاولة تمثيل وإرضاء أكبر قاعدة ممكنة في هدف من الصعب تحقيقه..
ad
ولاحظ المراقبون ان نقصا حادا في تمثيل بعض المكونات الاجتماعية تضمنته قائمة الاعيان المعلنة أمس الاول خلافا لتوجهات العدالة والانصاف في توزيع المقاعد على المكونات الاساسية في المجتمع وفقا لملاحظة العديد من الاطراف حيث لا يوجد تمثيل لمكون اجتماعي مهم في مدينة الزرقاء مثلا ذات الاغلبية السكانية وحيث إستبدلت عملية تمثيل اعضاء في عدة محافظات من بينها البلقاء وحتى محافظة اربد وعشائرها شمالي البلاد فيما يغيب عن التمثيل نحو نصف سكان مدينة الزرقاء.
بكل حال المجالس العامة مشغولة بالتعبيرات السياسية ومحاولة فهمها مع انها نادرة على هامش التركيبة الجديدة لمجلس الاعيان .
وهو مجلس يتم توزيع المقاعد فيه من قبل نخبة من كبار المسؤولين وعلى أساس قواعد حددها الدستور سابقا لكن الفريق والطاقم الذي يعمل على ترتيب هذا الملف بين الحين والآخر يخالف حتى بعض القواعد الدستورية المعروفة ز
وهو أمر يثير الخلاف مع ان وجود هذا المجلس يفترض به ان يشيع التوافق بين المكونات الاجتماعية.
بكل حال ثمة ملاحظات بالجملة تقال هنا وهناك .
و الاوساط السياسية والنخبوية وحتى بعض الأوساط والمجالس الاجتماعية والعشائرية انشغلت تماما في محاولة تفكيك ألغاز إختيار الأعضاء الجدد وفهم أسباب مغادرة الأعضاء القدامى.
و لم تكن اي تشكيلة سابقة لمجلس الأعيان تحديدا من الطراز الذي يرضي جميع الاطراف فالاعتراض هنا والملاحظة هناك من العادات والتقاليد التي تلازم تشكيل مثل هذه المجالس مع فارق جديد هذه المرة وهو تعزيز حصة المعارضين والحراكيين سابقا الذين انضموا الى أقنية و مراكز القرار في المؤسسات الرسمية بعملية إستقطاب شملت حتى معارضين يساريين معروفين في الماضي او نشطاء في التيار المدني.
عموما برزت حالة من الجدل بسبب تركيبة مجلس الأعيان الجديد وهو جدل موسمي لكن تزيد جرعته وحدته من نقد لتلك التركيبة بسبب الاوضاع العامة الصعبة والمعقدة اقتصاديا او على مستوى الاحتقان الاجتماعي وارتفاع كلفة المعيشة .
و بالتالي يرى بعض الخبراء بان تركيبة مجلس الأعيان الطازجة ليست من الصنف الذي يحافظ على التوافقات ويجعل قاعدة أوسع من المكونات الاجتماعية في حالة الرضى التام خلافا للوظيفة التي يعرفها الاردنيون بالعادة عن هذا المجلس.
وحفلت تركيبة المجلس بنحو 9 مقاعد على الاقل صنفت لممثلي التيارات اليسارية والحراكين او المعارضين سابقا وابناء التعبيرات اليسارية التي تحالفت مع المؤسسات الرسمية مما يوحي بان الاستمرار بالاستثمار اليسار البراغماتي هو أحد العناوين المستمرة فيما تقول إحدى الاحصائيات بان الحزب الوسطي الجديد والأقرب لتمثيل حزب السلطة في مشروع تحديث المنظومة السياسية وهو حزب الميثاق تم تمثله بنحو 11 مقعدا في مجلس الاعيان الجديد وهي اعلى نسبة تمثيل لتيار من لون سياسي واحد حتى الان .
وتظهر ميل الفريق الاستشاري الذي إختار الأعضاء واوصى بتنسيبهم الاستمرار في عملية توفير مظلة ودعم خلف الكواليس لتجربة هذا الحزب اكثر من غيره ودون غيره.
خلت التشكيلة الجديدة من اي رمز محسوب على الحركة الاسلامية الاردنية بما في ذلك التيارات المعتدلة في جماعة الاخوان المسلمين او حتى المقربة من أحزاب الوسط وزمزم التي إنشقت عن الحركة الأخوانية و لا يوجد نكهة إسلامية في هذا المجلس قياسا بوجود تراكم كمي وعددي في النكهة اليسارية.
الإعتراضات بالعادة تستمر لفترة مؤقتة وتظهر ميل الاردنيون عموما للتعبير عن الصخب لكن نخبة من كبار رجال الدولة ايضا لا تعجبها المناقلات التي حصلت خصوصا مع استبعاد عدد من كبار رؤساء الوزرات السابقين من التركيبة الجديدة واقتصار تمثيل نادي رؤساء الوزارات على ثلاثة رموز فقط هم سمير الرفاعي و عبد الله النسور و هاني الملقي لكن بعض المعاني التنشيطية يمكن الاستدلال عليها من خلال تعيين مجموعة النشطاء من السياسيين المتحركين مقابل بعض الحراكيين في المجلس وهي مسالة يفترض ان يلمس الجميع اثرها لاحقا.رأي اليوم

نيسان ـ نشر في 2022-11-02 الساعة 06:38

الكلمات الأكثر بحثاً