اتصل بنا
 

يساريّون في أحضان اليمين

نيسان ـ نشر في 2022-11-02 الساعة 09:57

x
نيسان ـ محمد قبيلات
تدور الآن جدالات طاحنة حول موضوع تشكيلة مجلس الأعيان، التشكيلة لم ترضِ أية جهة، وعلى وجه الخصوص حول جماعة اليسار" الرسمي"، فهؤلاء باتوا اليوم يتلقون النقد من الأطراف جميعهم، فلا وصولهم الغرفة التشريعية الثانية أرضى جمهورهم، ولا نال الرضا من التيارات المحافظة والبيروقراطية، فأصبحوا في موقف لا يحسدون عليه.
المشكلة أن هؤلاء اليساريين تحسَبهم لوناً واحداً بينما هم شتى، فمنهم من هو يساري ليبرالي، ومنهم من يؤمن بالمحاصصة، ومنهم من هو سادر في سرديات مظلوميات الحقوق المنقوصة، ومنهم من يسعى للتقرب من مراكز القرار فقط من أجل تحقيق مكاسب شخصية، ولا تجمعهم مرجعية واحدة، بل كل منهم يغني على ليلاه.
أكثر من يتلقى النقد اليوم، على وسائل التواصل والتخاصم الاجتماعي، هو المهندس خالد رمضان، وهو نقابي وبرلماني سابق، وناشط سياسي كان عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو من الشخصيات التي رفضت الانخراط في مشروع أردنة التنظيمات والتشكيلات الفلسطينية امتثالا لقانون الأحزاب، بعد الانفراجة الديمقراطية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
أي أنه لم يدخل في حزب الوحدة الشعبية، ولا نعلم إن بقي على صلة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبقي نشاطه محصوراً في النقابات المهنية إلى أن تبنى أفكار وشعارات الربيع العربي، القادمة من تونس ومصر، خبز حرية عدالة اجتماعية، ومن ثم انخرط في تأسيس تيار (معا) الذي تحول لاحقا إلى التحالف المدني.
من يهاجم خالد رمضان على دخوله مجلس الأعيان؟
الجواب؛ الجميع.
فبعض تيارات اليسار تعتبر قبوله الدخول إلى هذا الموقع، وهو الذي نادى بأن تكون عضوية المجلس عن طريق الانتخاب، أسوة بمجلس الشيوخ، نوعا من أنواع الانتهازية السياسية، بينما نفر قليل من التيار ذاته يراه برغماتيا بامتياز، أما موقف التيارات التي تنغل بها ساحات الموالاة فحدث ولا حرج، فلقد "نهبروه" على رأي الدارجة، حتى أن بعض الادراجات اتهمته بالمشاركة في حمل السلاح ضد الدولة في العهود الغابرة.
وبالمناسبة، فقد هاجمت المراكز نفسها الدكتور خالد الكلالدة، وذكّروا بما كان يرفع من شعارات متطرفة، أيام انخراطه في الحراكات الشعبية، وهنا لا بد من الانتباه، أن هناك بعضاً من تيارات الموالاة لم تقتنع بعد أن جوهر الديمقراطية تداول المناصب والسلطة، وأن لا تظل السلطات محتكرة على فئة معينة.
المهم هنا ليس كل هذه الأحاديث، والفاس قد وقعت في الراس، كما يقولون، المهم ما الذي سيفعله الأعضاء اليساريون في المجلس، وما هي الإضافة التي سيقدمونها، هل من جديد يقدمونه غير ما رأيناه من أدائهم، الهامشي، في مجلس النواب، أم أن لديهم جديدا يمكن أن يقدموه؟ هذا السؤال وغيره في رسم الإجابة، في الأيام المقبلة، على امل أن لا يكون دورهم تبادليا مع الإخوان المسلمين، بمعنى أن يُستخدَموا في مواجهة الإخوان كما استُخدِمت جماعة الإخوان في مواجهة قوى اليسار خلال العقود الماضية.

نيسان ـ نشر في 2022-11-02 الساعة 09:57

الكلمات الأكثر بحثاً