اتصل بنا
 

الحسين من الجزائر .. رسائل هامة

نيسان ـ نشر في 2022-11-03 الساعة 06:29

نيسان ـ غابت مفردات الحديث بتفرّد عن واقع المرحلة، وغلبت لغة الجمع تحديدا فيما يخص جانب التحديات، والوصول لحلول لن نصل لها إلاّ بوحدة عربية وعمل وتنسيق مشترك، فقد بدأ مندوب جلالة الملك عبدالله الثاني، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، كلمته في القمة العربية المنعقدة بالجزائر، بمشاركة قادة ورؤساء وفود الدول العربية، بقوله "حان الوقت لنعمل معا"، واضعا سموه عنوانا عريضا للمرحلة ولواقع الحال وسبل الخروج من أزماته التي زاد حجمها خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
حرص سمو ولي العهد على أن يخاطب الأشقاء العرب في قمتهم (31) بروح الأخوّة وبالحرص على العمق العربي الذي طالما حرص عليه الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ليضع بذلك محددات لملفات المنطقة العربية التي استعرضها كافة بوضوح، مقدّما سموه حلولا لها تستند على الوحدة العربية والعمل المشترك، ففي قول سموه حان الوقت "أن نعمل معا" ليجعل من "معا" نقطة بدء لمرحلة جديدة يمكن للأمة العربية من خلالها أن تتجاوز الكثير من التحديات ويصنع عالمه الذي يتحقق به الاستقرار الاقتصادي والأمن المجتمعي.
وفي رسالة أخرى بأهمية العمل المشترك قال سموه "ولأن تحدياتنا متشابهة وفرصنا مشتركة" بأن هذا التشابه في التحديات وكذلك الفرص، سيقود للاستفادة "من الإمكانيات الواعدة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والسياحة والزراعة، فقد بات الأمن الغذائي وتعزيز مصادر المياه والطاقة، في طليعة التحديات العالمية، وهو ما يفرض علينا البناء على نقاط القوة في كل بلد عربي شقيق، لتصبح قوة لبلداننا كافة"، رسالة غاية في الأهمية من سموه تصنع بعمليّة قوة عربية تنقلها من مكان لآخر أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي باتت واحدة تجمع الدول العربية كافة في مساحات واحدة، وحلّها كما أشّر سمو الأمير الحسين يكمن بالعمل المشترك.
وفي تشخيص دقيق وضع سمو ولي العهد قضايا المنطقة كافة على طاولة القمة، مستعرضا واقع الحال العربي في سوريا وليبيا والعراق واليمن، وبطبيعة الحال القضية المركزية الفلسطينية، بتأكيدات سموه على أنه "لا يزال السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، خيارنا الاستراتيجي، بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مع رسالة واضحة بضرورة تكثيف الجهود عربيا لاستئناف عملية السلام، حيث قال سمو "وواجبنا كدول عربية تكثيف جهودنا مع الأطراف الدولية ذات العلاقة، لاستئناف عملية السلام ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم"، ليحدد بذلك سموه الصورة النموذجية التي يجب أن يتم التعامل بها مع القضية الفلسطينية والوصول للسلام العادل والشامل المأمول فلسطينيا وعربيا وحتى دوليا.
وللقدس حضور على أجندة سموه، حيث قال في كلمته، "أما القدس، فهي مركز وحدتنا ودفاعنا المشترك عن هوية الأمة بأكملها، والأردن، وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، سيستمر، وبالتعاون معكم ومع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية، بدوره التاريخي في حماية المقدسات ورعايتها"، هو الدور الأردني الثابت والمتجذّر تاريخيا، وأصبحت هذه الثوابت حالة سياسية عملية يطبقها الأردن من خلال على أرض الواقع لتبقى القدس عاصمة السلام محتفظة بهويتها العربية حتى اللحظة، وهو ما يؤكده الفلسطينيون، ويرون به سندهم الحقيقي في نضالهم بالدفاع عن المسجد الأقصى الشريف.
وفي رؤيته للمستقبل، أمير الشباب، قال "إن شعوبنا الشابة النابضة بالحياة والأحلام"، فهو أمير الشباب الذي يرى أن توفير الفرص للمجتمعات وللشباب "أمانة بأعناقنا" حتى تتمكن من العيش ببيئة تشجع وتنمّي الابداع وصولا لمستقبل مزهر.
كلمة سمو ولي العهد، أجابت على تساؤلات هامة، وأشّرت على حلول عملية لتحديات المرحلة، وجعلت من العمل العربي المشترك نهج عمل يقود لمستقبل واعد.
(الدستور)

نيسان ـ نشر في 2022-11-03 الساعة 06:29


رأي: نيفين عبدالهادي

الكلمات الأكثر بحثاً