اتصل بنا
 

نتنياهو.. ليس كابوسنا وحدنا

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2022-11-07 الساعة 11:55

نتنياهو.. ليس كابوسنا وحدنا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
نعم المخاطر المحدقة بالأردن عقب إعلان نتائج الانتخابات الاسرائيلية بفوز غريم الأردن التقليدي نتنياهو كبيرة، لقد وضعنا كل بيضنا في سلة منافسه، في خيار إجباري، فالاخرون لا يروننا أصلاً ولا يردوننا أيضاً، ويهتفون بالموت لنا.
لكن هل هذا كل المشهد؟ لا.
هل المشهد قاتم حقا؟ ايضا لا. بل من ينظر في العمق يرى شارة الانفراجة انطلقت من نتائج الانتخابات الاسرائيلية.
تعالوا احدثكم لم أقول هذا..
في البداية يجب ان نتوقع انفجار تعقيدات جمة مع الجانب الاسرائيلي، يدعمها بقرار سياسي نتنياهو وفريقه الديني.
لكن كما اننا سنواجه تعقيدات ضخمة، فإن العدو نفسه سيواجه معنا المشاكل نفسها، بل وأعمق منها.
دعوني ابدأ من احصائيات ذكرتها وسائل الاعلام العبرية عن محرك بحث (غوغل) بعد نتائج الانتخابات.
تقول الاحصائية ان اكثر بحث قام به المحتلون الاسرائيليون على شبكة البحث (غوغل) كانت "البحث عن جواز سفر اجنبي". وكما علّق المذيع الصهيوني على هذه الاحصائية: هذا لا يعني أنهم سيجهزون حقائبهم ويرحلون، لكنه يشير إلى القلق الذي اصابهم من نتائج الانتخابات.
هذا تماما ما يجب ان نراه جيداً، وجيدا جدا، نعم علينا ان ندير معركتنا بحرفية ونتوقع ان تصيبنا شظاياها، لكن كيان العصابة هو الاخر ليس مرتاحاً، بل يئن كثيرا.
وهذه الشظايا ليست مزحة، نحن نتحدث عن ضم الضفة الغربية والمسجد الاقصى، وما يعنيه هذا من اشتباك مباشر مع الاردن في ملفات يراها استراتيجية في خطابه السياسي ليس فقط محلياً بل عالمياً.
علينا أن نتوقع خمس سنوات ملتهبة هي عمر حكومة نتنياهو التي ستبدو متماسكة على شيء واحد فقط هو التوحش، وهذا كابوس، لكنه ليس كابوسنا وحدنا.
أما ما سيواجهه نتنياهو من بين ما سيواجهه فهو تيار علماني يحمل من التناقضات الكثير مع التيار الديني في كيان الاحتلال.
لدى الاحتلال مشاكل أعقد مما سنواجهه نحن معهم، وهي فيما ارى ما تحمل في طياتها تفجير فلسطين المحتلة نفسها فوق رؤوسهم.
ليس أول هذه التعقيدات قضية الشاذين جنسيا، وهذه لا تظنوا انها قضية بسيطة لدى الاحتلال، فالحوارات الدائرة بينهم منذ فترة توضح لك ان مثل هذه القضية اعقد من قضية وجود اسرائيل نفسها، لهذا عمد نتنياهو الى تسريب معلومات انه لن يتخذ اي إجراء بحق هؤلاء، وهؤلاء لدى الاحتلال قوة كبرى ليست هينة.
اما اللافت فهو أن التطرف الديني الذي انتجه كيان العصابة أسفر فيما أسفر عن معاداة حقيقية للتيار الديني بين العلمانيين.
اليوم نحن نتحدث عن مجتمع العصابة الذي انقسم على نفسه قسمين متساويين بحسب الانتخابات: قسم مع نتنياهو واخرى ضده. نحو مليونين وثلث المليون معه ومثلهم ضده.
معركة اخرى تواجه العصابة أيضا، هي معركة القضاء، فخصومه سيعلنون حرباً قضائية طويلة عنوانها الفساد، ومن المعروف أن عليه وعلى زوجته اربع قضايا جنائية ضخمة.
ربما سيذهب نحو فرصته بتغيير النظام القضائي لدى الاحتلال وبما يتلاءم مع نجاته ونجاة عصابته، ولا سيما ان تيار نتنياهو تيار نافذ وقادر، يسعى الى تنظيف وسخ نتنياهو من الملفات الاربعة الضخمة.
اما المشكلة فان هذا التيار النافذ هو نفسه التيار الديني المتوحش ما يعني ان نتنياهو سيتحول إلى دمية بين يديهم، وهذا يعني تفتيك الكيان، الى شظايا.
هنا، نسأل كيف سنصيغ معادلات إقليمية ودولية تحرق يد نتنياهو كلما اقترب من مصالحنا العليا؟ الاجابة ليست لدي. هذا ما تملك دوائر صنع القرار لدينا. لكن بالتأكيد وقت النوم مضى.

نيسان ـ نشر في 2022-11-07 الساعة 11:55


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً