اتصل بنا
 

بعد 74 عاما لقصفه.. مسجد الاستقلال بحيفا علي موعد مع ترميم جذري يستغرق عام

نيسان ـ نشر في 2022-11-08 الساعة 20:13

بعد 74 عاما لقصفه.. مسجد الاستقلال
نيسان ـ لأول مرة منذ قصفه عام النكبة 1948 بطائرات الاحتلال الإسرائيلي وعصاباته، بعد احتلال مدينة حيفا بالداخل الفلسطيني المحتل، سيشهد مسجد الاستقلال إعادة ترميمه بشكل جذري.
المسجد التاريخي الذي يقع وسط حي وادي الصليب بالمدينة، هو من أشهر المساجد التاريخية في حيفا وفلسطين عامة، وقد ارتبط بالشيخ القائد عز الدين القسام، الذي عمل فيه أمامًا حتى استشهاده سنة 1935.
وبالرغم من فتح المسجد بداية التسعينات بشكل دائم، إلا أنه لم يشهد إصلاحات على أثر قصفه بأحداث النكبة، باستثناء فرشه بالسجاد ودهان بعض الجدران.
حلة جديدة
ويقول إمام المسجد الشيخ أسعد قلا لوكالة "صفا": "إن مشروع إعادة ترميم المسجد سيستغرق من تسعة شهور حتى سنة، وذلك نظرًا لأن الأعمال التي سيشهدها ستكون جذرية".
ويضيف أن المسجد سيخرج في نهاية الأعمال بحلة جديدة، لكن بما يحفظ تراثيته وتاريخه شكلًا ومضمونًا.
وأقيم مسجد الاستقلال قبل نحو 100 عام، وتحديدًا في عشرينيات القرن الماضي، وحسب إمامه "فإن الفكرة في المشروع هو أن يخرج المسجد بحلول المئة عام بالحلة الجديدة".
وبلغ عدد المساجد في الأراضي المحتلة عام 1948 عدد 313 مسجدًا، وبقي منها 200 مسجد فقط، وهذا يعني أن مئة وثلاثة عشر مسجداً قد هدمت بكاملها في الفترة الواقعة ما بين 48 ـ 1967.
وحسب قلا، فإن مشروع الترميم سيبدأ بالجدران الخارجية والمأذنة استغلالًا للفترة الحالية التي تسبق دخول فصل الشتاء، ومن ثم سيتم في المرحلة الثانية ترميم القبة وتغيير الأرضية بشكل كامل، وشبكة الكهرباء والمياه.
ويشير إلى أن شبكة المياه والكهرباء قديمة كل القدم ولم يتم إصلاحها أو ترميمها منذ حوالي 50 عاما، وتسببت بالعديد من المشاكل في المسجد.
استثناء منبر القسام
إلا أن القائمون على المسجد، لن يجروا أي عمليات ترميم لمنبر الشيخ عز الدين القسام، حفاظًا على تاريخه وقدسيته.
وكان الفلسطينيون يأتون للمسجد من كل المدن والبلدات لسماع دروس الشيخ القسام وتولى شقيق القسام، وبعد استشهاده تولي الإمامة شقيقه الشيخ فخر الدين، لغاية النكبة.
وأغلق المسجد بعد النكبة، وبقي حتى أواخر سبعينيات القرن الماضي، ولكن تم إعادته بشكل جزئي لصلاتي الجمعة والعيد، ثم في عام 1991 أعاد أهالي حيفا افتتاحه وبدأوا بأداء الصلوات الخمس يومياً فيه.
ومنذ حينه كان المسجد بحاجة لعمليات الترميم، ويقول قلا "إنها تحول دون حدوث مخاطر تؤثر عل المسجد كبناء، مشيرًا إلى أن تكلفة المشروع تقدر بنحو 560 ألف دولار.
ويقوم على جمع التبرعات للمشروع جمعية "حيفا لبشائر الخير"، وتشهد حملة جمع التبرعات مشاركة واسعة.
يُذكر أن المقدسات والأوقاف الإسلامية في أراضي عام 1948 تتعرض للهدم والمصادرة والتدنيس والإهمال على المستوي الرسمي والشعبي الإسرائيلي، ولا يسمح الاحتلال بترميمها أو استخدامها وتحويلها إلى بارات وحظائر للأبقار لتهويدها والقضاء على طابعها العربي الإسلامي.

نيسان ـ نشر في 2022-11-08 الساعة 20:13

الكلمات الأكثر بحثاً