اتصل بنا
 

الكبش الأدعم.. بطولة أم أحمد

نيسان ـ نشر في 2022-11-11 الساعة 13:48

x
نيسان ـ ميسر السردية
في هذا الوقت نهاية كل خريف، كنا نقوم بجمع الأوراق الذهبية المتساقطة من معرشات الدوالي وتلقيط ماظل مخضوضرا صامدا على العروق في اشولة جنفيص لإستخذامها لاحقا لعلف شياهنا حين تشتد برودة الشتاء ويعز وجود العلف ويرتفع سعره.
شرعنا ذاك الضحى عملنا الشاق الذي نُجبر عليه كصغار نستعجل الإنتهاء منه على مضض كي نلهو ونلعب، في تلك الأثناء التي كانت فيها جارتنا أم أحمد تعاوننا كعادة الجيران و تتبادل مع جدتنا ما تيسير من حكاوي الحياة حدث مالا نتوقع عندما صرخت الجدة حيث لمست وهي تكوش حية كبيرة متكورة تحت الورق اليابس... يالطيف.. ياساتر الله.. خفنا جميعا ورحنا نرمي الحية وهي تتكور في مكانها بالحجارة دون أن نستطيع إصابتها.. هرعت أم أحمد البطلة وتناولت الكريك وهجمت تضرب رأس الحية حتى قضت عليها..
توقفنا عن العمل، واعددنا ابريق شاي وقعدنا في طرف الكرم بمعية أم أحمد نناقش أمر الحية... قالت أم أحمد : لا تخافوا يا جماعة، الحية مسيّرة مش مخيّرة.. هذي رسالة.. أكيد يا أم سالم عليكِ نذر... سحبت جدتي على سيجارة الهيشي وهي تفكر و تتفطن.. نذر.. والله صادقة.. عليّ نذر.. يوم حصَبّت هالبنية خفت عليها.. وصلت حالة الياس.. نذرت يومها إن طابت غير اذبح كبش أدعم لوجه الله الخَضّرّ ... ونسيت النذر يا خيتي..
سألت أم أحمد :لابد صار إشارات ثانية وما انتبهتوا .. ردت الجدة.. والله أنك صادقة.. صار من هالحكي .. أمس وقعت من فوق ظهر الدار.. الله بنى سيفه.. إجت فوق كوم الرمل... دخيلك يارب احنا نتدرق بلطفك وعطفك.. ياغبره.. قولي أشوى اللي الرمل ناعم مهو بحصة.. كان الرمل لأجل صبة روبة السطح كي لا يدلف عند اشتداد المطر.
نهاية "القعدة" استقر الرأي على ضرورة الوفاء بالنذر وذبح الكبش الأدعم.. كبش شياهنا الذي ربوه لوقت حاجة، كي يتكاثرن ونعتاش منهن .. اعترض جدي بلطف.. يا ناس اذا ذبحنا الكبش رح نبلش..مايصير يظلن الشياه بدون كبش.. وخسارة عليه.. بكرا نصير نطلب من خلق الله كبش ونثقل عالناس... شو رأيكن بس نطلع هالشتوية و تخلن النذر للربيع... ولا يمكن.. أصرت جدتي تساندها أم أحمد.. أعوذ بالله.. شو عبالك يا حجي... يعني لما تقع مصيبة بواحد منا أحسن...النذر نذر.
زندوا الموس.. تجمهرنا، نذبح ونسلخ بالكبش اليتيم ونتندر ووضعنا حصة من اللحم مخصوصة لأم أحمد على جنب... وشياهنا ترقبنا وتتثاغى من خلف الحوش بين اللوم والأحتجاج الذي لا طائل منه...
بقينا والبطلة أم أحمد نرتمي يومنا ذاك بلحم وشحم ومرق النذر.. نشوي ونطبخ..صار الجلد جاعدا استدفأ به فوق فرشتي... النذر على أسمى أصلا
*كان في حارتنا حيات كثيرة كونها منطقة أثرية.. كما أنني لم أقع من فوق سطح الغرفة، كنت العب، أصعد و أقفز فوق كومة الرمل، وعندما ضبطوني تظاهرت بأنني وقعت... وهكذا مر الوقت ونحن نسوق شياهنا من حارة لأخرى نستجدي كبشا لهن..بعد أن فتكنا بالأدعم بناء على آراء أم أحمد و صمتنا حينها.
*الأدعم :لون وجهه يميل إلى السواد .

نيسان ـ نشر في 2022-11-11 الساعة 13:48

الكلمات الأكثر بحثاً