اتصل بنا
 

هل ذيبان على أعتاب مرحلة جديدة؟

نيسان ـ نشر في 2022-11-16 الساعة 03:46

هل ذيبان على أعتاب مرحلة جديدة؟
نيسان ـ نخدع أنفسنا كثيراً إذا لم نعترف بأن الوضع المعيشي للمواطن سيحدث اختلالا بنيويا في معادلة الاستقرار عاجلاً أم آجلا.
والحقيقية نجانبها إن بقينا نرى أن الحلول الأمنية هي الخيار الأوحد، وربما الأسلم.
بالأمس استغل الذيبانيون ذكرى(هبة تشرين)لوضع مطالبهم المعيشية على طاولة التذكير الرسمية.
تلك المطالب تسافرذاتها في أجواء كل حكومة تجلس في الرابع وتتشكل بلا هدف وطني تبنى عليه احتياجات المواطنيين.
لن نخوض في حيثيات تلك الهبة التي تشكلت في الخامس عشر من تشرين الثاني بمسوغات شعبية، رفضا للسياسات الاقتصادية والسياسية التي سارت عليها البلاد وانتجت ما أنتجت من خلل في مسيرته الوطنية.
حين انطلق حراك ذيبان قبل أزيد من عقد، كانت منطلقاته معيشية لا غير، وإن توزعت هذه المطالب أحيانا بين العنقود الاقتصادي ،والسياسي.
تجاهلت عمان السياسية هذا الحراك بوشوشات النخبة المدنية والأمنية، ثم ارتفع سقف المطالب إلى استحقاقات سياسية على أمل أن يلقى هذا الصوت لحظة استجابة.
في الدول قاطبة بدولارها ونفطها، بديموقراطيتها ، ودكتاتوريتها، ومهما كانت مقومات من يدير أمرها ، هناك مطالب وجودية للشعوبها ، مطالب لا يمكن تجاهلها والقفز عنها.
لكن في حالتنا الأردنية كثيراً ما يتم التلاعب بمشروعية المطالب وتجريف منطقيتها لتسويغ ردة الفعل تجاهها.
وهذا ما حدث يوم أمس على دوار الحرية في ذيبان. حيث كان العنوان الأبرز للشباب أن الفقر أصبح كابوساً مرعباً وينذر بأن القادم أسوأ.
أين الخطورة فيما يحدث ؟
يندرج الحراك الذيباني الآن في إطار فاعلين لا ثالث لهما : أولهما أن هذا الحراك منفلت من عقاله بمعنى لا يمكن ضبطه والتأثير عليه لغياب الإطار التنظيمي له ، وهذا يشكل حالة من الوسواس القهري للدولة لعدم قدرتها على التحاور معه، ولملمه خيوطه ،وحتى فهم تطورسياقاته مستقبلا،وإن حاول بعض الانتهازيين اختراقه .

أما ثانيها : وهو الأخطر أن هذا الحراك بدأ بتعريف هويته، وتقييم أدائه للتحضير لانطلاقة جديدة ستحمل في سلتها الكم الوفير والنوع الكبير من الفاعلين، لكنها تحتاج لمساحة من الوقت لبلورة خارطة طريق تقوده لمرحلة جديدة أكثر تظيما وتاثيراً.
مرحلة لا تشبه في عنوانها ولا أدبياتها ما نراه اليوم من تسابق محموم على صناعة كيانات لا يحكمها سوى الإرتماء بالأحضان.

صحيح أن الأردن بكل أدواته مشغول بالتمكين الاقتصادي والسياسي ، لكن أطره لا تفعل سوى التسكين، والتسويف أمام حالة الانفجار الكامنة في العمق .
المطلوب اليوم بناء نظام اقتصادي سياسي اجتماعي متكامل حقيقي بعيداً عن اسطوانات (البروبوغندا) البغيضة ، التي أفرغت الوعاء الوطني من محتواه الحقيقي، فأنتجت مجتمعاً لم يعد معنيا بعدد الأصوات التي حصل عليها رئيس مجلس النواب، لقناعته بأن ديموقراطية وطنه صارت مقلوبة .

نيسان ـ نشر في 2022-11-16 الساعة 03:46


رأي: فلحة بريزات كاتبة

الكلمات الأكثر بحثاً