اتصل بنا
 

لن يطهّركم بخور الأرض ..ماؤكم نجس وسماؤكم معتمة

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2022-11-24 الساعة 10:15

لن يطهركم بخور الأرض .. ماؤكم
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...
ما يجري يشبه رجلاً اغتسل بمياه آسنة، ملأته جيف الأغنام، ثم تبولت بها وحوش البرية، إلا أن صاحبنا يواصل الاغتسال، ثم يتعطّر بـ(الكالونيا) صباحاً .
وهذا الصاحب ضمير (الحاضر الغائب) فينا نحن، وقد أدمن الرائحة والاستحمام في ماء المستنقعات، فصار جزءاً منه، ويرفض تغييره.
نحن لا نوهم أنفسنا بالاغتسال فقط، بل ونقف أمام المرآة ونصفف شعر رؤوسنا، ثم نبدأ رحلة التعب اليومي. في الحقيقة، نحن نستحم ولا أحد ينكر علينا ذلك، نحن نغتسل، لكننا متسخون على أية حال، فالماء قذر وعفن.
الماء الطهور وحده من ينظف الجسد.
المدهش في الأمر ان القوم _ورغم اختلاف ألسنتهم ومشاربهم_ يستغربون طوال الوقت أنهم لا يتطهرون عقب أي استحمام يقترفونه، نقول لهم يا رجال غيّروا الماء، اجعلوه طهوراً، فماؤكم نجس، لكنهم يواصلون الاعتسال.
وكأنها "مياه المرحلة السياسية" يا قوم، تلك مياه متسخة، وإن بللت أجسادنا لم تزدها إلا اتساخاً على اتساخ، فالجميع يرى الماء ويعلم انه نجس، الجميع يشمّ رائحةً في الماء، والجميع يدرك أن الماء يحتاج الى عمليات تقطير إعجازية لتنظيفه.
نقول لقومنا: ما عليكم يا أصحابنا إلا أن تأتوا بماء نظيف جديد، طاهر مطهر، حتى إذا ما اغتسلتم به تطهرنا جيمعنا. نصرخ في وجوههم: إنكم تحرقون الوقت في الاستحمام بالماء الوسخ.
استحمام لن ينجيه عطر الأرض، إن لم يكن الجسد في الماء تطهّر، لن تسعفه العطور ولا البخور، ولا مراكمة أفخر ماركات العطور، فسياستنا وسياسيونا من مدرسة (التركيع والترقيع)، وإن أجادوا العزف على أوتار (عروبة الفطبول).

نيسان ـ نشر في 2022-11-24 الساعة 10:15


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً