اتصل بنا
 

أكبر أحلامها سجادة تقي أقدام أطفالها البرد

نيسان ـ نشر في 2022-11-27 الساعة 05:33

x
نيسان ـ بدون أثاث وبلا سجادة تقي أطفالها صقيع الشتاء، تقترب الثلاثينية أم جود (اسم مستعار) من أبواب السجن، بعد تعثرها ماليا عن دفع 3 أقساط إلى صندوق المرأة للتمويل، برغم أن قسطها الشهري لا يتجاوز 68 دينارا، وفق كشف رصيد العملاء الخاص بها، وهي التي لم يكن في مفردات قاموسها ما يشي بمعنى “التعثر المالي”، فقد اقترضت نحو 670 دينارا لعلاج والدتها في مستشفى خاص، بعد ان ضاقت ذرعا من تشخيص أطباء لها في مسستشفى حكومي، وفق ما أفصحت عنه لـ”الغد”.
انتقلت والدة ام جود الى باريها، فساد الحزن حياة أم جود على فراق والدتها لفقدانها أمها “اغلى ما تملكه من هذه الدنيا”، متناسية أن حملا ثقيلا جديدا بدأ ينهش حياتها: الفقر والعوز والجوع.
هذه السيدة، واحدة من بين مئات المتعثرات ماليا في الأردن، لجأن لأبواب صناديق وشركات تمويل مشاريع صغيرة بقروض مالية، لكنهن انضممن الى قوائم المطلوبين قضائيا بعد عجزهن عن دفع الاقساط الشهرية لقروضهن.
ولا تحصل هذه الاسرة “المعدمة ماليا” سوى على 55 دينارا شهريا من صندوق الزكاة، في حين أن صندوق المعونة الوطنية “لا يتعرف على أطفالها كونهم لا يحملون رقما وطنيا”، في وقت تربي فيه ام جود أبناءها الصغار، بحيث تقوم بدور الام والأب معا، بعد رحيل الأب للعلاج من فشل كلوي مزمن، الى الضفة الغربية.
تنتظر ام جود في أي لحظة ايقاف الجهات الأمنية لها، وهي تفكر بمستقبل أولادها وحالة زوجها الصحية التي تدهورت في الأسبوع الماضي، إذ دخل في “غيبوبة كلوية” افقدته الحركة والكلام، لكنه ما يزال على قيد الحياة، وفق قولها.
تسكن هذه الاسرة في منطقة شعبية بخريبة السوق (جاوه) في مسكن، جدرانه آيلة للسقوط، فارغ من أي اثاث فعلي، ويخلو حتى من سجادة تقي اقدام اطفالها صقيع الأرض، الذي يتسلل الى أجسادهم فيجمدهم من البرد، وخال أيضا من أي وسيلة تدفئة، بانتظار من يمد إليهم يده لينتشهلم من البرد.
وتضيف أم جود “اذا ظليت في المنزل حتى لا انحبس ويتشرد اطفالي، سأخرج اجباري للشارع، بعد أن هددني صاحب المنزل بطردي، لانه مكسور علي ايجار شهرين”.
معاناة جديدة أضيفت الى قائمة همومها، بعد ان فقدت قدرتها المالية عن دفع ايجار شهري إلى منزلها الـ160 دينارا شاملة فواتير الكهرباء والماء.
تتلفح ام جود بوشاح الإراده والعزيمة فتركيزها برغم فقرها المدقع، ينصب على متابعة تعليم اطفالها في المدارس وإطعامهم والبحث عن فرصة عمل لها، تتمكن من تسديد التزاماتها المالية المتعثرة وشراء كسوة شتوية لأطفالها الأربع اصغرهم 3 سنوات واكبرهم 11 عاما.
ولحين ان تحقق امنيتها بإيجاد عمل يمكنها اقتصاديا، تعرب عن امنيتها بان تعالج أسنان ابنها البكر الذي يحتاج الى عملية جراحية معقده في فكه، لتعود البسمة الى وجهه البريء.حنان الكسواني/ الغد

نيسان ـ نشر في 2022-11-27 الساعة 05:33

الكلمات الأكثر بحثاً