سنة الامتياز لطلبة الطب .. تدريب أم قفزة في الفراغ
نيسان ـ نشر في 2022-12-01 الساعة 20:59
نيسان ـ خاص
لا شك أن سنة التدريب تعتبر متطلبا عالميا و ليست شيئا فريداً في الاردن، لان الاصل فيها التأكد من سلامة الطبيب ويمكن الوثوق به علميا وتطبيقا لممارسة الطب العام.
ومن المفترض ان تتبع ست سنوات التعليم الجامعي لتبلور ذلك العلم تحت اشراف أطباء مقيمين او اخرين اجتازوا الفترة.
لكن هل هذا ما يحصل بالفعل في المستشفيات الأردنية؟ الاجابة باختصار لا.
اما العقبة الاخرى فتكمن في الاحابة عن السؤال التالي: هل يمكن أن تسمح بعض المستشفيات لنفسها باستغلال حاجة الاطباء الخريجين لنقاط الاقامة لتجعلهم يعملون لديها من دون راتب؟
المصيبة التي يختبرها الاطباء في هذه المرحلة ان الاجابة عن السؤال بنعم لا تعني ان هذه السنة هي أسوأ ما يواجه القطاع الصحي، فضعف الفرص والبطالة ومحدودية المكافأت وضغط العمل العالي - سواء اكنا نتحدث عن ساعات العمل والمناوبات الطويلة التي تصل ل 36 ساعة او ضغط العمل وعدد المرضى خلال تلك الساعات - ثم نهاية العمل من دون رواتب للمقيمين في العديد من المستشفيات، كلها مشكلات يواجهها القطاع.
على ان المجال هنا لا يتسع لتفصيلها كلها، ثم أن العديد منها قد يعزى لعدد الخريجين الضخم.
المعلومة القنبلة هي: ان هذا الطبيب ذو التدريب الضعيف والتأهيل الأضعف سيكون بعد قليل مسؤولا عن صحة انسان ويتخذ عنه قرارات ستؤثر عليه وقد تؤثر حتى على بقائه حيا. وبرغم ذلك ما زال يترك من دون مساعدة او رقابة في أي من المراكز الصحية.
نحن نتحدث عن منح رخصة قيادة مركبة لشخص لا يتقنها. فتخيلوا.
اذن ماذا تعني سنة الامتياز في الأردن؟ إنها تعني أن تعمل في نقل المرضى من و الى الأشعة وأن تحجز مواعيد الصور او الاجراءات للمرضى وأن تطبع مواعيد صورهم وفي بعض المستشفيات أن تنقل عيناتهم كذلك .
هذا هو التدريب الذي يحصل عليه طلبة الطب في الأردن. وهذا ما تفترض وزارة الصحة أنه سيزيد من صلاحية الطبيب لممارسة الطب.
فضيحة أليس كذلك؟
أنت كطبيب وبعد السنوات الست تحصل على شهادة مزاولة مؤقتة لا يمكنك قانونيا العمل بها الا بعد الانتهاء من هذه السنة لتحصل أخيرا بعد عام من اعمال "المراسلة" على شهادة المزاولة الدائمة !!
وليس هنا القول في محاولة لانتقاص من العمل الدؤوب للمراسلين مشكورين على جهودهم ولكنه طلبا لتطبيق المثل الشعبي "اعطِ الخبز لخبازه" وطلبا لتأهيل الأطباء.
في النهاية هو سؤال متى سنبتعد في مؤسستنا عن شكلية القوانين وننظر في جوهرها. فتلك السنة المطلوب عالميا اتمامها وجدت لهدف ومن المفترض ان يكون كل يوم فيها زيادة في العلم للطبيب .. لا ابعادا أكثر وأكثر عن المجال وعن النقاشات العلمية فيه.
اما ادا كان سبب هذا المشهد القاتم هو ضخامة عدد الخريجين فليمارس الطبيب يوما في الاسبوع وليكن هذا اليوم اثراء له لا ثقل نفسيا عليه.
لا شك أن سنة التدريب تعتبر متطلبا عالميا و ليست شيئا فريداً في الاردن، لان الاصل فيها التأكد من سلامة الطبيب ويمكن الوثوق به علميا وتطبيقا لممارسة الطب العام.
ومن المفترض ان تتبع ست سنوات التعليم الجامعي لتبلور ذلك العلم تحت اشراف أطباء مقيمين او اخرين اجتازوا الفترة.
لكن هل هذا ما يحصل بالفعل في المستشفيات الأردنية؟ الاجابة باختصار لا.
اما العقبة الاخرى فتكمن في الاحابة عن السؤال التالي: هل يمكن أن تسمح بعض المستشفيات لنفسها باستغلال حاجة الاطباء الخريجين لنقاط الاقامة لتجعلهم يعملون لديها من دون راتب؟
المصيبة التي يختبرها الاطباء في هذه المرحلة ان الاجابة عن السؤال بنعم لا تعني ان هذه السنة هي أسوأ ما يواجه القطاع الصحي، فضعف الفرص والبطالة ومحدودية المكافأت وضغط العمل العالي - سواء اكنا نتحدث عن ساعات العمل والمناوبات الطويلة التي تصل ل 36 ساعة او ضغط العمل وعدد المرضى خلال تلك الساعات - ثم نهاية العمل من دون رواتب للمقيمين في العديد من المستشفيات، كلها مشكلات يواجهها القطاع.
على ان المجال هنا لا يتسع لتفصيلها كلها، ثم أن العديد منها قد يعزى لعدد الخريجين الضخم.
المعلومة القنبلة هي: ان هذا الطبيب ذو التدريب الضعيف والتأهيل الأضعف سيكون بعد قليل مسؤولا عن صحة انسان ويتخذ عنه قرارات ستؤثر عليه وقد تؤثر حتى على بقائه حيا. وبرغم ذلك ما زال يترك من دون مساعدة او رقابة في أي من المراكز الصحية.
نحن نتحدث عن منح رخصة قيادة مركبة لشخص لا يتقنها. فتخيلوا.
اذن ماذا تعني سنة الامتياز في الأردن؟ إنها تعني أن تعمل في نقل المرضى من و الى الأشعة وأن تحجز مواعيد الصور او الاجراءات للمرضى وأن تطبع مواعيد صورهم وفي بعض المستشفيات أن تنقل عيناتهم كذلك .
هذا هو التدريب الذي يحصل عليه طلبة الطب في الأردن. وهذا ما تفترض وزارة الصحة أنه سيزيد من صلاحية الطبيب لممارسة الطب.
فضيحة أليس كذلك؟
أنت كطبيب وبعد السنوات الست تحصل على شهادة مزاولة مؤقتة لا يمكنك قانونيا العمل بها الا بعد الانتهاء من هذه السنة لتحصل أخيرا بعد عام من اعمال "المراسلة" على شهادة المزاولة الدائمة !!
وليس هنا القول في محاولة لانتقاص من العمل الدؤوب للمراسلين مشكورين على جهودهم ولكنه طلبا لتطبيق المثل الشعبي "اعطِ الخبز لخبازه" وطلبا لتأهيل الأطباء.
في النهاية هو سؤال متى سنبتعد في مؤسستنا عن شكلية القوانين وننظر في جوهرها. فتلك السنة المطلوب عالميا اتمامها وجدت لهدف ومن المفترض ان يكون كل يوم فيها زيادة في العلم للطبيب .. لا ابعادا أكثر وأكثر عن المجال وعن النقاشات العلمية فيه.
اما ادا كان سبب هذا المشهد القاتم هو ضخامة عدد الخريجين فليمارس الطبيب يوما في الاسبوع وليكن هذا اليوم اثراء له لا ثقل نفسيا عليه.


