قشوع: العقل السياسي الأردني ما زال يفكر بالتمثيل الاثني لا السياسي
نيسان ـ أعدها للنشر ريم ابو مغلي ـ نشر في 2015-10-20
قال وزير البلديات السابق ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب د.حازم قشوع في حوار مع صحيفة نيسان " ان الأردن لا يمكن أن ينعم باسقرار برلماني دون وجود الأحزاب في البرلمان، مؤكدا ان "العقل السياسي الأردني ما زال يفكر بالتمثيل الاثني لا بالتمثيل السياسي".
وحول قانون الانتخاب قال قشوع انه " عبارة عن مجموعة من الكوتات جزء منها معلن والآخر غير معلن، " منتقدا تخصيص كوتا على اسس الدين قائلا "اقول ولا زلت بدل ما انت تخرج الاخوة المسيحيين مثلا فوق الوطن، علينا تحقيق الغاية والهدف من تمثيلهم بصورة عادلة، فالهدف في الكوتا تمثيلهم، وليس ان تأخذوا حصص المسلم. هذا لا يجوز".
وتاليا نص المقابلة:
* متى نصل الى مرحلة تثبيت القانون الانتخابي والعمل به لثلاث دورات متتاليات ؟
- لا يمكن أن ننعم باسقرار برلماني دون وجود الأحزاب في البرلمان.
ولكن العقل السياسي الأردني ما زال يفكر بالتمثيل الاثني لا بالتمثيل السياسي
قانون الانتخاب الأردني عبارة عن مجموعة من الكوتات جزء منها معلن والآخر غير معلن
كنت اقول ولا زلت بدل ما انت تخرج الاخوة المسيحيين مثلا فوق الوطن، علينا تحقيق الغاية والهدف من تمثيلهم بصورة عادلة، فالهدف في الكوتا تمثيلهم، وليس ان تأخذوا حصص المسلم. هذا لا يجوز.
النسور
* ما رأيك بعبدالله النسور اقتصاديا وسياسيا ؟
- الرجل تحمل أعباء وقدم وفريقه ما يشكر عليه.
الصراع الامريكي الروسي
* حسب جنرال أمريكي فإن الأردن سيضطر في النهاية لدخول دمشق..
- القرار السياسي يبنى دائما وفق معادلات سياسية موضوعية لا داخلية فقط ، فمثلا قبل حوالي العام لم يكن أحد يتوقع تدخل روسيا في الأزمة السورية.
ما يحدث في المنطقة عبارة عن عناوين استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية معها التدخل في آسيا الوسطى، حتى باتت أمريكية صاحبة النفوذ ، فما كان من بوتين الا الالتفاف الى جنوب قزوين ( أي سوريا والعراق وايران ) أو ما يسمى بالهلال الشيعي المعكوس .
ما يحدث في المنطقة برأيي عبارة عن حرب استخبارية بين طرفين، الداعم فيها للتواجد غير المؤطر هي "اسرائيل" تحت مسميات مثل "داعش".
الهدف في اعادة هيكلة المنطقة فيحدث اختراقا ملموسا من جغرافيا مدنية الى جغرافيا اثنية تقوم على دولة تركية، ودولة فارسية، ودولة شيعية، ودولة علوية، ثم دولة يهودية، فتنتهي المنظومة العربية بوجود شرق أوسط جديد بهويات فرعية متعددة .
اذن أعتقد أن اللاعب الرئيس الخفي لما يحدث في المنطقة هي "اسرائيل" .
اما من هو المستفيد؟ فتركيا تريد أن تقدم نموذجا للتصدير ألا وهو الدولة العثمانية، فتحالفت مع الاخوان المسلمين وقطر ضمن محاور.
ثم نتحدث عن ولاية الفقيه الايرانية .. ايران تريد تصدير هذا الموضوع ضمن فارسيتها ، فتحدث هذا الاختراق في المنطقة.
وبتواضع، من أراد أن يحيي للعرب دورهم و وجودهم وحضورهم ضمن منظومة تقوم على الثوابت العربية هي الأردن.
لقد قمنا بدعم نظام السيسي، ثم تحالفنا مع المنظومة الخليجية ، وصولا الى ايجاد رقعة عربية تثبت وجودها و تحافظ على ثوابتها و مواقعها الاستراتيجية .
طبعا مضيق هرمز مهدد الآن ، وكذلك مضيق باب المندب اذا استولت عليه ايران ؛ لأنها ستقطع على الأردن قناة السويس ، لذا كنا أول من بادر في دعم الوجود العربي في باب المندب، وأول من نادى بانشاء جيش عربي؛ للحفاظ على الوجود العربي من تداعيات الحالة الاقليمية .
اذا الأردن أراد أن يكون موجودا على الخارطة السياسية الجغرافية في هذه المنطقة .
* داعش كذبة ؟
- داعش أداة لتحيق حالة.
الاردن والنظام السوري
* هل تغير الموقف الأردني من النظام السوري بعد رسالة التهنئة ؟
- موضوع الرسالة أمر طبيعي بين الحكام والدول .
الموقف الأردني موقف ذكي جدا، منذ اندلاع الحرب في سوريا.
على غير ما توقع النظام السوري ، ونحن نقدم نصحية تلو الأخرى للنظام السوري لكنه لم يستدرك اللحظة التاريخية التي كان يجب عليه أن يستدركها، ورغم ذلك لم نقطع العلاقات مع الأشقاء في سوريا فالأردن أول من نادى - على لسان جلالة الملك - بأن الحل في سوريا يأتي سياسيا ولا يتأتى عسكريا .
* اذا لما كل هذا العداء للأردن ؟
- هذا طبيعي؛ لأن الأردن هي الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة .
سوريا بحاجة الى حوالي ثلاثين عاما حتى تعود كما كانت، والعراق بحاجة الى أربعين .
من وجهة نظري أن من يتحمل ما حدث لسوريا هو النظام ، ولكن بالنهاية التاريخ هو من سيحكم .
اما سياسة الأردن فمنذ البداية هي في الجلوس الى طاولة المفاوضات والوصول الى حل، فالأردن كان منذ البداية مع سياسة الاحتواء وضد الاستناد الى سياسة الاقصاء .
ولكن المشكلة في الأزمة السورية باتت أكبر من ذلك، فحوالي سبعة ملايين سوري الآن مقسمين بين لاجئ، جريح، وسجين، ومشرد .
* هل أمد الأزمة الأزمة السورية سيطول ؟
- ما حدث في سوريا يساوي خمسة أضعاف ما حدث في العراق، وقس على ذلك .
الحرب العالمية
* ما رأيك فيما يحدث في الضفة ؟
- لا يمكن فصل ما يحدث في الضفة الغربية عما يحدث في الاقليم، فتوقيت الانتفاضة متزامن مع وجود روسيا في المنطقة، وهذا برأيي ربما يشكل حربا عالمية ثالثة ؟
* أنت لا تستبعد قيام حرب عالمية ثالثة ؟
- الملك عبدالله في خطابه أم الجمعية العامة للأمم المتحدة قال انه لا يستبعدها .
* كيف ترسم المشهد؟
- الحرب العالمية بحاجة الى بيئة حاضنة ، و أعتقد أن الروس يقرؤون تماما أن هناك فرقا كبيرا بين الأسلحة والتكنولوجيا التي يملكونها وبين الأسلحة والتكنولوجيا التي تمتلكها الولايات المتحدة، ولكن هذا لا يشي بنشوب الحرب .
* هل بوتين حكيم أم متهور ؟
- بوتين شخص ذكي جدا، وهو شخصية معلوماتية، يقود جهاز معلومات بطريقة فريدة ، واستطاع أن ينقل روسيا الى مكان مهم.
وكأنه يقول ما يلي: السنة المقبلة تصادف الذكرى المئة لسيس بيكو، أي أن مئة سنة من المشهد التاريخي انتهت.
أي أن العام القادم سيكون هناك حقبة جديدة ولن تقبل روسيا أن تكون الولايات المتحدة وحدها فيها
* هل نحن مضطرون لعيش سايكس بيكو 2 ؟
- ربما نشهد روسيا 2 أو أمريكا 2 لكن المعلومات تشير الى أن الولايات المتحدة قررت الانسحاب الجيوسياسي من هذه المنطقة والانتقال الى استراليا وما فوقها.
* اذاً نحن متجهون الى مزيد من التدهور ؟
- نحن الآن في مرحلة مخاض، فاما أن نكون جزءا منه أو أن ننتظر حتى انتهاءه. وعموما نحن كأردنيين كنا أذكياء جدا في التعامل مع ما يجري.
الاردن واللاجئون
* هل تخلت الدول المانحة عن تقديم الدعم للاجئين السوريين في الأردن ؟
- المجتمع الدولي قصر في دعم الأردن وهذا واضح. لم يحسن العالم العربي ولا المجتمع الدولي في التطاعي معنا، ومع ذلك نحن مستهدفون اعلاميا.
رغم أنتا استقبلنا في يوم ما استقبلته أوروبا منذ بدء الأزمة .
هناك 2 مليون سوري في الأردن .
الانتفاضة الثالثة
* ما مصير السلطة الوطنية الفلسطينية، في ظل ما نشهده من انتفاضة ثالثة ؟
- السلطة الفلسطينية قريبة منا أردنيا، بالتالي سنبذل كل جهدنا لدعمها واسنادها. هكذا أقرأ
* هل أخطأت السلطة في موضوع التنسيق الأمني؟
- الموضوع أن نتينياهو لم يحسن التعاطي مع السلطة، فهو ركز على قضايا ثانوية وابتعد عن القضايا الجوهرية .
* هل فقد نتينياهو اللحظة التاريخية ؟
- نتينياهو أذعن لموقف الملك، فقد حاول الاتصال بالملك والملك رفض الاجابة، الأردن غضب
نحن نقوم بدور غير عادي تجاه المنطقة وتجاه القضية الفلسطينية.