لماذا ادفع كأردني ثمن كل خياناتكم.. ولماذا يتم نحر وصفي على يد مومس في عمان؟
الدكتور عمر كامل السواعدة
كاتب وخبير قانوني
نيسان ـ نشر في 2022-12-06 الساعة 11:22
نيسان ـ عمر كامل السواعدة
تلقفنا نحن الأردنيين مقال الدكتور عبد الفتاح طوقان الأخير المنشور بتاريخ 1 ديسمبر 2022، بكل دموع الفرحة والشعور بأن هنالك من "طبطب" على أكتافنا و"حسحس" على رؤوسنا، "طبطبة" المشفق و"حسحسة" المحسن على رأس يتيم.
جاء المقال نوعياً من حيث تأكيد يُتم الأردني، وإعلان ضياع شخصيته الوطنية على يد صانع القرار الدولي وزبانيته واتباعه، جاء المقال صرخة لطالما أراد الأردني أن يطلقها في سماء هذا الواقع الكئيب، هذا الواقع الذي يراد من الأردني فيه أن يكون عربيا عروبيا ملتزما بقضايا الأمة، والأمة تخوِّنه وتنسف تاريخه وتضحياته، أمة لطالما سفهت أحلام الأردني واحتقرت حقه في أن يكون سيد وطنه واعتبرت دماءه ماء.
الأردنيون يتعاملون مع موضوع الهوية بكثير من الفلسفة المنافقة، انظر كتاباتهم في إشكالية الهوية، نفاق مفضوح يقدم الهوية الأردنية قربانا على مذبح الانبطاح الفكري، انظر الى تعاطي من يدعون قيادة الثورة من مراهقي السياسة في الحراك والمعارضة وهم يشتمون وصفي وهزاع وحابس، ويعتبرون الحديث في الهوية ضربا من الفتنة والعنصرية تماما كما جاء في مقال طوقان.
سمعت حديثا دار بين أحد معاتيه حالة الاحتجاج الأردني وبين شاب من فلسطين، يجامل فيه الأول الثاني بقوله إننا ضد الفتنة والعنصرية ونحن شعب واحد لا نقبل أي إشارة تخالف ذلك، فرد عليه الأخير المتمرس في النضال الحقيقي بقوله، اسمع، كلامك هذا سمعناه من كثير من عملاء الداخل والخارج الذين لا يفقهون شيئا من التاريخ ويأخذون الأمر على محمل العته السياسي، قال له، إننا نقدر عاليا ما بيننا من عرى الأخوة لكننا لسنا شعبا وحدا، نحن شعبان شقيقان، فبهت الذي نافق.
قلنا، أن من يريد شرا بفلسطين والأردن، يعمد الى الخلط قصدا أو جهلا بين مفهوم الهوية والمواطنة، قلتها مرارا وتكرارا أن الخلط بين المفهومين سيؤدي الى كارثة تاريخية تضيع بها فلسطين وتلحق بها الأردن، لكن هيهات أن يسمع أحد، قلنا إن تذويب الهوية الأردنية والهوية الفلسطينية سينتج عنه بالضرورة حالة مسخ، تؤدي الى ضياع حق العودة وتصبح المطالبة به ضربا من الطعن في الوحدة الوطنية، فالهوية الأردنية والهوية الفلسطينية هما خط الحياة الذي تقوم عليه الهوية النضالية التي تبقي على حق العودة قائما، لكن، واااااااااه من لكن هذه، لا حياة لمن تنادي.
الاستماع الى شهادات كبار قيادة الجهد الفلسطيني توصلك الى حقيقة مفادها إن الناس لم تكن فلسطين قضيتهم، سمعت أحد كبار قادة منظمة التحرير يطلق عبارة "خيانة غير مقصودة" حينما أراد أن يصف أوسلو!!! وهل يمكن لمنظمة تعاقدت مع الشيطان للتخلص من "الاحتلال الأردني" للضفة أن تقتنع بشيء اسمه "خيانة غير مقصودة"؟ وإذا كانت خيانة، فلماذا ادفع أنا كأردني ثمن كل هذا؟ لماذا يتم حل قضايا انتشار البعوض في أدغال "كوكب المشتري" على حسابي؟ لماذا عليّ أنا وحدي أن احمل مشروع سوريا الكبرى التاريخي على حساب دماء الشهداء وضفائر الأردنيات الحرائر؟ لماذا يتم نحر وصفي مرة أخرى على يد مومس ثم يتم استقبالها في عمان؟ عمان هذه التي قامت على أكتاف الرجال الحقيقيين وليس على أكتاف أبناء السفارات وتجار القضايا!
إذا أراد الفلسطيني مني أن أقول إننا شعب واحد فعليه أن يقدم ضمانة تاريخية بأنني كأردني لست من تسبب في تفريغ فلسطين من أهلها، وإذا أراد الفلسطيني أن أقول إننا شعبان شقيقان ولسنا شعبا واحدا فعليه أن يضمن أن أحدا لن يتهم الأردني بالعنصري.
هاتان حالتان لا ثالث لهما، والرأي عندك أيها الشقيق، أما أن يستمر الحال على أن هويتي هي اللحاف الذي يتدثر به كل صاحب خطيئة في البرد ثم يرمونه عند أرجلهم في الدفء فهذا امر لن يكون. وإبقاء اسمي وتاريخي على رفوف الدكاكين شيء لن اقبله.
أريد أن اسمع أعلانا من الجميع، أن السيادة والشرعية في الأردن هي للهوية الأردنية، فقط الأردنية، أما على سبيل المواطنة، فوالله إن وصول عجوز من أدغال أفريقيا الى رئاسة الحكومة بطريقة قانونية تحسن فيها هذه العجوز الى الأردنيين لهو أحب اليّ من أن يصل ابن أمي الى حكم الأردنيين ثم لا يحسن إليهم. هذا ليخرس من يتهمنا بالعنصرية وبأننا نريد أن يعيش الفلسطيني في الأردن عيشته في لبنان مثلا.
الشعب الأردني والشعب الفلسطيني شعبان عظيمان، لكن المتحدثين باسميهما يمارسون نفاقا مقززا، وخيانة تاريخية فجة، والابتزاز الذي يتعرض له الأردن للمضي قدما في المشروع الجاري تنفيذه يجب – على الأقل – أن يسمى باسمه، وعلى الشعوب، إن كانت صادقة، أن تقول كلمتها، فالأمم لا تنتصر بدموع المهرجانات، والسياسات لا تطبق ببرامج يوتيوب، والهم الوطني لا يحمله مجموعة مستأجرة مكونة من معتوهة "مفحجة" ببنطلون جينز وآخر يجهز السلطة ويناقش الهوية الجامعة.
الجيش الأردني، هذا الكيان الطاهر، يجب ألا يترك تاريخه للحسيني يلوكه ويثني عليه مقدم برنامج مراجعات ويتهكمون على جيشنا وجنودنا الذين سطروا البطولة يوم أن كانت البطولة عملة لا يمتلكها إلا الأردني.
الذي حصل هو أن هنالك خيانة تاريخية قامت بها مجاميع في فصائل فلسطينية على ارض الأردن، لا تنتمي للفدائيين كما أكد ذلك وصفي، وانحناء الحسين لعاصفة الحدث واقتراحه بتشكيل حكومة يرأسها عرفات خطأ تاريخي بحق الأردنيين، يغفره له ما كانت تقوم به عصابات الحكم في بعض العواصم. اليد التي امتدت الى وصفي هي ذاتها التي امتدت الى هزاع، وعلى هذه اليد أن تجرم علنا وتقطع تاريخيا علنا أيضا، والبندقية المعقوفة الى الخلف يجب أن تجد مكانها على رفوف أقرب سوق نخاسة تاريخي، لا أن تبقى مرفوعة كشاهد على سذاجة الأردنيين.
تلقفنا نحن الأردنيين مقال الدكتور عبد الفتاح طوقان الأخير المنشور بتاريخ 1 ديسمبر 2022، بكل دموع الفرحة والشعور بأن هنالك من "طبطب" على أكتافنا و"حسحس" على رؤوسنا، "طبطبة" المشفق و"حسحسة" المحسن على رأس يتيم.
جاء المقال نوعياً من حيث تأكيد يُتم الأردني، وإعلان ضياع شخصيته الوطنية على يد صانع القرار الدولي وزبانيته واتباعه، جاء المقال صرخة لطالما أراد الأردني أن يطلقها في سماء هذا الواقع الكئيب، هذا الواقع الذي يراد من الأردني فيه أن يكون عربيا عروبيا ملتزما بقضايا الأمة، والأمة تخوِّنه وتنسف تاريخه وتضحياته، أمة لطالما سفهت أحلام الأردني واحتقرت حقه في أن يكون سيد وطنه واعتبرت دماءه ماء.
الأردنيون يتعاملون مع موضوع الهوية بكثير من الفلسفة المنافقة، انظر كتاباتهم في إشكالية الهوية، نفاق مفضوح يقدم الهوية الأردنية قربانا على مذبح الانبطاح الفكري، انظر الى تعاطي من يدعون قيادة الثورة من مراهقي السياسة في الحراك والمعارضة وهم يشتمون وصفي وهزاع وحابس، ويعتبرون الحديث في الهوية ضربا من الفتنة والعنصرية تماما كما جاء في مقال طوقان.
سمعت حديثا دار بين أحد معاتيه حالة الاحتجاج الأردني وبين شاب من فلسطين، يجامل فيه الأول الثاني بقوله إننا ضد الفتنة والعنصرية ونحن شعب واحد لا نقبل أي إشارة تخالف ذلك، فرد عليه الأخير المتمرس في النضال الحقيقي بقوله، اسمع، كلامك هذا سمعناه من كثير من عملاء الداخل والخارج الذين لا يفقهون شيئا من التاريخ ويأخذون الأمر على محمل العته السياسي، قال له، إننا نقدر عاليا ما بيننا من عرى الأخوة لكننا لسنا شعبا وحدا، نحن شعبان شقيقان، فبهت الذي نافق.
قلنا، أن من يريد شرا بفلسطين والأردن، يعمد الى الخلط قصدا أو جهلا بين مفهوم الهوية والمواطنة، قلتها مرارا وتكرارا أن الخلط بين المفهومين سيؤدي الى كارثة تاريخية تضيع بها فلسطين وتلحق بها الأردن، لكن هيهات أن يسمع أحد، قلنا إن تذويب الهوية الأردنية والهوية الفلسطينية سينتج عنه بالضرورة حالة مسخ، تؤدي الى ضياع حق العودة وتصبح المطالبة به ضربا من الطعن في الوحدة الوطنية، فالهوية الأردنية والهوية الفلسطينية هما خط الحياة الذي تقوم عليه الهوية النضالية التي تبقي على حق العودة قائما، لكن، واااااااااه من لكن هذه، لا حياة لمن تنادي.
الاستماع الى شهادات كبار قيادة الجهد الفلسطيني توصلك الى حقيقة مفادها إن الناس لم تكن فلسطين قضيتهم، سمعت أحد كبار قادة منظمة التحرير يطلق عبارة "خيانة غير مقصودة" حينما أراد أن يصف أوسلو!!! وهل يمكن لمنظمة تعاقدت مع الشيطان للتخلص من "الاحتلال الأردني" للضفة أن تقتنع بشيء اسمه "خيانة غير مقصودة"؟ وإذا كانت خيانة، فلماذا ادفع أنا كأردني ثمن كل هذا؟ لماذا يتم حل قضايا انتشار البعوض في أدغال "كوكب المشتري" على حسابي؟ لماذا عليّ أنا وحدي أن احمل مشروع سوريا الكبرى التاريخي على حساب دماء الشهداء وضفائر الأردنيات الحرائر؟ لماذا يتم نحر وصفي مرة أخرى على يد مومس ثم يتم استقبالها في عمان؟ عمان هذه التي قامت على أكتاف الرجال الحقيقيين وليس على أكتاف أبناء السفارات وتجار القضايا!
إذا أراد الفلسطيني مني أن أقول إننا شعب واحد فعليه أن يقدم ضمانة تاريخية بأنني كأردني لست من تسبب في تفريغ فلسطين من أهلها، وإذا أراد الفلسطيني أن أقول إننا شعبان شقيقان ولسنا شعبا واحدا فعليه أن يضمن أن أحدا لن يتهم الأردني بالعنصري.
هاتان حالتان لا ثالث لهما، والرأي عندك أيها الشقيق، أما أن يستمر الحال على أن هويتي هي اللحاف الذي يتدثر به كل صاحب خطيئة في البرد ثم يرمونه عند أرجلهم في الدفء فهذا امر لن يكون. وإبقاء اسمي وتاريخي على رفوف الدكاكين شيء لن اقبله.
أريد أن اسمع أعلانا من الجميع، أن السيادة والشرعية في الأردن هي للهوية الأردنية، فقط الأردنية، أما على سبيل المواطنة، فوالله إن وصول عجوز من أدغال أفريقيا الى رئاسة الحكومة بطريقة قانونية تحسن فيها هذه العجوز الى الأردنيين لهو أحب اليّ من أن يصل ابن أمي الى حكم الأردنيين ثم لا يحسن إليهم. هذا ليخرس من يتهمنا بالعنصرية وبأننا نريد أن يعيش الفلسطيني في الأردن عيشته في لبنان مثلا.
الشعب الأردني والشعب الفلسطيني شعبان عظيمان، لكن المتحدثين باسميهما يمارسون نفاقا مقززا، وخيانة تاريخية فجة، والابتزاز الذي يتعرض له الأردن للمضي قدما في المشروع الجاري تنفيذه يجب – على الأقل – أن يسمى باسمه، وعلى الشعوب، إن كانت صادقة، أن تقول كلمتها، فالأمم لا تنتصر بدموع المهرجانات، والسياسات لا تطبق ببرامج يوتيوب، والهم الوطني لا يحمله مجموعة مستأجرة مكونة من معتوهة "مفحجة" ببنطلون جينز وآخر يجهز السلطة ويناقش الهوية الجامعة.
الجيش الأردني، هذا الكيان الطاهر، يجب ألا يترك تاريخه للحسيني يلوكه ويثني عليه مقدم برنامج مراجعات ويتهكمون على جيشنا وجنودنا الذين سطروا البطولة يوم أن كانت البطولة عملة لا يمتلكها إلا الأردني.
الذي حصل هو أن هنالك خيانة تاريخية قامت بها مجاميع في فصائل فلسطينية على ارض الأردن، لا تنتمي للفدائيين كما أكد ذلك وصفي، وانحناء الحسين لعاصفة الحدث واقتراحه بتشكيل حكومة يرأسها عرفات خطأ تاريخي بحق الأردنيين، يغفره له ما كانت تقوم به عصابات الحكم في بعض العواصم. اليد التي امتدت الى وصفي هي ذاتها التي امتدت الى هزاع، وعلى هذه اليد أن تجرم علنا وتقطع تاريخيا علنا أيضا، والبندقية المعقوفة الى الخلف يجب أن تجد مكانها على رفوف أقرب سوق نخاسة تاريخي، لا أن تبقى مرفوعة كشاهد على سذاجة الأردنيين.
نيسان ـ نشر في 2022-12-06 الساعة 11:22
رأي: الدكتور عمر كامل السواعدة كاتب وخبير قانوني