قطر والسعودية .. عام مميز
سميح المعايطة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2022-12-12 الساعة 07:55
نيسان ـ بعيدا عن الأبعاد الداخلية لكلا البلدين فإن هذا العام حمل عربيا واقليميا خطوات مهمة من الأشقاء في السعودية وقطر.
السعودية التي كانت منذ جاءت إدارة بايدن تشعر بالضيق من الموقف السلبي لهذه الادارة تجاه القيادة السعودية، وكانت تتعامل مع وجود إدارة الديمقراطيين باعتبارها كابوسا وتنتظر مرور السنوات لمغادرته استطاعت استثمار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية باقتدار سياسي مستغلة ما تملك من مكانة في سوق النفط العالمي، وأيضا ما سبق ونسجته من علاقات قوية مع روسيا والصين، استغلت هذه الأمور بذكاء جعلها تتخلص من التأثيرات السلبية لإدارة بايدن بل وتجبر بايدن على القدوم للسعودية لطلب عون ومساعدة السعودية في ملف نفط أوروبا، فجاء بايدن وأغلق ملفات مفتوحة كانت محل خلاف، ثم عاد إلى واشنطن دون تحقيق معظم مطالبه، لكن السعودية التي استضافت قمة عربية أميركية في حزيران اكتسبت حضورا مهما وعلى حساب إدارة الديمقراطيين.
وقبل أيام كانت الرياض تستضيف الصين في قمم ثلاثة مشابهة للقمم خلال زيارة بايدن، والصين القطب الاقتصادي المهم جدا في العالم وخصم أميركا في عدة ملفات والحليف الأبرز لروسيا، زيارة ليس المهم فيها الاتفاقات الاقتصادية على أهميتها لكن مسار امتلاك الخيارات كان الأبرز.
أميركا هي الحليف الابرز لدول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج، والصين وروسيا ليست بديلا عن هذا التحالف لكن ما سجلته السعودية أنها تقود حالة عربية وخليجية لخدمة مصالحها مع أقطاب اقتصادية وسياسية أخرى، وهي علاقات أعلن بايدن في جدة قبل شهور أنها من أخطاء أميركا أنها أعطت مساحات لروسيا والصين للتمدد في المنطقة، وزيارة الرئيس الصيني تكريس للخطأ الأميركي.
السعودية دولة مهمة قبل هذا لكن ما فعلته القيادة السعودية هذا العام هو استثمار الواقع الدولي سياسيا واقتصاديا تجاه تحولها إلى قوة إقليمية مؤثرة في الحالة الدولية.
أما قطر فالأمر ليس نجاحا في تنظيم كأس العالم فقط بل قدمت نفسها نموذجا إنسانيا وإداريا وتنظيميا لم يسبقها أحد إلى بناء هذا النموذج، أدارت هذه المرحلة المهمة بحكمة وجيرت كل العالم للوقوف معها حتى في المعارك التي أرادت بعض القوى التشويش بها على قطر لأهداف مختلفة.
قطر تملك المال لكن دولا عديدة في العالم تملكه لكنها استثمرت هذا المال لوضع نفسها على خريطة الدول المميزة في إدارة المناسبات الدولية الأهم، لأن الرياضة وكرة القدم تجلب انتباه الشعوب أكثر من كل القضايا حتى الحروب.
قطر لم تكن تنافس دول الإقليم لكنها صنعت لنفسها صورة على مستوى شعوب العالم، صورة استثمرت فيها وجود نجوم العالم على أرضها فأصبحت قطر عنوانا يعرفه الجميع، ولعل قطر التي انغمست سياسيا في ملفات الإقليم منذ سنوات طويلة قد حققت عبر تميزها في تنظيم كأس العالم عشرات أضعاف ما أرادته عبر السياسة.
مع نهاية كل عام يتحدثون عن الشخصيات والأحداث الأبرز لكن قطر والسعودية هو الأبرز ليس على مستوى الإقليم بل في ملفات العالم حققتا أهدافا كبرى من النوع الذي يسجل في تاريخ كل دولة وليست خطوات آنية أو مرحلية.
(الغد)
السعودية التي كانت منذ جاءت إدارة بايدن تشعر بالضيق من الموقف السلبي لهذه الادارة تجاه القيادة السعودية، وكانت تتعامل مع وجود إدارة الديمقراطيين باعتبارها كابوسا وتنتظر مرور السنوات لمغادرته استطاعت استثمار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية باقتدار سياسي مستغلة ما تملك من مكانة في سوق النفط العالمي، وأيضا ما سبق ونسجته من علاقات قوية مع روسيا والصين، استغلت هذه الأمور بذكاء جعلها تتخلص من التأثيرات السلبية لإدارة بايدن بل وتجبر بايدن على القدوم للسعودية لطلب عون ومساعدة السعودية في ملف نفط أوروبا، فجاء بايدن وأغلق ملفات مفتوحة كانت محل خلاف، ثم عاد إلى واشنطن دون تحقيق معظم مطالبه، لكن السعودية التي استضافت قمة عربية أميركية في حزيران اكتسبت حضورا مهما وعلى حساب إدارة الديمقراطيين.
وقبل أيام كانت الرياض تستضيف الصين في قمم ثلاثة مشابهة للقمم خلال زيارة بايدن، والصين القطب الاقتصادي المهم جدا في العالم وخصم أميركا في عدة ملفات والحليف الأبرز لروسيا، زيارة ليس المهم فيها الاتفاقات الاقتصادية على أهميتها لكن مسار امتلاك الخيارات كان الأبرز.
أميركا هي الحليف الابرز لدول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج، والصين وروسيا ليست بديلا عن هذا التحالف لكن ما سجلته السعودية أنها تقود حالة عربية وخليجية لخدمة مصالحها مع أقطاب اقتصادية وسياسية أخرى، وهي علاقات أعلن بايدن في جدة قبل شهور أنها من أخطاء أميركا أنها أعطت مساحات لروسيا والصين للتمدد في المنطقة، وزيارة الرئيس الصيني تكريس للخطأ الأميركي.
السعودية دولة مهمة قبل هذا لكن ما فعلته القيادة السعودية هذا العام هو استثمار الواقع الدولي سياسيا واقتصاديا تجاه تحولها إلى قوة إقليمية مؤثرة في الحالة الدولية.
أما قطر فالأمر ليس نجاحا في تنظيم كأس العالم فقط بل قدمت نفسها نموذجا إنسانيا وإداريا وتنظيميا لم يسبقها أحد إلى بناء هذا النموذج، أدارت هذه المرحلة المهمة بحكمة وجيرت كل العالم للوقوف معها حتى في المعارك التي أرادت بعض القوى التشويش بها على قطر لأهداف مختلفة.
قطر تملك المال لكن دولا عديدة في العالم تملكه لكنها استثمرت هذا المال لوضع نفسها على خريطة الدول المميزة في إدارة المناسبات الدولية الأهم، لأن الرياضة وكرة القدم تجلب انتباه الشعوب أكثر من كل القضايا حتى الحروب.
قطر لم تكن تنافس دول الإقليم لكنها صنعت لنفسها صورة على مستوى شعوب العالم، صورة استثمرت فيها وجود نجوم العالم على أرضها فأصبحت قطر عنوانا يعرفه الجميع، ولعل قطر التي انغمست سياسيا في ملفات الإقليم منذ سنوات طويلة قد حققت عبر تميزها في تنظيم كأس العالم عشرات أضعاف ما أرادته عبر السياسة.
مع نهاية كل عام يتحدثون عن الشخصيات والأحداث الأبرز لكن قطر والسعودية هو الأبرز ليس على مستوى الإقليم بل في ملفات العالم حققتا أهدافا كبرى من النوع الذي يسجل في تاريخ كل دولة وليست خطوات آنية أو مرحلية.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2022-12-12 الساعة 07:55
رأي: سميح المعايطة كاتب أردني