اتصل بنا
 

من قطر .. فرح يليق بنا

نيسان ـ نشر في 2022-12-13 الساعة 08:22

نيسان ـ نحتاجها، ومن يقول غير ذلك فهو يجافي الحقيقة، نعم نحتاجها تلك الفرحة التي شعرنا بها جميعا في الدول العربية، دون وقوف عند جغرافيا المكان والقارّة، ودون وقوف عند قرب المسافات أو بعدها، فهي هديّة المملكة المغربية للأمة العربية التي تحتاج بالفعل الفرح، وتحتاج للشعور بالانتصار سيما وأن كرة القدم لكل قارئ لتاريخها يدرك جيدا أنها ليست مجرد لعبة، وهكذا كانت في دورتها الحالية ليست مجرد لعبة، فقد أخذت من عبق الأرض العربية التي تقام عليها شكلا مختلفا وهالة تشعّ بنور لم يشهده المونديال بتاريخه.
الأمة العربية، يليق بها الفرح والفخر والاعتزاز بفوز سجّلته يد التاريخ بأحرف من نور، فوز سطع بريقه في كل سماء الوطن العربي، وغدا شمسا لا ولن تغيب في مسيرتنا العربية، ليس فقط رياضيا إنما بكل تفاصيل حياتنا، ففي لحظة واحدة عاش الوطن العربي فرحة صادقة فرحة من قلوبنا داخلها وخارجها، فرحة وحّدت العالم العربي، ولفّت بجماليتها ديارنا العربية كافة بنبض واحد هتفنا بلسان حال واحد «الله أكبر»، صرخت حناجرنا بكل حبّ الكون هنيئا للمغرب وللأمة العربية هذا الفوز.
لا يمكن أن نغمض أعيينا على أن مونديال 2022 مختلف، بنكهة عربية، لم تغب فيه فلسطين وحضرت بكل تفاصيله، وارتفع علمها، في انتصار لفلسطين لم يشهده العالم يوما، وارتفع علمها عند فوز المغرب، وكأن العرب يقولون للعالم فلسطين حاضرة في فرحنا وانتصاراتنا، وفي ذلك رسالة بأن النصر قادم وإن طال الزمن، وانتصر العرب لفلسطين في رفض أي مواطن إجراء مقابلات صحفية مع إعلام الاحتلال الإسرائيلي، ليعزز العرب مبدأ أننا أمّة عربية واحدة ألمنا وفرحنا واحد.
مونديال قطر، الذي أخرجته بصورة لن يتمكن أحد من اللحاق بها من تجهيزات هي الأفضل بتاريخ المونديال، ووفق تصريحات عالمية لخبراء رياضيين، من سيستضيفه في دورته القادمة، سيواجه صعوبة تجاوز ما قامت به قطر من تجهيزات عظيمة، لتتفوق بذلك وبجدارة، وتقدّم شهادة موقعة من دول العالم كافة أننا أمة عربية قادرة على التميز والإبداع، والإنجاز، ليكون بالفعل علامة فارقة بتاريخ رياضة كرة القدم عربيا ودوليا.
أيام مختلفة، تعيش بها الدول العربية كافة، أفراحا نحتاجها، وننتظرها لتغيّر من نمط حياة غلب عليها طابع السلبية، ليمنحنا المونديال وفوز المغرب ومن قبله فوز الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية على الأرجنتين كل ذلك يمنحنا فرحا ونشوة الانتصارات تليق بنا ونحتاجها الأمة العربية على امتداد مدنها وقراها، فنحن أمة يليق بها الفرح.
من قطر، فرح يليق بنا، كثيرون نشكرهم عليه، وعلى ما منحوه لأيامنا من طاقة ايجابية، ومن قضية فلسطين ركيزة عربية لليوم وغدا، وحتى النصر، من قطر دلالات ورسائل وإشارات وحّدت قلوبنا وعقولنا، ووجهت بوصلة اهتماماتنا لجهة واحدة لا نريد منها سوى النصر والفوز للمغرب العربي، وللأمة العربية، وكسرت جدران الجليد أمام أحلامنا بأن الفوز ممكنا وأننا أمّة قادرة.
(الدستور)

نيسان ـ نشر في 2022-12-13 الساعة 08:22


رأي: نيفين عبدالهادي

الكلمات الأكثر بحثاً