لا تقصفوا الناس بصواريخ الفقر البالستية.. ارفعوا أجور القطاع العام

نيسان ـ إبراهيم قبيلات
‏لا يكفي المطالبة بتخفيض أسعار المحروقات نحن أيضا بحاجة إلى رفع الأجور.
أنا لا أقول رفع الحد الأدنى الأجور، ليس هذا وحسب بل رفع كل الأجور، سواء العاملين في القطاع العام أو القطاع الخاص.
التضخم يأكل الأسواق ما يفرض على سياسة الدولة الاقتصادية والاجتماعية ‏بل والامنية أن ترفع الحد الأدنى للأجور، وأن ترفع أيضاً الأجور للقطاعين العام والخاص.
نحن هنا لا نتحدث عن مطلب مالي فقط. ما على صانع القرار أن يعرفه، وهو يعرفه أن الأمر يتعلق ‏بالأمن الاجتماعي والأمن السياسي أيضا.
‏يمكن أن أطمئن الدولة أنها إن هي لم ترفع الأجور لن ترى الناس في الشوارع، لكنها سترى الكثير منهم ‏على شكل خارجين عن القانون، ‏على شكل جرائم لم نكن نسمع عنها من قبل، وآخرها الفتاة التي قتلت أسرتها وجرحت بالرصاص والساطور .
أزعم أن هذه الجريمة لم تكن لتقع لو أن المجتمع يشعر بالراحة والاسترخاء التربوي والمالي والاكاديمي، وهي قطاعات تعاني من تضخم هائل.
ربما كنا نرى شيئا آخر، لكن على هذا الشكل الجرمي، وهذا التدمير الممنهج اجتماعياً لنا فإن هذا كله يجب أن يستدعي صانع القرار للتوقف أمامه ملياً، وهو يقول لقد أخطأت. والأهم بدء المعالجة. وانا وانت نعلم انه لن يفعل اي شيء.
‏بعض المظاهر ‏والتداعيات لسياسات الدولة لا تقاس بالورقة والقلم، ولا تقاس بالأرقام ولا تحسب ولا نراها على شاشة الحاسبات الآلية.
هي مظاهر اجتماعية على شكل جرائم مخفية وغير مخفية، هي ظاهرة للجميع أو مخيفة عنهم.
المخيف أن يقصفونا بصواريخ الفقر البالستية، ‏وأن يرموا فوق رؤوسنا قنابل نووية، لكن ليست كما القنابل النووية المعروفة، إنها قنابل من فقر وعوز وجهل، وثقافة تافهة يجري تعميمها على الجميع.