اتصل بنا
 

لم نتعلم من التجربة.. الجرح مفتوح للذباب والجراثيم

نيسان ـ نشر في 2022-12-24 الساعة 20:37

لم نتعلم من التجربة.. الجرح مفتوح
نيسان ـ محرر الشؤون المحلية
كأن القوم رضوا من الغنيمة بالإياب. أطلقوا سراح المعتقلين حتى نصمت.
ألا ترون معي أن المناخات السياسية التي تحيط بنا تشبه الى حد بعيد مناخ الطقس، في الظهيرة طقس رائع، لكنك إن دخلت البيت وجدت ما لا يسرك من البرد.
هذا نحن، وقد دخلنا بيتنا الأردني، بارد قلبه كثلاجة، متفرق شتاته كشظايا قنبلة، يجرح كزجاج، في بيتنا لا نجد ما يسرنا.
توشك موقعة إضراب الشاحنات ان تنتهي، حتى أراد منها أصحابها الإفراج عمن اعتقلوا فيها، فمن يفرج عمن سقطوا فيها؟.
هذه خسارة لن يحسبها الا من اكتوى بنارها، ووحدهم ذوو من غادرونا سيعيشونها دقيقة بدقيقة، ربما نكرّم الامهات، ونودع الشهداء في ذاكرة الوطن باسمائهم.
لكن ماذا عن اليتامى؟ ماذا عمن سقط على مذبح الحكاية، ما ذنبه وقد سقط، هل دمه بالمجان؟
اسأل لأني أعلم أننا لم نتعلم من التجربة، نحن الرسميين ونحن الشعب، وما يشعرك بالرعب أن الجرح لم يشف، هو مفتوح للذباب، ولكل أنواع الجراثيم والفايروسات.
اسأل لأننا نعلم أن عدواً صهيونياً يجهز اليوم سكينه ليذبح، خشب السكين عربي، ونصله عربي، والجسد أيضاً، فقط اليد التي تمسك بالسكين هي صهيونية.
أما نحن فمشغولون بفقرنا، مشغولون بعجزنا، بالشلل الذي أصاب أطرافنا الاربعة، بعنصريتنا التي كلما انطفأت نفخ في دخانها العدو.
لقد صدق فينا ظن عدونا، وصدق فينا ظن فاسدنا، وصدق فينا ظن كل شياطين الأرض، وكأن الحمقمنصنعرؤوسنا.

نيسان ـ نشر في 2022-12-24 الساعة 20:37

الكلمات الأكثر بحثاً