اتصل بنا
 

استدعاء واشنطن لزيلينسكي، ماذا يعني ؟

نيسان ـ نشر في 2022-12-25 الساعة 09:13

نيسان ـ ترفض واشنطن ان تشجع (كييف -زيلينسكي) على قبول سلام الأمر الواقع مع روسيا ، بحيث تعترف و يعترف الغرب معها بسيادة روسيا الاتحادية على الاقاليم الاوكرانية السابقة الخمسة (لوغانسك ، و دونيتسك " الدونباس " ، و زاباروجا ، و جناح من خيرسون ) ، و ترفض الاعتراف كما (كييف) بالنصر الروسي الواضح وضوح الشمس ، خاصة بعد ثبوت عدم جدوى تكديس السلاح الغربي القادم من وسط حلف ( الناتو) المعادي لروسيا تجاه الاراضي الاوكرانية الغربية ، و المال الملياري الاسود كذلك الذي يقارب المائة مليار و على دفعات ، كان اخرها تقديم مليار و ثمانمائة مليون دولار لنظام اوكرانيا الغربي قبيل استدعاء الرئيس فلاديمير زيلينسكي الذي يطالب بتزويد بلاده بنظام (باتريوت) الصاروخي الدفاعي لمواجهة الهجوم الصاروخي الروسي المتكرر ، و ظهر زيلينسكي يقدم للرئيس الامريكي جو بايدن وسام الاستحقاق العسكري لضابط اوكراني اجاد استخدام منظومة صواريخ ( هيمارس ) الامريكية ، فماذا يريد بايدن من زيلينسكي ؟ و ما ذا يريد زيلينسكي من بايدن ؟ و من كتب سيناريو الحرب الاوكرانية غيرهما و الغرب لاسباب تتجاوز سيادة اوكرانيا على اراضيها لتصل لمرحلة استنزاف خزائن الغرب المالية اولا ، و استنزاف روسيا من زاوية عدم الرغبة بوجودها ناهضة عسكريا و اقتصاديا و سياسيا و على مستوى القانون الدولي ، لاستمرار الحرب الباردة و سباق التسلح ، و تجار السلاح في الغرب يراقبون المشهد ، و اجراء غربي نفطي بتحديد سقف سعر النفط الروسي ب (60) دولار يصب بنفس الاتجاه .
ولقد ثبت فشل تمسك الغرب بالتفسيرات الخاطئة لمعاهدة (جنيف ) الخاصة بشؤون الاحتلال لعام 1949، في زمن تحركت فيه العملية العسكرية الروسية الدفاعية ، الاستباقية ، التحريرية ، غير الاحتلالية بتاريخ 24 شباط 2022 ، و الهادفة لحماية سكان شرق و جنوب اوكرانيا الروس و الاوكران الناطقين بالروسية و الاقرب جيوسياسيا لروسيا الاتحادية ، و ديموغرافيا ايضا ، و البالغ تعدادهم قرابة 7 ملايين انسان ، وشتان بين الاحتلال و التحرير و اعادة البناء و الدفاع عن السيادة بالنسبة لروسيا ، و لا وجود لاحتلال عبر صناديق الاقتراع و الرقابة الدولية و تحت حماية عسكرية روسية ، و المؤامرة الامريكية و الغربية لم تمر ، و كانت روسيا لها بالمرصاد ، وهي اول من اكتشفت الخيوط الغربية وسط الثورات البرتقالية بواسطة اجهزتها اللوجستية و اثناء انقلاب ( كييف ) عام 2014 و قتها بهدف اقتلاع الحضور الروسي من جذوره بعدما تخلصوا من اخر رئيس اوكراني موالي لروسيا مثل فيكتور يونوكوفيج ، و بعدما نشروا اكثر من 30 مركزا بيولوجيا ضارا بسكان البلاد السوفيتية السابقة و روسيا ، و بعد ان هندسوا قنبلة نووية قريبة من الحدود الروسية ، و اخرى نووية منخفضة القوة ، و التطاول على القرى و المدن الروسية الحدودية ، و اغتيال الصحفية الروسية داريا غودينا ، و تفجير خط الغاز الروسي ( نورد ستريم 2) في مياه بحر البلطيق ، و تكرار التفجير ليصيب جسر القرم ، و استخدام طائرات مسيرة لتصل الى العمق الروسي ، و الاساءة لأسير الحرب الروسي ، و اقتراح غبي لرئيس وزراء بريطانيا الذكي السابق باريس جونسون مفاده بأن حصول ( كييف ) على صواريخ بعيدة المدى ستضع نهاية للحرب ، غافلا القوة العسكرية الروسية الجبارة ، وها هو- آلان جويليت رئيس الاستخبارات الاقتصادية الفرنسية السابق يصرح ( لموندافريكيو) بأن الروس بارعون في القتال لأنهم شجعان.
ولقد نسيت امريكا ، و تناست ( كييف ) معها بأن شبكة صورايخ ( الباترويت) الامريكية لم تحل مشكلة وجود ترسانة السلاح الكيميائي للجيش العربي السوري قبيل عام 2015 مثلا ،و فقط عولجت بعد تدخل روسيا الاتحادية و عبر جلسات ( جنيف ) و استقطاب امريكا ، و العمل على تفكيك السلاح الكيميائي السوري و تسليمه لامريكا في البحر الابيض المتوسط ، و تصريح جديد للرئيس بوتين بأن جاهزية بلاده فوق النووية وصلت الى 91% ، مما يعني بأن لا وقت للمزاح مع روسيا ، و يصعب تحقيق نصر عليها بقوة السلاح التقليدي ، و لا حتى عبر القانون الدولي الذي تفسره روسيا بصورة مختلفة عن عموم الغرب مجتمعا ، ولا مصلحة للغرب في حرب نووية مدمرة له اولا ، فمن يدير السياسة في امريكا ، و كيف ؟ وهنا لا ننسى دور مؤسسة ( الايباك ) اليهودية ، و التي هي صهيونية ، و تأثير جهاز ( البتاغون ) الاستخباري المعادي لروسيا اكثر من عداء السياسيين الاميركان و معهم ساسة الغرب و في مقدمتهم البريطانيين ، و الكونغرس الامريكي (مجلس الشيوخ ) ليس سهلا و يتمتعون بدمغة صهيونية واضحة ، و الاصل ان يدير الساسة في امريكا و ليس تجار السلاح و اصحاب رؤوس الاموال السوداء من الاثرياء.
وكلام جريء استمعت اليه من خلال مقابلة للدكتور هاني البدري مع الوزير و السفير الاسبق مروان المعشر ، قال فيها بأن الولايات المتحدة الامريكية لا تريد الاصلاح هنا في الاردن و لا في اي مكان اخر في العالم ، و بأن لديها مصالحًا تريد القيام بها ، و الوزير المعشر تحدث بوجود معلومات لدية باعتباره خبيرا في الشأن الأمريكي منذ 30 عاما ، و بأن المصالح الخارجية الامريكية تطغى على الاصلاح لديها ، ومن هنا بإمكاني ان استقي ( و الكلام هنا لي ) بأنه لا يجوز المراهنة على الدور الامريكي في العالم ،و على شفافيته وسط الحرب الاوكرانية خارج المصالح الامريكية الاستراتيجية بعيدة المدى التي حولت الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي لطعم لسنارة بلاده امريكا العظمى ، و حولت الشعب الاوكراني وكما قال الرئيس بوتين لوقود من اجل مواجهة روسيا ، و بدأت امريكا الان و رغم التصفيق لزيلينسكي في واشنطن كما فعل الاتحاد الاوروبي سابقا ،و رغم ان حرسه الشخصي غربيون ، بالتشكيك بقدراته في مواجهة روسيا - بوتين ، و مرحلة الحرب ، بالبحث عن شخصية قيادية اوكرانية غربية اعلن عنها ضابط المخابرات الامريكية المتقاعد (سكوت ريتر ) و رشح القائد العام للقوات الاوكرانية (فاليري زالوجني )، والحل الأمثل أن يختار الشعب الأوكراني (الغربي) رئيسًا منسجمًا مع موسكو وطاردًا للحضور الغربي بقيادة (الناتو) على غرار فيكتور يونوكوفيج، فلتتحرك صناديق الاقتراع في (كييف) من تحت الظلام.
والنتيجة الممكن الوصول إليها هنا هي ان امريكا قائدة الغرب و حلف ( الناتو) ليس لديها حلولا ناجعة خارج الاعتراف لروسيا الى جانب ( كييف- زيلينسكي ) بسلام الامر الواقع خارج موضوع ضم روسيا للاقاليم الخمسة بقوة صناديق الاقتراع و الرقابة الدولية ، و بأن تجديفها صوب تزويد ( كييف ) التي يقودها التيار البنديري و الازوفي المتطرف بمزيد من السلاح و المال الاسود (الذي لا يرتكز على مصادر طبيعية ) محض سراب ، و ان اوان امريكا و معها الغرب و غرب اوكرانيا ان يعودوا لرشدهم ، و ليفتحوا ابواب الحوار و السلام وصولا لتنمية عالمية شاملة مفيدة للبشرية جمعاء.

نيسان ـ نشر في 2022-12-25 الساعة 09:13


رأي: د.حسام العتوم

الكلمات الأكثر بحثاً