خمسة أنواع من الأعشاب تمدك بالطاقة
نيسان ـ نيسان ـ نشر في 2015-10-21
في بعض الأحيان، قد تحسين بأن مستوى طاقتك انخفض وتحتاجين إلى جرعة إضافية من الطاقة للقيام بأشغالك. ويحدث هذا خصوصاً في فترات الإجهاد والإرهاق أو في أوقات المرض والتعب.
نقترح عليك في هذا المقال خمسة أنواع من الأعشاب والنبتات التي تمنحك رصيداً إضافياً من القوة والنشاط.
عشبة الجنسنج Ginseng للتخلص من آثار التعب والإرهاق :
نبتة الجنسج مشهورة في آسيا منذ القدم باستعمالاتها في مجال الطب الشعبي، وهي تستخدم كمزود للطاقة منذ أزيد من 7 آلاف سنة. وتعني كلمة جنسنج (باللغة الانجليزية ginseng) جذر الرجل، وقد سميت هذه النبتة بهذا الاسم نظراً لكونها تشبه في شكلها رجل الرجل إلى حد كبير.
وتظهر نتائج اختبار أجري على عينة مكونة من 90 شخصاً (أغلبهم إناث) المفعول المزود بالطاقة لهذا العشب. حيث كان هؤلاء الأشخاص يعانون من فرط في النوم والتعب لأسباب مجهولة، ويمضون معظم أوقات نهارهم متكاسلين، كما أنهم ينامون لساعات طويلة جداً. وقام الباحثون بإعطاء هؤلاء الأشخاص مقادير من المستخلص الكحولي للجنسنج تتراوح ما بين 1 و2 غرامات كعلاج بديل لمدة 4 أسابيع. وبينت النتائج أن الأشخاص الذين أخذوا مقدار 2 غرام من المستخلص الكحولي للجنسنج أحسوا بتحسن ملموس، حيث أنهم تخلصوا من آثار الكسل والتعب الذي كان يسيطر عليهم طوال يومهم.
ولتحديد الأسباب الكامنة وراء المفعول الإيجابي للجنسنج في مقاومة التعب والإرهاق، أجرى فريق من الخبراء سنة 2010 بعض التجارب على عينة من الفئران. وتوصل فريق البحث إلى أن مفعول الجنسنج يرجع إلى نسبة تركيز السكريات الحمضية المرتفعة التي يحتوي عليها.
وأظهر الجنسنج فعاليته في الحد من الإرهاق الناتج عن مرض السرطان (حسب دراسة أجريت سنة 2004)، كما أثبت فعاليته في علاج بعض الاضطرابات التي تصيب الجهاز الهضمي، والقدرة الجنسية. ويمكن تناول هذه النبتة طازجة أو مطبوخة، كما يمكن طحنها وتناول مسحوقها. وتبقى الإشارة إلى أنه يجدر بالنساء الحوامل الابتعاد عن تناول هذه المادة.
تساعد جوزة الكولا Kola على تحفيز أداء الجهاز العصبي :
تنتشر نبتة الكولا في المناطق الاستوائية بإفريقيا، وقد كانت تستعمل منذ آلاف السنين كمقاوم للإرهاق والتعب الجسدي والفكري، وكمخفف من آثار الاكتئاب.
ويعزى المفعول المحفز الذي يفرزه مضغ جوزة الكولا على الجهاز العصبي إلى كون هذا النبات غنياً بمادة الكافيين، المعروفة بقدراتها المنبهة والمقاومة لآثار لتعب على المدى القصير. كما أن الجرعات القوية من الكافيين تضاهي في فعالياتها أقوى المنبهات المركبة التي يصفها الأطباء في حالات الإرهاق.
ويمكن تناول على عدة أشكال. فمثلا يمكنك أخذ ما بين 2 إلى 6 غرامات يومياً من مسحوق الكولا المجفف. كما يمكن غلي ما بين 1 و 3 غرامات من هذا المسحوق في 150 مل من الماء لمدة 10 دقائق، ثم شرب ما بين كأس واحد و 3 كؤوس يومياً. أو يمكن شرب سائل الكولا المنقوعة في الكحول.
وتجدر الإشارة إلى أن كمية الكافيين التي تحتوي عليها الكولا يمكن أن تسبب الأرق والعصبية واضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي. وإذا تم تناول الكافيين بكميات كبيرة، يمكنه أن يؤدي إلى حدوث غثيان وحالات قيء، وارتفاع ضغط الدم والصداع إلى غيرها من المضار. كما أن استهلاكها بكثرة يؤدي إلى الإدمان عليها.
نبتة "رهوديولا Rhodiole "علاج فعال ضد التعب الناتج عن الإجهاد :
تنتشر نبتة "رهوديولا" في القطب الشمالي وفي بعض مناطق أوربا. ولهذه النبتة استخدامات صحية عديدة، فهي تساعد على زيادة القوة الجسمانية، كما أنها تعمل على تقوية الذاكرة, وتحسن وظائف الجهاز المناعي وغيرها. وينتشر استخدام مستخلص الرهوديولا في كل من السويد وروسيا للحد من آثار التعب الناتج عن الإرهاق. ويستعمل هذا المستخلص خصوصاً في حالات الاكتئاب وانخفاض التركيز واضطرابات النوم وكذا حالات اضطراب النوم والذاكرة.
وقد أجرى بعض الباحثين اختبارات على مجموعة من الأشخاص يعانون من التعب الناتج عن الإجهاد، حيث قاموا بعلاج نصفهم باستخدام مستخلص الرهوديولا، فيما تم علاج النصف الآخر اعتماداً على أدوية بديلة. وبعد مرور 4 أسابيع، لوحظ أن الأشخاص الذين تناولوا الرهوديولا تحسنت وضعيتهم الصحية، وتخلصوا من معظم أعراض الإعياء والاكتئاب كما أن مستوى هرمون الكورتزول المسؤول عن الإجهاد سجل لديهم انخفاضا ملحوظا.
يتبين إذن أن لدى هذه النبتة مفعولا قوياً للتخفيف من الإعياء والإجهاد. ويوجد مسحوقها على شكل كبسولات وأقراص صلبة، وينصح بتناول ما بين 100 و300 ملغرام مرتين في اليوم الواحد. ويفضل تناول هذا الدواء قبل وجبة الأكل بحوالي نصف ساعة، وتفادي أخذه في أوقات متأخرة من الليل، لأن ذلك قد يسبب اضطرابات في النوم.
تساعد نبتة "حشيشة الملاك Angélique" الصينية على رفع الأداء والقدرة الرياضية :
تستعمل نبتة "حشيشة الملاك" (أنجليكا) الصينية في حالات التعب والإرهاق بشكل واسع عند الصينيين. وللتأكد من فعالية هذه النبتة في التخلص من العياء وزيادة القوة الجسمانية، أجرى فريق من الباحثين مجموعة من التجارب على بعض الفئران، حيث تم وضع نصف العينة تحت تدريب رياضي مع أخذ بعض الجرعات من نبتة "حشيشة الملاك"، فيما تم ترك النصف الآخر دون أي نشاط. وخلصت هذه الاختبارات إلى أن الفئران التي كانت تستهلك "حشيشة الملاك" أصبحت قادرة على السباحة لمدة أطول، كما أن نسبة الغلوكوز في دمها مرتفع بالمقارن مع الفئران الأخرى.
وقد أثبتت هذه النبتة فعاليتها أيضاً في علاج الصداع النصفي وتسكين الانفعالات الحادة وكذا تقوية وظائف الكبد. وينصح بتناول ما بين غرام واحد وغرامين من مسحوق جذر الأنجليكا المجفف على شكل كبسولات أو مشروب، ثلاث مرات يومياً. وتجدر الإشارة إلى أن المرأة الحامل تنصح بعدم "تناول حشيشة الملاك"، لأنها مدرة للحيض وقد تؤدي إلى الإجهاض المبكر.
يساهم الشاي Thé في التخفيف من وطأة الإرهاق المزمن :
يعتبر مشروب الشاي ثاني السوائل الأكثر استهلاكاً في العالم بعد الماء. ويحتوي الشاي على نسبة مهمة من المواد المضادة للأكسدة، والتي تحمي خلايا الجسم من الترسبات الضارة. ويعتبر هذا المشروب أيضاً من بين المشروبات المحفزة والمنبهة وذلك بفضل احتوائه على مادة الكافيين (والتي تسمى في هذه الحالة بالتايين).
ولقياس مدى تأثير الشاي التحفيزي، أجرت فرقة من الباحثين اختبارات على مجموعة من الأشخاص العاملين يشربون مشروبات مختلفة، ومن بينها الشاي، وذلك على مدى عشرة أيام. وقد بينت النتائج أن الأشخاص الذين يشربون الشاي يتميزون بفعالية وإنتاجية مرتفعتين في العمل، ولا يعانون كثيراً من التعب والإرهاق، وخصوصاً إذا تم شربه دون إضافة السكر أو الحليب. لكن تناوله قد يعيق الحظوة بالراحة خلال الليل.
وعلى العموم، فإن الأبحاث تشير إلى أن الشاي، والشاي الأخضر بالخصوص، له تأثير فعال ضد التعب المزمن كما أنه يحد من تأثير الإرهاق على المدى القصير. وإذا كان الشاي الأخضر يتميز باحتوائه على نسبة مرتفعة من المواد المضادة للأكسدة، فإنه في المقابل لا يحتوي على كمية مرتفعة من مادة الكافيين على عكس الشاي الأسود، إذن يجب اختيار نوع الشاي بحسب النتائج المتوخاة.