تسييس المنخفضات الجوية
نيسان ـ نشر في 2022-12-25 الساعة 20:59
نيسان ـ تحليل إخباري جوي...
تحاول المنظومات الاجتماعية العليا عبثًا، التشبث بموقع الريادة الاجتماعية، أو الإبقاء على هرميتها التقليدية، فتواصل هذه الأيام بث الخبر تلو الآخر، محذرة من منخفضات جوية قادمة في الطريق، فتحذر المواطنين بضرورة الابتعاد عن مجاري الوديان والسيول، والتحليق هروبا من المناطق الخفيضة، كما تحذر السائقين من الضباب وتشكل الجليد، والكثير من النصائح التي سرعان ما تذهب سدى، فلا تلبث بمجرد ظهور أول غيمة، لتنقشع مع انقشاعها على وجه كبير من السرعة.
كل ذلك ليعلم المواطن، الشحيح الموارد، ويضع في حسبانه، أن ظرفا جويا جللا مقبل، فيدلف قبل بيته إلى دكاكين البقالة والخُضَر وأفران الخبز، وذلك بعد أن يجري معادلات خوارزمية معقدة، يحاول فيها تكييف ما تبقى في جيبه من نقود مع قائمة احتياجات أكثر من المعتاد، كونه سيحتاط لبرد عدد من الأيام.
وهكذا تنكشف القصة، وكأنها مجرد حلقة سمجة، من حلقات مسلسل تزوير الحقائق الطويل، حيث تقوم أحداثه على تضخيم بعض القصص والحقائق الصغيرة المجزوءة، من أجل أن تغطي على حقائق كبرى باتت تضغط بشدة على العقل الجمعي، وتكاد حرفه عن إعتداله وتريثه العتيد.
الحقيقة أن المنظومة الاجتماعية عندما تفقد الخطط والأفكار الاستراتيجية، تنشغل بالتفاصيل والتكتيكات الآنية، وكأنها فقدت كل الحيل ولم يبقَ أمامها إلّا ممارسة ألعاب شراء الوقت، وكل ذلك على أمل أن تحدث معجزة ما تجلب معها حلولا باتت مستحيلة، وهي حلول ليست من الواقع أو طبيعة الأشياء، بل تندرج ضمن أحلام إبليس بالجنة.
إنها قصة اختطاف معلن للوعي، ومحاولة يائسة لتزييفه، وإشغاله عن بصيرته الحقيقية، على أمل أن تبقى مصادر بقاء المتسيدين مدرارة، ويبقون على آرائكهم جالسين، لكن هيهات والهرم بات مقلوبا، حيث أصبح لكل مواطن مصادره المعلوماتية المتنوعة، بل صار ممكنا لديه إعادة بث هذه المعلومات وتوجيهها لتشكل قاعدة عريضة من التحريضات تكافح رأس هرمٍ طبقي هوى إلى غير رجعة، بعد أن ظلّ متسيدًا في أعاليه.
تحاول المنظومات الاجتماعية العليا عبثًا، التشبث بموقع الريادة الاجتماعية، أو الإبقاء على هرميتها التقليدية، فتواصل هذه الأيام بث الخبر تلو الآخر، محذرة من منخفضات جوية قادمة في الطريق، فتحذر المواطنين بضرورة الابتعاد عن مجاري الوديان والسيول، والتحليق هروبا من المناطق الخفيضة، كما تحذر السائقين من الضباب وتشكل الجليد، والكثير من النصائح التي سرعان ما تذهب سدى، فلا تلبث بمجرد ظهور أول غيمة، لتنقشع مع انقشاعها على وجه كبير من السرعة.
كل ذلك ليعلم المواطن، الشحيح الموارد، ويضع في حسبانه، أن ظرفا جويا جللا مقبل، فيدلف قبل بيته إلى دكاكين البقالة والخُضَر وأفران الخبز، وذلك بعد أن يجري معادلات خوارزمية معقدة، يحاول فيها تكييف ما تبقى في جيبه من نقود مع قائمة احتياجات أكثر من المعتاد، كونه سيحتاط لبرد عدد من الأيام.
وهكذا تنكشف القصة، وكأنها مجرد حلقة سمجة، من حلقات مسلسل تزوير الحقائق الطويل، حيث تقوم أحداثه على تضخيم بعض القصص والحقائق الصغيرة المجزوءة، من أجل أن تغطي على حقائق كبرى باتت تضغط بشدة على العقل الجمعي، وتكاد حرفه عن إعتداله وتريثه العتيد.
الحقيقة أن المنظومة الاجتماعية عندما تفقد الخطط والأفكار الاستراتيجية، تنشغل بالتفاصيل والتكتيكات الآنية، وكأنها فقدت كل الحيل ولم يبقَ أمامها إلّا ممارسة ألعاب شراء الوقت، وكل ذلك على أمل أن تحدث معجزة ما تجلب معها حلولا باتت مستحيلة، وهي حلول ليست من الواقع أو طبيعة الأشياء، بل تندرج ضمن أحلام إبليس بالجنة.
إنها قصة اختطاف معلن للوعي، ومحاولة يائسة لتزييفه، وإشغاله عن بصيرته الحقيقية، على أمل أن تبقى مصادر بقاء المتسيدين مدرارة، ويبقون على آرائكهم جالسين، لكن هيهات والهرم بات مقلوبا، حيث أصبح لكل مواطن مصادره المعلوماتية المتنوعة، بل صار ممكنا لديه إعادة بث هذه المعلومات وتوجيهها لتشكل قاعدة عريضة من التحريضات تكافح رأس هرمٍ طبقي هوى إلى غير رجعة، بعد أن ظلّ متسيدًا في أعاليه.


