مجتمع ديمقراطي ومسؤولون قمعيون

نيسان ـ إبراهيم قبيلات ...

أليس هناك ثقافة بين السياسيين الأثرياء محورها أن الأردني هو كائن ما قبل الدولة وغير قادر على ممارسة الديمقراطية، وأنه بحاجة الى تدريب لقرن إضافي ليصبح في مستوى كائنات بشرية يقال لها في أوروبا انسان؟
حسنا، ماذا فعلتم بإنساننا حين احتجّ واضرب؟ تحول هؤلاء السياسيون الأثرياء إلى سياسيين من العصور الظلامية قمعيون ويمكن أن يذهبوا في بطشهم حتى آخر الشوط. فيخوفوننا بقمعهم فنخاف، بعد أن نرتدي ثوب الحكمة.
يعيرونا بالشعوب الغربية حتى إذا مارسنا ما يفعله الغربي، كشفوا لنا عن وجههم الظلامي.
ما هي الديمقراطية إن لم تكن اضراب الشاحنات.. انظروا ما يجري في بريطانيا لنقابات أوقفت المجتمع على اصبع واحد.
حتى الموظفين المسؤولين عن مراقبة المطارات وختم الجوازات اضربوا لزيادة الأجور فلم يخرج عليهم أحد بالعصي أو بالقمع.
لم عندما يريد الأردني أن يصبح ديمقراطياً في احتجاجاته يتحول المسؤول الى قمعي ظلامي، حتى اذا هدأت الأمور أو تقاعد هذا المسؤول، ونسي الناس ما جرى، بدأ الرجل ذاته ينظر على الناس بأنهم غير قادرين على ممارسة الديمقراطية وأنه يجب علينا التدرج بها، حتى نألفها.
يعيرونا بالانجليز. فإن مارسنا ما يمارسه الافرنجي مارسوا هم علينا دكتاتورية من حديد.
إنهم قمعيون وإننا ديمقراطيون. وإنهم أثرياء وإننا فقراء، وإنهم يعيشون الحياة بالطول والعرض، وإننا نعيشها في رقعة مظلمة. وإنهم يعيثون فساداً في مناهجنا وإعلاميا وثقافتنا وإننا نسكت.