كم أنت جميلٌ أُيها الوطن..
د. الهام العلان
أكاديمية أردنية
نيسان ـ نشر في 2015-10-21 الساعة 09:33
حين تتحدث عن دم الشهيد متناثراً على كوفية الثائر فاعلم تماماً أنك في أرض كنعان، وحين يكون الجوهر الأساسي للوعي هو الحفاظ على الهوية من خلال الدفاع عن المجتمع وقابليته للاستمرار حراً عزيزاً فكن متأكداً بأنك تقف على أرض الإسراء والمعراج، وكيف لوصية الشهيد أن تنطق بكل جرأة وتشخيص لمكمن الألم وخنجراً يدافع عن الحق الثابت في الدفاع عن الارض والوطن إلا إذا كانت من شهيد أرض المحشر والمنشر، وحين تتلاقى القلوب المؤمنة بكل الديانات السماوية منادية بصوت الحق فهي تنبع من أرض الرباط والجهاد...
وحين تلمع السكاكين في وجه المحتل معلنة انتفاضة ثالثة، محدقة بعين الزمن مزلزلة لصهيون هارب حينها فقط ستطوف روح طفل الحجارة حول سرير الغاشم مربكة، ومُبكية، وصارخة: استفق أنتهى دورك على تراب الزيتون والزعتر...
هذه الانتفاضة المنتفضة لألوان الدم الفلسطيني المتناثر على الأرصفة والشوارع والنازف بكل حيثيات الظلم، المنبثق من حواجز وجدار فصل عنصري واستباحة الحجر والشجر، وطفولة ما عرفت طعم الحلقوم وريحة العنبر، لن تفتأ تفتك، وتفجر، وتغرس الأشباح وكوابيس ليلٍ مظلم في قلبك أُيها الغاصب...وستبقى كفي إمرأةٍ مرابطةٍ تصدح بالسماء وزغرودتها تراقص أهات شهيدٍ بأنفاسه الأخيرة صارخةً بوجه بلاد العُرب أوطاني، أستفيقوا أثابكم الله...
بوركت أيديكم وأقدامكم وقلوبكم الملونة بكل أطياف الدم المقدسي والخليلي والنابلسي والغزاوي...بوركتِ انتفاضةً ثالثةً ورابعةً وعاشرة حتى تشهقُ الأرضُ معلنةً إرتواءٍ من دمكَ أيُها المحتل الغاصب،وبعدها سيُزهر الليمون بعبق دم الشهيد ويقول العالم بأسره:كم أنت جميلً أُيهاالوطن...كم أنت جميلٌ أُيها الوطن..