اتصل بنا
 

طائر 'النيا'

نيسان ـ نشر في 2022-12-27 الساعة 10:31

نيسان ـ في اللهجة الأردنية القديمة، يقولون: إن هناك طائر سعد، وطائر نيا، و"النيا" هو تحريف للنأي أو البعد، وهو في الفصيحة "البين"، والنأي لغة منه، أما لماذا العرب "يتطيرون" أي ينسبون لاتجاه الطير الخير والشر عندما يطير الطائر من أمامهم أو يظهر لهم، فهذه من عادات العرب قبل الاسلام، وكانوا يسمون الطير الذي ينفر من أمامهم أو هم ينفّرونه، بالسانح والبارح، فإذا اتجه إلى يمينهم فهو السانح ويتفاءلون به، أما إذا اتجه إلى اليسار فهو البارح فيشاءمون منه.. ومن ذلك سموا الغراب غراباً من الغربة والاغتراب، وأسموه غراب "البين" والبين البعد وهو أيضاً النأي..
حقيقة تطيّر العرب بالطيور ثابتة وعليها شواهد إلى الآن تظهر، وآخر ظهور لها هو "الطائر السينائي" الذي ظهر على الدينار الجديد، فكل من سمع بهذا التغيير من الأردنيين عادت به جيناته إلى العرب الأوائل الذين كانوا يزجرون الطير ليكتشفوا ماذا ينتظرهم في طريقهم المجهول من مفاجآت سعيدة أو تعيسة، فالدرب موحش والمسافة بعيدة والصعوبات كثيرة مع قطاع الطرق، واللصوص، ولابد من التوقعات تعيسة كانت أم سعيدة.
هذا الطائر المخرب للثمار يعرفه المزارع الأردني جيداً ولا يمكن أن يكون "سانحاً" يبشر بخير ولا "طائر سعد" يجلب لنا السعادة، إنه "طائر النيا"، الذي سيجلب إلى الأردنيين مزيداً من المتاعب، فالوضع الاقتصادي متردٍ، والتضخم في أبهى حالاته..
أما الذي نتوقعه من هذا "البارح" الذي ظهر على الدينار والدينار تحديداً، هو أن الدينار ستسقط قيمته أمام الدولار، وهذا ليس تطيراً مني، بل هو ما عملت عليه الحكومات بتوجيهات ممن يدير المشهد، فالاقتصاد الأردني لا يمكن أن ينتعش في ظل الموقف الدولي الحالي، فوجود إسرائيل جنّبه التدمير بواسطة الحروب، لكنه استخدم معه الخنق البطيء ليبقى في غرفة الانعاش، وتبقى دولة الاحتلال في مأمن من شعبه.
ثم إن المنطق يقول: إن دولة تعتاش على الضرائب، وتأخذ مصروفها من جيب مواطنها البائس، من غير المعقول أن تكون قيمة عملتها دولاراً وسبعين سنتاً!! وهذه هي الحركة الأخيرة التي تنتظر الأردن، لتبقى دولة الاحتلال مزدهرة في محيط بائس يعيش فيه شعب يائس لا همَّ له إلا لقمة العيش، مثله مثل أي كائن غير بشرى على هذه البسيطة..

نيسان ـ نشر في 2022-12-27 الساعة 10:31


رأي: صابر العبادي

الكلمات الأكثر بحثاً