إيران تتمسّك بـ(وجودها) في شرق المتوسط!
سركيس نعوم
كاتب لبناني
نيسان ـ نشر في 2015-10-22 الساعة 09:50
المكوِّن الشيعي يقيم بمعظمه في جنوب العراق حيث له تسعة أقاليم، وهو يشكِّل غالبية شعبية. للمرجعية الدينية في النجف الأشرف دور أساسي ومهم وتحديداً لآية الله السيد علي السيستاني. هو محترم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتجمعه صداقة مع المرشد آية الله السيد علي خامنئي رغم اختلاف وجهات نظرهما حيال قضايا عدَّة تخص العراق وأخرى تخصّ المنطقة. وهو محترم أيضاً في العراق ومن كل مكوِّناته ويحرِّض على إقامة دولة التوازن والعدل واللافساد. موضوع الفيديرالية، التي تعتبرها الشخصية الإيرانية نفسها القريبة من دائرة القرار، "لم ينص الدستور على طابع مذهبي لها. نصَّ على حكم ذاتي للأكراد. أما بالنسبة إلى العرب سنّة وشيعة فقد تحدّث عن أقاليم، يضم كل واحد منها ثلاث محافظات تتمتع بقدر واسع من اللامركزية. فالإصرار على ثلاث ولايات كردية وسنّية وشيعية سيؤدي حتماً إلى الحرب. والحرب ستقع أيضاً إذا قُسِّم العراق رسمياً. ذلك أن هناك ثلاث محافظات حالية ينقسم أبناؤها بالتساوي أي 50 بـ 50 إلى سنّة وشيعة، وفي العاصمة بغداد هناك سنّة وشيعة. ماذا نفعل حيال هذا الواقع، هل نتسبّب بحمّام دم؟".
عادت الشخصية الإيرانية نفسها بعد ذلك إلى "داعش" فقالت: "إنه خطر عالمي. وروسيا تحرَّكت عسكرياً في سوريا لمواجهته لشعورها بخطره عليها، إذ صار يهدِّدها من ثلاث جهات. الأولى الشرق الأوسط الذي تعتبره على حدودها. والثانية باكستان وأفغانستان والهند. والثالثة الدول الإسلامية (السوفياتية سابقاً) إذ تخشى عودة العنف التكفيري إليها بعد ضربه خلال السنوات السابقة، وتوسُّعه في أرجائها". ثم تحدّثت عن تقرير أعدته 16 وكالة استخبارية أميركية قبل مدة وتضمَّن توقُّعات للعام 2020، أبرزها انتقال النفوذ العالمي والثقل العالمي إلى "الشرق" بواسطة دول أربع مهمة جداً هي الصين وروسيا والهند وإيران، واستعماله "لإثبات" النيات أو السياسات العدوانية لأميركا. فقالت: "إن سياسة هذه "الدولة الأعظم" اليوم التوجُّه نحو الشرق لمنع الانتقال المذكور أعلاه. وستحقق ذلك بتشجيع الإرهاب ورعايته ودفعه إلى الانتقال إلى الدول الأربع في "الشرق" المذكور للقضاء على أي أمل لها في التحوُّل دولاً كبرى أو عظمى. وعنوان الإرهاب هذه الأيام أو الدافع إليه هو الإسلام المتطرِّف والتكفيري. وفي الهند مسلمون بعدد كبير. وفي الصين نحو مئة مليون مسلم ينشطون للاستقلال باستعمالهم التشدُّد الديني. وهذه الدول لا بد أن توحّد جهودها أو تنسقها لمنع مسّ استقرارها". سألتُ: هل هناك استناداً إلى معلوماتكم ما يشير إلى أن محور الدول الأربع المذكورة صار حقيقة قائمة؟ أجابت: "هناك تعاون بينها في إطار منظمات إقليمية عدة منها "منظمة شانغهاي". لكن ليس هناك بحث حتى الآن في هذا الأمر لتطويره والاتفاق على سياسة واضحة لضرب المحاولات الأميركية لزعزعة استقرارها. ربما يحصل ذلك مستقبلاً". وفي الموضوع السوري والدور الإيراني فيه ركّزت شخصية إيرانية أخرى قريبة بدورها من دائرة القرار على ما أسمته "الخط الاستراتيجي" الذي لن تقبل الجمهورية الإسلامية بقيادة المرشد خامنئي التخلِّي عنه. وهو الخط الذي جعل هذه الجمهورية عبر حلفائها اللبنانيين والسوريين والعراقيين وغيرهم وكذلك عبر مستشاريها، وأخيراً وحداتها العسكرية التي تقاتل إلى جانب الأسد في سوريا على حدود إسرائيل وفي شرق المتوسط. وأكّدت "أن إيران لن تتنازل عن هذا الخط لسببين. الأول تعلقها بقضية فلسطين وإصرارها على استعادة شعبها حقوقه. والثاني إصرارها على حماية "حزب الله" وإبقاء اتصاله البري معها سالكاً وآمناً عبر سوريا والعراق". ومن هنا ربما المعلومات التي ترددت سابقاً، وهذا الكلام لي، عن أن طهران لا تمانع في البحث في تسوية لسوريا تضحّي برموز أساسية للنظام في مقابل إبقاء نفوذها فيها أو بعضه.
أما قضية فلسطين "فإن السيد القائد خامنئي لن يفاوض إسرائيل في شأنها، ولن يصالحها". علّقتُ: ويستمر في محاربتها بالواسطة لكنه لن يحاربها مباشرة إلا إذا اعتدت عليه بهجوم مباشر. تابعَتْ: "إلا إذا قبلت، أي إسرائيل، اقتراح الاستفتاء الذي طرحه للتوصُّل إلى تسوية"! أما "حلّ الدولتين" الذي طرحه أوباما فإن إيران قد تسكت عليه إذا قبله الفلسطينيون والدول العربية. وهذا رأيي واستنتاجي.
ماذا عن إيران ومصر والمملكة العربية السعودية؟