بطل من الأردن

نيسان ـ في مكان يصعب تحديده بدقة على اطراف بادية الشام شرقي حوران ، ولد القائد عيد كامل روضان وكمواليد زمانه سيكبر سريعا على مزاج الليالي والشموس والايام وبقية عناصر البيداء الفوارة بمستخلصات قيم العرب الاوائل ومروءاتهم ، وسيتخذ طريقه ضابطا شابا في جيش الاردن ، وجرح فلسطين النازف لم يزل في أوله والكتائب تتزاحم على الجبهات الامامية خوفا من عيون النساء التي كانت لا تحب عساكر الخطوط الخلفية ، وتتعرف على الابطال من لون الشمس على جباههم وخطوط الباريهات السوداء الذائعة الصيت منذ ايام مونتغمري .
وسيخوض عيد معارك الجبهة الاردنية معركة معركة ، وستكون قصته التي تشفي الغليل يوم الكرامة المعركة التي لا تزال قابلة للشرح واستخلاص العبر في حروب الدبابات من اقصر المسافات نحو الموت والدخان الذي يجعل كل شيء قريبا بين الارض والسماء والارواح تهفو لكل قريب ، حتى عجز المنهزمون عن اخلاء دباباتهم المعطوبة فاقتيدت نهارا الى عمان للعرض امام الجموع المستعدة للموت فرحا .
ومن هناك اشتعلت علاقة عيد بالدبابات حبا وصدقا حتى اصبح قاءدا لا يبارى في حروب الدروع مراكما في سجله ما لا يحصى من الايام في فلسطين والاغوار والجولان وجنوب اليمن وشماله ، ومناطق اخرى من العالم كقائد اممي في قوى حفظ السلام الدولية.
حتى اقترب من اعلى مستويات القيادة في القوات المسلحة الاردنية بفائض من الخبرات والدورات والتجارب والاوسمة والنياشين والجروح !
وعلى ذرى هضبة قرب مفترق صويلح الاستراتيجي منذ الازل ، لا يزال الرجل واقفا وعيونه على كل الجهات متحفزا بكل ما وهبه الله من همة وثابة وقدرة على الامساك بالزمام ، ولحنه الابدي: دعا وطني فكنت له الجوابا ولم احسب لمن كادوا حسابا ، انه بطل اردني اسمه الفريق عيد كامل روضان البدارين ، الذي يتذكره قومه كلما ثار غبار على اي جانب من حدود البلاد وثغورها فمرحى بمدرعاتنا وابطالها !