اتصل بنا
 

لا طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن

كاتب مصري

نيسان ـ نشر في 2015-10-22 الساعة 17:50

نيسان ـ

أوهموهم أنهم سوف يصبحون البديل القوى للإخوان بمجرد الإطاحة بهم، وسيشكلون الحكومة وسوف يمتلكون الأغلبية فى مجلس النواب، وسيكون قادتهم من المسموعة كلمتهم والمحترمة آراؤهم، وسيرَوج لأفكارهم ومبادئهم من خلال وسائل الإعلام الرسمية فصدقوا.

ومن ثم شاركوا فى الانقلاب على الإخوان ومرسى، وباركوا مذبحة "رابعة و"النهضة"، وبرروا جميع القرارات التى صدرت ضدهم وقاموا بلى النصوص القرآنية والأحاديث النوية بغية تصدرهم المشهد.

وفى سبيل ذلك انقلبوا مئة وثمانين درجة وتحولوا من إسلاميين إلى علمانيين، فسالموا النصارى وخالطوهم وآكلوهم وشاربوهم، ولا مانع عندهم من أن يكون منهم الوزراء والحكام، بعد أن كانوا يحرمون تهنئتهم ومشاركتهم أعيادهم ويجب أن يُضيق عليهم فى الطرقات.

وأباحوا كشف وجه المرأة ومشاركتها فى العمل السياسى ودخولها البرلمان، بعد أن كانوا يحرمون خروجها من البيت إلا للزواج منتقبة أو للقبر محمولةً على نعشها.

وبالرغم من المجازر المستمرة التى يقوم بها اليهود ضد الفلسطينيين المسلمين فإنك لا تسمع لهم صوتا، ولا ترى لهم موقفاً مندداً تجاه ما يحدث لغزة من حصار وتضييق وخنق.

كانوا من قبل يحرمون الخروج على الحاكم وإن جار عليهم - طبعاً على المخلوع مبار ك- أما الخروج على الرئيس مرسى فأجازوه وتحمسوا له وشاركوا فيه.

وبعد أن ضلوا وأضلوا وشاركوا فى تخريب البلاد وقتل العباد، وبعد أن باعوا آخرتهم ليس بدنياهم بل بدنيا غيرهم، ماذا حدث لهم؟
شاركوا فى انتخابات هزلية من لحظة التفكير فى إجرائها، وتنازلوا عن الكثير من مبادئهم ليُسمح لهم بالشاركة فيها، فإذا بالحملات الإعلامية الموجهة ضدهم والتى تروج للتحقير من شأنهم ولم يتوقفوا عن فضحهم وكشف زيفهم.

وفى الجولة الأولى فى انتخاباتهم ظهر ضعفهم وانكشفوا أمام الناس كل الناس، وتهاوت حُججهم وانهارت شعبيتهم، ووضح للعيان أن الجماهير المصرية قد لفظتهم، ولم يعد لهم مكانٌ فى قلوبها.

ظهرت نتائج تلك الانتخابات الهزلية وسقط معظم مرشحيهم، لدرجة أن الأخبار تواترت بأنهم حصلوا على "صفر" فى الانتخابات، والطريف أنهم اتهموا القنوات التى يمتلكها الإخوان المسلمون بأنها هى السبب الرئيس فى سقوطهم.

وفى النهاية فلا هم طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن، وفعلوا ما فعلت الراقصة اللعوب عندما رقصت على "السُلم" فلم يرها من هم فى الأسفل، وكذا لم يرها من هم فى الأعلى.

هؤلاء هم قادة وكوادر حزب النور
قال تعالى:
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) الكهف/ 103 – 105.

نيسان ـ نشر في 2015-10-22 الساعة 17:50

الكلمات الأكثر بحثاً