اتصل بنا
 

رؤية الملك ودلالات الوصاية الهاشمية في بيان 'غوتيريس'

نيسان ـ نشر في 2023-01-16 الساعة 08:16

نيسان ـ الناظر من قريب ومن بعيد، يعود-بهدوء-إلى تحذيرات جلالة الملك عبدالله الثاني، التي أطلقها منذ أسابيع، عبر أهم وسائل الإعلام الأميركية والاوروبية، وبالطبع حملها الإعلام الأردني الوطني، إلى العالم، لأن ما يحذر منه الملك الوصي الهاشمي، يعلي من شأن «الناظر من بعيد»، ذلك أن الرؤية الملكية الناظمة لحياتنا وافق الدولة الأردنية، على رؤية تعيد ترميم الواقع، والواقع المعاش في فلسطين المحتلة ينذر بالانفجار، لتكون النتائج، «الناظر عن قريب"أكثر دقة في بعدها السياسي والاجتماعي والثقافي الوطني.
اطلق الملك الوصي الهاشمي، من خلال حوار الcnn نقطة تحول لفهم ما يحدث في إسرائيل، دولة الاحتلال، التي باتت محتلة من التطرف التوراتي، الصهيوني، المتطرف، بقيادة نتنياهو المهزوزة، ووجود رعاع السياسيين والإرهابيين في حكومة إسرائيلية تتجه نحو الحرب والتهويد، بالذات للقدس العربية المحتلة.
ماذا قال الملك الوصي الهاشمي؟
.. بكل الأفق القريب، والبعيد، اطلق الملك أخطر تصريحات محذرة، وفي ذات الوقت اردنية هاشمية سيادية: «إذا أراد الناس الدخول في صراع معنا، فنحن مستعدون تمامًا. أحب دائمًا أن أصدق أنه دعونا ننظر إلى نصف الكوب الممتلئ، لكن لدينا خطوطا حمراء معينة وإذا أراد الناس تجاوز تلك الخطوط الحمراء فسوف نتعامل مع ذلك». وتابع بالقول: «لكن علي أن أصدق أن هناك الكثير من الناس في إسرائيل قلقون بقدر ما نحن كذلك».
.. في ذات الأزمة، وبعد اقتحامات بن غفير المدعوم من نتنياهو، وتحدي الوضع القائم في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، جاءت ردود فعل الأمين العام للأمم المتحدة، أكثر دقة هذه المرة، وهو الذي قال..: يجب الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس،
تأكيدات، أنطونيو غوتيريس، اصرار اممي يحتاج منا، في المملكة الأردنية الهاشمية، ومن جلالة الوصي الهاشمي، والدولة الأردنية التي يمثلها في الولاية العامة رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة وايضا، نحتاج دفعة من الدبلوماسية الأردنية الإقليمية والدولية، التمسك بما عند منظمة الأمم المتحدة من قوة، فالقول:"انه يجب الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس، وأنه لا بديل عن حل الدولتين»، هو استحقاق مرحلة، في وقت تزداد أزمات العالم الكبرى.
غوتيريس، كان صريحا، مندفعا، بعد اجتماعه مع بعض الممثلين الدائمين للمجموعة العربية بالأمم المتحدة، وركز تصريحه:
"لقد دعيت من قبل اللجنة الثلاثية العربية (الموسعة) لعقد هذا الاجتماع وكان لي الفرصة لإعادة التأكيد على أنه يجب علينا الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس، وأنه من الضروري الحفاظ على حل الدولتين لتجنب أي مبادرة قد تعرض حل الدولتين للخطر».
غوتيريس، يضعنا أمام حقيقة دولية واضحة:
(أنه لا توجد خطة بديلة عن حل الدوليتين «وأن رفض إمكانية حل الدولتين هو أمر من شأنه أن يقوض إلى الأبد احتمالات السلام في الشرق الأوسط»).
.. فأين المسار؟.
يحض جلالة الملك الوصي الهاشمي، عبدالله الثاني، على استدامة الحوار والتنوير، والجدول المنطقي مع العالم، بالذات الولايات المتحدة الأمريكية، والمجموعة الأوروبية، بما يدل على اننا في المملكة الأردنية الهاشمية، نمتلك وندعو إلى ثقافة الحوار والحق، والتسامح، لكن ليس مع الاعتداءات والاقتحامات المتكررة اليومية التي تزيد عذابات الشعب الفلسطيني وكل فلسطين المحتلة، وتزيد في ذات الوقت من خطر تهويد القدس المحتلة، والعبث والتدمير الأوقاف المسيحية قبل الإسلامية في حاضرة العالم، القدس كمدينة للسلام والمحبة.
من منا في أضعف حالات اليوم، وجهة نظر سياسية، أطلقها رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، وربما يكون، بعض القريب منها بعيدا الناظر في جيوسياسية الواقع المحيط بالاقليم والمنطقة(..) وقول النصري:.. «ولا نمتلك القدرة على مواجهة الأطماع، وإسرائيل تتلقى من الغرب كل الدعم لأنها رأس الحربة في مشروعه، فيما يركن العرب إلى المراوغة الغربية، والتضليل يتواصل في الحقائق على الأرض».
.. والغريب، لا يفسر المصري، كيف يمكن منع الاحتلال الصهيوني التوراتي، من ممارساته القمعية الإرهابية، التي جعلت جلالة الملك، يتشدد في طرح الخطوط الحمراء-وهي دلالات سياسية على الأرض تدركها دولة الاحتلال- وأدركها الأمين العام للأمم المتحدة، مجددا.
.. الواقع السياسي في القدس، وفي كل الضفة الغربية، يتجه نحو التطرف والإرهاب الصهيوني، وايضا تقابله ردود فعل طبيعية من المقاومة الفلسطينية المشروعة دوليا، وهذا جعل (تور وينسلاند)، المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، إحاطة لمجلس الأمن، أعرب فيها عن قلق بالغ حيال استمرار الخسائر في الأرواح والإصابات الخطيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأنه يشعر بقلق عميق «إزاء استمرار العنف المرتبط بالمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية».
.. وفي الخلاصة:
يدعو قرار مجلس الأمن رقم 2334 (2016) إسرائيل إلى «الوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية» و «الاحترام الكامل لجميع التزاماتها القانونية في هذا الصدد».
خلال الفترة المشمولة بالتقرير، لم تكن هناك خطط إسكان استيطانية جديدة. غير أن عمليات الهدم والاستيلاء على المباني المملوكة من الفلسطينيين استمرت في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
لسوء الحظ، قال المنسق الخاص للهيئة المؤلفة من خمسة عشر عضوا، إن العنف استمر بشكل يومي.
ويشدد القرار 2334 (2016) على دعوات اللجنة الرباعية للشرق الأوسط «لاتخاذ خطوات إيجابية على الفور لعكس الاتجاهات السلبية على الأرض التي تعرض حل الدولتين للخطر».
إسرائيل تتجاهل القانون الدولي على نحو صارخ
إلى «تجاهل إسرائيل الصارخ للقانون الدولي في توسعها الاستيطاني المستمر في الأرض الفلسطينية على حساب حق الفرد الفلسطيني في السكن والحق الجماعي في تقرير المصير من بين حقوق أخرى، مثل التمتع بالموارد الطبيعية، والملكية الخاصة، وحرية التنقل- ومع ظهور عنف المستوطنين التمتع بالأمن الشخصي، وهنا نشير، إلى استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين في محافظة جنين شمال الضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
.. في محددات الرؤية الملكية السامية، قوة الأردن، في الوصاية الهاشمية على أوقاف القدس المسيحية والإسلامية، وهي وصاية، بعدها الشعبي، الوطني، الحرص على حماية القدس، وبث الحذر من تطرف نتنياهو والدولة الإسرائيلية التي تسوقها قطعان متطرفة، تسعى لهدم ساحة البراق، لإقامة هيكل سليمان المزعوم.
.. قوتنا في الحوار من أجل جعل الوصاية الهاشمية، ثقافة أردنية عربية إسلامية، أممية، وأن تكون القدس هويتنا في الحوار والارادة التي يتمسك بها الملك الوصي وسمو ولي العهد الأمير الحسين، والتأكيد، على قوة الدولة الأردنية في دبلوماسية الأمن والأمان والمحبة والسلام للقدس.
huss2d@yahoo.com
الرأي

نيسان ـ نشر في 2023-01-16 الساعة 08:16


رأي: حسين دعسة

الكلمات الأكثر بحثاً