اتصل بنا
 

الدكتور عمر الرزاز يظهر من جديد

نيسان ـ نشر في 2023-01-17 الساعة 17:53

x
نيسان ـ كتب المحرر السياسي:-
تمَّ هنا، في هذه الصحيفة، توجيه النقد الكثير لسياسات حكومة الرزاز، لكن، وبعد مرور الوقت، وبعد أن رأينا "غيره"، نكتشف اليوم؛ أننا قسونا، نوعا ما، على تلك التجربة الفريدة.
الحقيقة، أن المراقب لن يحتاج كثيرا من التمحيص، إذا ما أراد أن يقيّم بموضوعية، تجربة الدكتور عمر الرزاز في الحكم، إذ يكفي أن الرزاز يحمل وجهة نظر يدافع عنها بشجاعة، ولديه من الأفكار الإبداعية، ما كان يحتاج إلى أن يمتد عُمرَ حكومته، ربما، لأكثر من عشر سنوات.
ولا بد أن نتذكر، أيضا، أنه طرح مسائل جذرية للنقاش، لكن المنظومة، والمستوى الفكري المتكلس حول مراكز القوى، لم يستوعبوا تلك المسائل المتعلقة بإعادة النقاش حول صيغة العقد الاجتماعي، وما طرح فيما يخص قضايا إعادة توزيع الثروة.
وجميعها مسائل مهمة لا يمكن لعملية الإصلاح أن تبدأ من دون ذلك النقاش الجدي العميق، ويضاف إلى تلك المسائل ، المنهجية التي اعتمدها الرزاز في الإدارة، والتي تعد طريقة جديدة لشكل العلاقات بين مراكز الإدارة، لجهة الاستقلالية، خصوصا في ظل الغطاء والدعم التي كانت تحظى بها أفكار الرزاز من قبل مراكز صنع القرار، وأيضا ما ميّز تلك الفترة، الترفع عن الصغائر والضغائن والنميمة السائدة عادة في مجالس الطبقة السياسية.
طبعا لم تكن حقبته من دون أخطاء، لكن ما ميّز الرزاز أنه اعترف قبل يومين بوجود مثل تلك الأخطاء، وكان ذلك في محاضرة ألقاها في أحد مراكز الدراسات في عمان، حيث قال أيضا إن حكومته والحكومات التي سبقت ولحقت حكومته تتحمل المسؤولية عمّا جرى ويجري من تشوهات أو أية أخطاء نجمت عن سياسات.
وللأمانة، أن هذا الفهم، وهذا الخطاب يُعدُ جديدًا في علم وخبرات السياسة الأردنية المعروفة، فلا أحد يعترف بأخطائه ولا أخطاء غيره، وإن إضطر لتحمل المسؤولية يحملها للتركة الثقيلة التي تورثها عمن سبقوه، وهذا خطأ كبير، لأن من واجب من يتصدى للحكم أن يتحمل المسؤولية ويصلح ما فسد، وبمجرد قبوله تحمل أمانة المسؤولية لا يعد له من عذرٍ، وليس أمامه غير إصلاح كل ما تعطل.
تحدّث الرزاز أيضًا، في الندوة ذاتها، عن أهمية إجراء جردة حساب ومعرفة إين الإصابة وأين الخطأ في تلك القرارات، مستهلا حديثه بأنه لا يتحدث كمراقب أو محلل، بل كرئيس سابق يتحمل المسؤولية مع من سبقه ومن أتى من بعده.
وفي باب الديمقراطية، قال الرزاز: إنه لا يوجد وصفة واحدة لها، وإن التسلسل الزمني مهم للوصول لآلية ديمقراطية راسخة، مبينا أن الديمقراطيات الراسخة فيها شيء من الرخاء، أي أن لا ديمقراطية من دون تنمية.
وأضاف أن قانوني الانتخاب والأحزاب يُشكّلان فهما عميقا لصعوبات التحول الديمقراطي، إلا أن هناك شكا كبيرا لدى الشباب في جدية وجدوى التحول الديمقراطي، والحقيقة، وهذا لم يقله الدكتور عمر الرزاز: أن خيط الشك يمتد ليعزز حالة عدم الثقة بالمنظومة لدى كافة الفئات الاجتماعية.

نيسان ـ نشر في 2023-01-17 الساعة 17:53

الكلمات الأكثر بحثاً