اتصل بنا
 

الطراونة يهجر وظيفة (مش شغلك يا مواطن) ويتمسك بمحاربة الفساد

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2023-01-24 الساعة 11:10

الطراونة يهجر وظيفة (مش شغلك يا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
لدى رئيس مجلس النواب الأسبق، المهندس عاطف الطراونة وجهة نظر (علمية) في مكافحة الفساد، ولديه أيضاً حديث عن الترهل الإداري الذي غزا مؤسسات الدولة، وصار عاملاً مهدداً لاستقرارها.
الطراونة الذي غاب عن المشهد السياسي منذ سنوات يعود الآن (منظراً) ومدافعاً عن الأردنيين، ومن أقرب كسر عشري لقلوبهم، إنه يلج إلينا من البوابة الأضيق سياسياً، اختار الرجل أن يطل من زاوية مكافحة الفساد.
يعلم الطراونة جيداً أن الأردنيين يتركون خلافاتهم السياسية وحتى نزاعاتهم على الواجهات العشائرية، وتوحدهم مفردات من مثل؛ مكافحة الفساد وغياب العدالة، والشللية والمحسوبية، بوصفها قبور ابتلعت حقوق الأردنيين، ولا أمل باستردادها إلى يوم القيامة.
لا غرابة، فالرجل الذي صاح أواخر العام 2017 بوجوهنا ومن قبته (الجليلة)، قائلا جملته الشهيرة : "مش شغلك يا مواطن" هو ذاته الذي ينحاز اليوم إلينا ولمصالحنا، ويقدم كل ما بوسعة من أجل مأسسة مكافحة الفساد، وفصلها (عرقيا) وإدارياً عن السلطة التنفيذية؛ ليضمن نزاهتها.
لا تستغرب.. أنت في الأردن، فابتسم يا رعاك الله.
الرجل الذي تنمر علينا سابقاً يعود إلينا وفي جعبته الكثير عن (تمتين) جهاز مختص يعنى بجميع أنواع الفساد، بعد أن تشعب وتطاولت أياديه السوداء، ونهشت كل شيء ولم يبق إلا النزر القليل.
الطراونة لم يكتف بهذا، بل إنه عاب على الحكومة "نسفها" بعض المواضيع، رغم أنها محصنة بقوانين وصلاحيات، وصاحبة النفوذ والولاية العامة والتي تستطيع الوصول إلى رأس الحقيقة قبل أن تذهب إلى هيئة مكافحة الفساد.
وكأن الرجل نسي أن (حصانة الحكومة) كانت تجبلها القبة التشريعية ليلاً، ثم تكرم بها من تريده من رجال السلطة نهاراً، وحين يتحدث أحدنا يقولون له (مش شغلك).
لا أعرف سبباً أكثر وجاهة من "التنفيع" وراء تغير نكهات البشر حين يكونوا تحت القبة أو بمواقع المسؤولية، ثم تتغير نكهتهم بعد أن يجري تخميرهم بعيداً عن السلطة، في معادلة صرنا نفهمها جيداً ونفهم مرتكزاتها وأهدافها. لا بل إنها صارت معادلة سمجة تبعث على الإشمئزاز والقيؤ.
صرنا نتشكك حتى بالمعارضة الحقيقية، بعد أن تشابه البقر علينا. وغرقنا في نماذج انتهازية نفعية لا هم لها إلا مصالحها، وجيوبها، أما الأردن فله رب يحميه.

نيسان ـ نشر في 2023-01-24 الساعة 11:10


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً