اتصل بنا
 

آباء مشاريع قتلة ومجرمين

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2023-01-26 الساعة 15:44

آباء مشاريع قتلة ومجرمين
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
ما الذي يدفعنا نحن معشر الآباء لاستسهال قتل بناتنا؟ ومن أحالنا من عناوين قوة واعتزاز ودفء لأولادنا وبناتنا إلى مشاريع قتلة ومجرمين؟ من فعل هذا بالأردنيين حتى صاروا يقتلون بناتهم وأمهاتهم وآباءهم وأشقاءهم بكل هذه البساطة؟.
أربع ساعات أنفقها أب في ضرب ابنته الجامعية بسلك كهربائي بعد أن ربطها شقيقها من يديها وقدميها، ثم كمم فمها لمنعها من الصراخ؛ فلفظت أنفاسها الأخيرة بين يدي والدها.
في المهجع سيستعيد الاب (القاتل) تفاصيل جريمته، وسيُغرق السجن بالدموع، بعد أن يتملكه الفقد على ابنة ذهبت ولن تعود. ذهبت ملطخة بدمائها الزكية.
أما لماذا كل هذا الموت؛ فلا أكثر من خوف الأب على ضياع منحة ابنته الجامعية.. في القلب حسرة وقهر وخيبة أمل ووجع لا يندمل على أسر صارت تأكل بعضها لأتفه الأسباب.
تصاب بأزمة نفسية ودوار قهري وأنت تطالع تفاصيل الجريمة التي وقعت للعشرينة، وتسأل في قرارة نفسك، عن أي نفس بشرية تقدم على بشاعة كهذه بحق ابنتها.
في الحقيقة، نحن تغيرنا للأسوأ، حين انسلخنا عن هويتنا الإنسانية وغرقنا في وحل البشاعة والعنف من بوابات الفقر وغياب العدالة والفساد والشللية، فصرنا مستعدين لأكثر من القتل المجاني.
النخب السياسية والثقافية والاجتماعية منشغلة هذه الأيام بقطار الحزبية الجديدة، ورؤوسه (الطموحة) فيما يغيب الاهتمام بفكفكة دوافع تنامي الجرائم الأسرية في مجتمعنا، والجهات الرسمية مستسلمة للأمر، باعتباره واقعاً، وكل ما تفعله هو اعتقال الجاني لتترك الأسرة مجتمعة تدفع ثمن التحولات الاجتماعية ونزعتها الغريبة للقتل.

نيسان ـ نشر في 2023-01-26 الساعة 15:44


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً