اتصل بنا
 

العموش يكتب: حلاوة القرآن

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2023-02-01 الساعة 05:20

نيسان ـ قال تعالى( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) هذا أمر الرب خالق الناس العالم بنفوسهم يخبرنا عن مرض نفسي وهو الطمع الذي يقع عند بعض الرجال اذا وجدوا في كلام المرأة دلعا" وغنجا" وتكسرا" ، وعلاج ذلك عدم فتح باب الضعف لهم بأن تتكلم المرأة بالكلام المعتدل العادي الإنساني وفق الحاجة عند البيع والشراء والعلاج والسؤال والجواب ، فلا تكسر ولا إغواء ولا إغراء ولا اصطياد ولا احتيال ، وواقع الأمر أن الخلل والخطأ والخطيئة يبدأ من المرأة التي تستطيع إغلاق باب شر لا تحمد عقباه، ويشمل القول المباشر المواجه أو عبر الهاتف .
١٢. قال تعالى " وقولوا للناس حُسنا" " والقول الحسن من وصفه " حسن" ومنه الإحسان ، وأسماء الله " حسنى" والذين يحسنون لهم عند الله الحسنى ، والكلام الحسن يفرض على مستقبله أن يرد بكلام حسن ، على عكس الكلام الفظ الغليظ المليء بالشتم واللعن والألفاظ القبيحة حيث يتلقى قائله جوابا" من نفس النوع وربما مع زيادة في الكمية كما جاء في الحديث " لعن اللهُ الرجلَ يلعن أباه !! قالوا : وهل يلعن الرجل أباه ؟؟ قال : يسب الرجلُ أبا الرجلِ ، فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه، والكلمة الطيبة صدقة ، وهي شجرة تثمر حتى مع الخصم حيث تجره الكلمة الطيبة إلى ساحة الخير والكلام الطيب، وهو كلام يوجه لكل الناس وليس خاصا" بين أهل دين أو ملة أو عرق أو لون .
١٣. قال تعالى " ويل للمطففين" وويل للتوعد والتحذير أو هو واد في جهنم لمن؟ للذين ذكرتهم الأية بعدها : الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون، واذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، فهم يبحثون عن مصالحهم بطريق أعوج فيه سرقة حقوق الناس ، ومثال ذلك اذا باعوا أنقصوا في الوزن وقبضوا الثمن كاملا" ، واذا اشتروا أخذوا بالصاع الوافي وطلبوا الزيادة، وهذه صورة التطفيف الحسي ، لا تلغي التطفيف المعنوي، حيث يعمد بعض الناس إلى أخذ المديح الكامل لأنفسهم ويكثرون من قول " أنا " بينما اذا ذكروا الآخرين حقروهم وانتقصوا من مكانتهم، والمطلوب في الأداء المادي أو المعنوي أن نكون عادلين نحب للناس كما نحب لأنفسنا، ونكره للناس ما نكره لأنفسنا .
١٤. قال تعالى " الله الصمد " أي الذي يقصده الناس في حوائجهم حيث يطلبون منه، والعقلاء المؤمنون هم الذين يطلبون من الله في الشدة والرخاء ، بينما كثير من الناس لا يطلبون إلا عندما يجدون أنفسهم في ضيق ومأزق مادي أو صحي أو نفسي أو مخاطر محققة، ومع ذلك فباب الله مفتوح للجميع لأنه رب العالمين فكل الخلق عيال الله ومحتاجون إليه.
١٥. قال تعالى " من قتل نفسا" بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" وكم نحن نتذوق هذا النص اليوم ونحن نرى القتل بين بني البشر في نسيان تام أن الناس إخوة كما قال عليه السلام : كلكم لآدم وآدم من تراب، وقد بدأ القتل بين ولدي آدم نتيجة الحسد والحقد، واذا كان قتل فرد لفرد جريمة فكيف بالقتل الجماعي والمقابر الجماعية، وكيف بالفساد الذي يقتل رزق الناس ويوقع الخلل بينهم ؟، رأينا القتل في التاريخ ونراه اليوم، وبالطبع لا يشمل التحذير من يدافع عن نفسه أو عرضه أو ماله أو وطنه أو مقدساته، فهذا طبيعي في الإنسان لردع الظالم البادئ والبادئ أظلم .عمون

نيسان ـ نشر في 2023-02-01 الساعة 05:20


رأي: د. بسام العموش كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً