مسكينةٌ أنتِ...

المثير للشفقة تلك المرأة المتزوجة التي تُصرح عبر إحدى المواقع الالكترونية بأنها على علاقة عاطفية مع آخر خارج إطار الزوجية وتطلب المساعدة من أصحاب الرأي والمشورة، والأدهى أنها تقول: "زوجي كثير منيح وما منقص علي أشي فكيف لي أن اصلي صلاة الاستخارة لمشكلتي" .. فإما انها مخبولة أو لا تُدرك تماماً ما هو الاكتفاء بالحياة الزوجية.

الأدبيات ودراسات الماضي تشير الى أن الخيانة الزوجية سبب رئيس من أسباب الطلاق بعد أن كان من الأسباب الثانوية، حيث ظهرت ثقافة نسائية حديثة في المجتمع الأردني أسميها ثقافة "الخَبَلْ" التي تنطلق من الإنفتاح غير المدروس للمواقع الالكترونية، ومشاهدة المسلسلات العاطفية التي لا تمت للواقع بصلة، وجلسات الكافيهات المُشبعة بالترنح حول الأرجيلة وقصص الف ليلة وليلة الخلاعية، والأهم من ذلك غياب الزوج بداعي السفر للعمل من أجل مستقبل الأولاد، ويتناسى الطرفان أن هناك مستقبل يحتضر أمام زوجين عاشقين كلٌ بمفرده يهمسوا ويتلووا كالدودة عند سكبها بكلور جلي الصحون.

هذه صورة لا تشمل كل العائلات لكنها بالضرورة تُشكل نسبة من المجتمع الأردني، ومن يُشكك فلينزل للميدان ويرى بأم عينه كيف أصبحت ست البيت التي لا يقل عمرها عن أربعين سنة وما فوق تتمايل بالفيزون، وتقود سيارتها بسرعة المخابيل والمسجل يصدح بأغاني المراهقات "حبيني وما تحبينيش وبموت لو تركتنيش"..

أين وقار العمر المُشبع بالأنوثة والسُترة! كل ذلك لأنها صدقت بأن هناك من سيمنحها الحب بلونٍ وطعمٍ مختلف، كل ذلك بسبب غباءها المنطلق من عبارات غزلٍ سمعتها من طرف لا يَمُت للإنسانية بصلة، كل ذلك لبعدها عن مطبخها وحديقة منزلها ولمة الأولاد يتصايحون ويتشاجرون ضربني وما ضربته، كل ذلك مخبولتي المدللة لجهلك بأن مدة الهيام أيام معدودة وفترة انتهاءك ستظهر مجرد ظهور أخرى على السطح، وردة الفعل الغبية الإنتقام والبحث عن خَبَلٍ جديد ودوامةٍ لا تنتهي من " انا مش حسيبك".. حقاً مسكينةٌ خبلاءٌ أنتِ.